عبدالفتاح علي البنوس –
❊ .. يمثل يوم الجمعة العيد الأسبوعي للمسلمين في مختلف أرجاء المعمورة له من الفضائل الكثير ¡ حيث أمرنا المولى عز وجل في كتابه العزيز سورة كاملة باسم هذا اليوم ¡ وورد في السنة المطهرة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين عظمة وفضائل هذا اليوم ومنها قوله عليه الصلاة والسلام رمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينها إذا ما اجتنبت الكبائر ¡ وفي هذا اليوم ساعة تستجاب فيها الدعوات وترفع فيها الأعمال وهو من أحب أيام الله ¡ وفيه تستابق الأقدام وتتسابق القلوب المفعمة بالإيمان على التوجه للمساجد لاستماع خطبتي الجمعة وأداء صلاتها في اتصال روحاني مع الخالق عز وجل استجابة لنداء الرحمن (ياأيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا◌ٍ لعلكم تفلحون. وإذا رأوا تجارة أو لهوا◌ٍ انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين).
إذا◌ٍ هي دعوة للاتجار مع الله وجني الثمار والأرباح والمكاسب الإلهية التي تعود بالنفع والخير على أصحابها في الدنيا والآخرة ¡ وللأسف الشديد نشاهد هذه الأيام حالة من التقاعس لدى الكثير منا عن أداء صلاة الجمعة وخصوصا من أصحاب المحلات والبسطات وبائعي القات وغيرهم من أصحاب المهن بالإضافة إلى الكثير من المواطنين الذين يرتادون الأسواق في وقت الجمعة دون أن يلبوا نداء الله عز وجل الذي حث على الإسراع والاقلاع المؤقت عن البيع والشراء والتوقف لدقائق معدودات لاغتنام فضائل وبركات يوم الجمعة سيد الأيام والحصول على الخير الذي وعد به الخالق عز وجل وعلى عباده والمسارعين يوم الجمعة إلى المساجد إذ نجد الأسواق مكتظة بالمواطنين رغم سماعهم نداء الصلاة وكأنهم ليسوا مخاطبين في قوله تعالى (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
إنه من الخسران عندما نشاهد غياب الوازع الديني لدى الكثير منا لدرجة تفريطهم في أداء الصلوات الخمس وفي مقدمتها صلاة الجمعة لما لها من فضل عظيم وعطاء جزيل ولا أعلم هنا أي رزق أو خير ينشده أولئك الذين يستوطنون الأسواق ويرفضون معادرتها حتى وقت صلاة الجمعة رغم التوجيهات الإلهية بهذا الخصوص).
فالله سبحانهوتعالى وعد بالخير والرزق والبركة لمن يسعى يوم الجمعة لتلبية نداء الرحمن ليؤدي ما افترضه عليه ومن ثم يعود لطلب الرزق والعمل بالبيع والشراء وحينها سيلمس الخير والبركة ورزقه لأنه فرغ نفسه وعطل عمله لكي ينشد ما عند الله ولكي يحظى بالمثول بين يديه.
إن الخير كل الخير هو مع الله سبحانه وتعالى والرزق قسمه الله وينبغي أن نسلم بذلك جميعا ونتخلى عن نزاعات الطمع والجشع والحرص على جمع المال وحصد الأرباح على حساب ديننا وطاعاتنا وعبادتنا وخصوصا في يوم الجمعة وهنا يجب أن نتناصح فيما بيننا من أجل أن نصل إلى الحالة التي تكون فيه أسواقنا خالية على عروشها عند دخول وقت الجمعة إذا ما أردنا النماء في الأموال والبسطة في الرزق والعافية والصحة في الأبدان والطمأنينة والاستقرار في النفوس والراحة والفلاح والسعادة والانشراح في الدنيا والآخرة.
جمعتكم مباركة ويومكم سعيد.