انتصارات العدوان بين الحقيقة والسراب
عبدالفتاح البنوس
غارات هستيرية يومية مكثفة، زحوفات ومحاولات تسلل وتقدم يومية من قبل مرتزقتهم في مختلف الحبهات الداخلية، إسناد جوي حربي واستطلاعي مكثف، قصف صاروخي ومدفعي للمناطق الحدودية واستهداف ممنهج لمنازل ومزارع المواطنين في تلكم المناطق، قصف متواصل بالبوارج الحربية، عمليات إسناد وإمداد عسكرية متواصلة، تحشيد وإستئجار مرتزقة من مختلف أنحاء العالم، ملايين الدولارات دفعتها وما تزال من أجل شراء الذمم والضمير العالمي والدولي وكسب الولاءات ، إمبراطورية إعلامية عملاقة لتزييف الحقائق وفبركة الأحداث وتجميل وتحسين الوجوه وللتغطية على جرائمهم والأهداف الحقيقية لعدوانهم الهمجي، تحالف خليجي الدعم، عربي المسمى، عبري الأهداف والغايات، انحياز أممي فاضح، وتواطؤ دولي قذر، وصمت حقوقي وإنساني منقطع النظير، مجازر ومذابح قتل بالجملة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وكل مقومات الحياة، حصار جائر من البر والبحر والجو وانتهاك سافر للسيادة اليمنية، استهداف لكل ما هو جميل في اليمن، جرائم قتل وذبح وسحل وتنكيل بالأسرى والمعتقلين ، عمليات تحريض متواصلة تستهدف القوى الوطنية من أجل شق الصف الوطني والنيل من تماسك الجبهة الداخلية، إغراءات مستمرة للبحث عن عملاء ومرتزقة جدد لضمهم إلى قائمة العملاء والخونة عبيد اللجنة الخاصة السعودية .
كل ذلك وأكثر وما تزال الأوضاع على الأرض بعد ما يقارب العامين والنصف تصب في مصلحة القوى الوطنية ممثلة بالجيش واللجان الشعبية ، رغم فارق الإمكانيات والعتاد، ورغم كل ما سلف ذكره إلا أن التفوق في ميدان المواجهة لأبطالنا المغاوير الذين نجحوا في تغيير معادلات الصراع وفرضوا معادلات جديدة أربكت حسابات الأعداء ودفعت بهم نحو التخبط والذهاب للحديث عن انتصارات وهمية وسرابية لا وجود لها إلا في مخيلاتهم وأحلامهم وأبواقهم الإعلامية التي لم تشبع من الكذب والتدليس والفبركة والتزييف رغم معرفتها وقناعتها التامة بأنها للكذب عنوان، وأن كفتها هي الكفة الخاسرة منذ بداية العدوان وحتى اليوم، يكذبون كما يتنفسون ويزعمون بأنهم يحققون الانتصارات وعندما يحصحص الحق وتنكشف الحقائق يتضح للجميع بأن انتصاراتهم سرابية وهمية وأن إنجازاتهم الميدانية عبارة عن أضغاث أحلام سرعان ما تتبخر في الهواء بمجرد الخروج من حالة أحلام اليقظة التي تعتريهم .
بالمختصر المفيد، العملاء والمرتزقة والخونة لا يصنعون انتصارا ولا يحققون تقدمات لأنهم في الجبهة الغلط، جبهة الباطل والطاغوت، ومهما كانت قوتهم وسطوتهم ومهما كان سندهم وظهرهم غير الخالق عز وجل فلا فلاح لهم ولا نجاح، فحصادهم وثمرتهم وانتصاراتهم هي الفشل والهزيمة والانكسار ومهما كذبوا ودلسوا وزيفوا وتقولوا فلن يغير كل ذلك في الحقائق الواضحة الملموسة على الأرض، فالفرق شاسع بين الحقيقة والواقع والوهم والخيال، تماما كما هو الحال بين الهزيمة والانتصار .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.