قتلوه بعد أن اعتصم أمام البرلمان


قبل أربعة أسابيع وقفت مجموعة صغيرة من المواطنين على مقربة من بوابة قاعة البرلمان حاملين معهم أكياس بلاستيكية ممتلئة بالأوراق منتظرين خروج أي نائب ليخبروه معاناتهم التي يتجرعونها نتيجة بحثهم عن الرزق الحلال في مدينة حضرموت , كانوا يتحدثون عنها بحسرة وعن بضائعهم ومحلاتهم التي أحرقت أمام أعينهم بحزن ومع ذلك يشتاقون للعودة إليها¡ لقد فضلناها عن سائر المدن ” قال أحدهم وهو الأكثر تضررا فقد أ◌ْحرق مركزه التجاري ولم يتبق منه غير أوراق رسمية تذكره بالماضي وأنه كان رجل أعمال أحرقت آماله الكبيرة في الحياة بسلام وممارسة التجارة في مدينة شق أهلها قديما ربوع الأرض تجارا◌ٍ ناجحين ناشرين الأخلاق والإسلام .
لم يجد التجار الذين استغاثوا بالبرلمان الكثير من التعاطف وكل رغبتهم أن يجدوا من يتضامن معهم ويطرح قضيتهم على الملأ¡ ولأنهم لا يمثلون تيارا سياسيا أو تيارا مجنونا بالحكم ولا تدعمهم يد خارجية ظلوا مكتفين بالجلوس والقيام تحت أشجار حوش مجلس النواب حتى حان وقت الظهيرة خرجوا حاملين معهم المزيد من الهموم واليأس .
وعادوا من حيث أتوا وما كادوا يستقرون في المكلا إلا واستقرت رصاصات الموت في جسد أحدهم “الحميقاني” قتل من قبل عناصر تدعي انتماءها إلى حضرموت وتقتل البشر لأنهم قادمين من مناطق بعيدة ويريدون العيش الكريم , قتلوه لأنه يمارس التجارة في مدينة اعتقد أنها الأفضل وأن أهلها الملاذ لكل من ضاقت به المساحات الأخرى .
هرع أقارب وأصدقاء الحميقاني إلى حضرموت علهم يعرفون من قام بكل هذا الجرم وقتل رجل يقول ربي الله ولا يمتلك غير البضاعة التي يبيعها للناس كاسبا رزق الأطفال الذين ينتظرون عودته محملا بالحب والهدايا وليس محمولا على الأكتاف المنكسرة .
أنها لحظة تاريخية أمام البرلمان وتحديدا◌ٍ أمام نواب حضرموت أن ينجدوا ميتا لم يتمكنوا من نجدته حيا وأن يقفوا في صف الضحية ضد القتلة الذين نزعت كل المشاعر الإنسانية من قلوبهم وإلا كيف يقدمون على القتل وعلى إحراق الممتلكات تحت مبررات مزيفة¿ø! .
كما يفترض بالمجلس الذي تجاهل شكوى التجار أن يبدأ بتقديم واجب العزاء لكل من مات هناك بنار الكراهية وواجب الاعتذار عن التجاهل السابق ويطالب بالحماية لمن تبقى حيا◌ٍ وأن يسأل وزير الداخلية أين يذهب جنوده حين يستفرد الذئاب المدججون بالسلاح والكراهية بأولئك البسطاء الباحثين عن ما كتب الله لهم من رزق , خاصة وأن التجار وبينهم الضحية كانوا قد تواصلوا مع الوزارة وحاولوا الاستغاثة ولم يجدوا غير الصد والقول لا تحتكوا بالمجرمين واتركوا لهم مصدر رزق أطفالكم غنائم .

قد يعجبك ايضا