مملكة الإرهاب – 6

عبدالله الأحمدي
السياسيون يقولون، إن السياسة الخارجية، هي انعكاس للسياسة الداخلية، في مملكة الشيطان كل شيء بيد الملك والأسرة، وهؤلاء هم الذين يملكون كل شيء، حتى البشر هم عبيد لهم، فهكذا تسير الأمور، لا صوت يرتفع في وجه التصرفات ، العبثية والقبيحة لأطفال الأسرة المالكة، ومن جازف من الناس برفع صوته، فقد حياته، الناس محرومون من الحقوق السياسية، وحرية الرأي، يأكلون ويشربون ويتناسلون وينامون، ثم يموتون، دون أن يتركوا أثرا.
في العام 1979م اختطفت المخابرات السعودية المعارض ناصر السعيد الذي كان يقيم في بيروت، وأوصلته إلى الرياض وعذبته عذابا مؤلما، وفي الأخير صعدوا به إلى طائرة كان بها الملك فهد، وطافت الطائرة أجواء المملكة، ثم أمر الملك برمي الرجل من الطائرة.
في هذه المملكة لا يمكن لك أن تعارض، أو تقول رأيا، فهناك إرهاب داخلي لا يقل عن الإرهاب الداخلي ، تقوم به أجهزة الموت القمعية.
المملكة تقتل معارضي الأسرة تحت مسميات كثيرة، ففي الماضي كانت تقتلهم بتهم الحرابة، وقطع الطرق، أو تجارة المخدرات، أما اليوم فتقتلهم بتهمة الإرهاب. يمتلك النظام الأسري العشائري التقليدي اذرعا إرهابية متعددة على المستوى الأمني، والاستخباري والديني. تقوم قوات الأمن بالمرابطة في الشوارع ليل نهار، وتقوم الاستخبارات بمراقبة المنازل، والأفراد، والمكاتب، والشركات، وتسجيل، وتصوير كل حركات الناس، بواسطة كاميرات الكترونية مزروعة حتى في غرف النوم. أما الشرطة الدينية فتقوم بملاحقة الناس في الشوارع والأسواق، وتضربهم بالسياط، تحت ذريعة عدم أدائهم الصلاة، وتنال النساء النصيب الأكبر من هذه المضايقات، أو بالأصح الإرهاب.
الحديث عن إرهاب النساء في المملكة الشيطانية يحتاج إلى مجلدات، فالمرأة تعيش إرهابا متواصلا طوال حياتها، وإذا كانت السلطة تمارس الإرهاب على الجميع، إلا أن المجتمع يمارس إرهابا مضافاً على المرأة فالنساء محرومات من ابسط الحقوق الإنسانية، وتصب الشرطة الدينية المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل فتاواها ضد المرأة. ولعلكم سمعتم عن قضية قيادة المرأة للسيارة التي أثيرت قبل حوالي عشر سنوات، ومازال المنع ساريا.
إن الإرهاب والتطرف اللذين تصدرهما أسرة آل يهود إلى الخارج هما انعكاس لما يجري في الداخل.
الغرب الرأسمالي هو المؤسس لدول الإرهاب، وبالذات بريطانيا ، فقط صنعت دولة الإرهاب الصهيوني في فلسطين، وصنعت دولة الإقطاع الإرهابي الدموي في نجد والحجاز، ثم تلقف المستعمر الأمريكي حماية ورعاية هاتين الدولتين الإرهابيتين حتى اليوم، كان السلطان عبدالعزيز السعودي (كان يسمي نفسه سلطانا ) يتسلم مرتبا شهريا من بريطانيا قدره خمسة آلاف جنيه إسترليني مقابل تنفيذه للمخطط الاستعماري. وقد ظل مخلصا وفيا لبريطانيا طوال حياته.
