بن سلمان لأمريكا: لقد فشلنا أوقفوا الحرب قبل ان نهلك
زين العابدين عثمان
على وقع التسريبات التي نشرت مَضمونها عدّة صُحف ومواقع عالميّة، مثل الإندبندنت، وغلوبال، وميديل ايست أي، حول المُحادثات التي جرت بين مسؤولين أمريكيين سابقين و يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، حول رغبة الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، في إيجاد مخرجٍ لبلاده من الحرب في اليمن ولعل بن سلمان بدٲ يشعر فعليا بفداحة العواقب التي ستصحب استمرارية الحرب .
وكما يبدو ان محمد بن سلمان أو عز بتسريب هذه المحادثات من اجل ان يثبت نية السعودية المطلقة في إيجاد مخرج من الحرب باليمن ولربما كان هدف بن سلمان من تسريب هكذا خبر هو لإعلام الجميع بأن السعودية أصبحت جاهزة لأي حلول جذرية لإنهاء الحرب الباهظة باليمن، ملقيا في الوقت نفسه تهمة إعاقة إنهاء الحرب على واشنطن وكأنه يحاول اتهام الأخيرة بطريقة غير مباشرة بأنها سبب استمرارية الحرب والسبب في كل ما يحدث ، بمعنى آخر لسان حال بن سلمان يقول “احنا راضين بالخروج من الحرب بس أمريكا منعتنا “.
وقد لا يبتعد أيضا ان الزيارات المتتالية التي قام بها إسماعيل ولد الشيخ، والتي شَمِلت الرّياض ومسقط وانتهت في طهران، بإيحاء وتشجيعٍ، من ولي العهد السعودي،في إطار رغبته في إخراج المملكة من هولوكست اليمن.
يجدر الحديث ان بن سلمان أصبح لديه النية الحقيقة لإنهاء الحرب باليمن بأي طريقة لكنه لا يدري من أين يبدٲ فهو يحاول من هذه التسريبات اقناع أمريكا بأن عاصفة الحزم فشلت وان استمرار المملكة بالحرب وهي مثخنة بخسائر ثلاثة أعوام لهو الانتحار بعينه .
لكن يبدو أن أمريكا مستعدة فعلا إيقاف الحرب، فالمؤشرات تقول بأن واشنطن سترفض إيقاف الحرب لحالتين الأولى لأهدافها الخاصة التي لازالت لم تحقق بعد بالحرب على اليمن ثانيهما أمريكا ترى ان إيقاف الحرب يعني توقف سيل المال السعودي نحو مخازن أمريكا وضياع فرصة مشروع رأس مالي يدر مئات المليارات لهذا في كلتا الحالتين لن تقبل واشنطن بخيار إيقاف العدوان على اليمن مهما كانت العواقب كارثية على المملكة أو حلفائها.