في رسالة للسيد برسي كوكس يقول السلطان عبدالعزيز، انه لا يمانع من إعطاء فلسطين لليهود المساكين، كما ترى بريطانيا التي لن يخرج عن رأيها حتى قيام الساعة.
لقد كان ابن سعود مخلصا لأسياده، ومازال، وهاهم آل سعود يسيرون في ركب إخوانهم اليهود حتى اليوم، فالمملكة مع مشيخة موزة تقيم علاقات مفضوخة مع دولة الإرهاب الصهيوني، وهي تتآمر وتحاصر المقاومة الفلسطينية، ووصل الأمر بمملكة العهر الداعشي ان تضع حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قائمة الإرهاب، خدمة لإسرائيل، وتنفيذا لأمر الأمريكي.
إرهاب صهيون يلتقي مع إرهاب آل سعود لأن الأصل واحد، لكن الفرق بين إرهاب صهيون، وإرهاب آل سعود هو أن الإرهاب الصهيوني موجه ضد غير اليهود، بينما إرهاب آل سعود موجه ضد المواطن السعودي والشعوب العربية، إسرائيل تظهر بوجه حضاري، فهناك ديمقراطية، وانتخابات وتداول سلمي للسلطة، وصحافة، وحريات، بينما في مملكة العهر الداعشي يغيب هذا كله، ويظهر الوجه القبيح، والمتخلف للحاكم الطاغوت والمستبد. المكلف بقتل شعبه وقتل الشعوب العربية.
وحشية داعش هي امتداد للوحشية النجدية، والإرهاب والقتل والتمثيل الذي تمارسه، هو امتداد لممارسات داعش النجدية، التي أقامها المجرم عبدالعزيز اليهودي.
منذ الدولة الوهابية الأولى وعصابات آل سعود تعيث في الجزيرة العربية فسادا، من أقصى الجنوب، إلى أقصى الشمال.
في العام 1803 م وصلت عصابات قرن الشيطان مغيرة على مدن جنوب العراق، فسرقت، وقتلت، ونهبت، ودمرت، حتى مراقد الأئمة في النجف الاشرف لم تسلم من قبائحها، وكان السبي واحدا من أفعالها، لقد جلبت هذه العصابة كل اللصوص والقتلة وجندتهم في صفوفها، وشاعت أجواء من سلوكيات تمجد النهب، والقتل والدمار، حتى أن المرأة في نجد كانت تهدهد وليدها قائلة:
ابو عيون لجلاج:
تكبر وتسرق الحجاج
وكان التقطع للحجيج وسرقة أمتعتهم مهنة رابحة لعصابات نجد البدوية.
لقد منع المجرم عبدالعزيز اليهودي حجاج الشام والعراق، واليمن ، ومصر من أداء المناسك، ومنعهم من دخول الأراضي المقدسة، كان ذلك في بداية احتلاله المقدسات.
لا يغرنكم فشرة آل يهود، وتطاولهم في البنيان، وبعثرتهم الأموال، وامتطاؤهم لظهور الصبيان، فهم نمور من ورق، لا تاريخ لهم، هم عبيد الأمريكي، والصهيوني، والبريطاني، ولو لا حماية الغرب لهذه العصابة لما بقيت على العرش يوما واحدا.
الضخ الإعلامي لقنوات الإرهاب تغطي على جرائم آل يهود، وتظهرهم كحماة المقدسات، والحقيقة التي لا تغيب عن ذي عقل، هي أن المقدسات في مكة والمدينة واقعة تحت الاحتلال الوهابي السعودي مثلها مثل المقدسات الإسلامية في فلسطين.
إن المال هو من يستر عيوب هذه العصابة التي عاشت ومازالت تعيش على التآمر والخيانة للأمة والمقدسات. انها تواصل سيرة الشيطان النجدي محمد بن عبدالوهاب في هدم الإسلام باسم الإسلام. فحديث المصطفى (…من هنا يطلع قرن الشيطان ) بدأ بالتحقق منذ أن ظهر عبدالوهاب، وامتداده، آل يهود.

 

قد يعجبك ايضا