نحو تصالح وطني عريض

 

عصام حسين المطري
ثمة ثوابت وطنية، وقيم جزيلة يلتف حولها السواد الأعظم من مكونات الشعب اليمني على تباين مشاربها الفكرية والثقافية واختلاف منابعها السياسية والإعلامية فعند ما يد لهم الخطر وتتفشي الملمات وتظهر الخطوب يصير من الواجب الديني على مختلف قطاعات الشعب السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية تأكيد هذه الثوابت وتلكم القيم على واقع الحياة الوطنية في سبيل الانتصار لها دحرجة لأطناب المتغير وفقه المرحلة دفعاً وتتميما لذلكم التأكيد.
على أن النأي بالمجتمع والدولة عن مواقع ومواطن الانقسام الشعبي والوطني إظهارا للعافية الاجتماعية والصحة السياسية في زمن التشظي والانصهار يعد من أقدس القربات وأفضل الأعمال التي تقربنا من الله عز وجل زلفى ذلك لأن الانقسام في الصف الوطني مخلباً يوضع في جسد الأمة يفزع عروقها ولحومها فهو من أخطر العاهات وأعظم الأسقام التي تفتك بالشعوب والأوطان وتخذل الدول وتعدل بها عن طريق التقدم والنهوض الحضاري.
والقمين بالشعب اليمني العظيم بمختلف شرائحه وفئاته وقواه السياسية والاجتماعية المتعددة والمتنوعة المسارعة إلى خلق المحبة والمودة والتراحم والوئام بين بعضنا البعض عن طريق التعاون في إفشاء أجواء ومحققات السلم الوطني والاجتماعي على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، وعلى أساس متين من الصدق وغفران الزلات، وتوطيد أركان حُسن الظن، والتماس الأعذار، والتغافر والتسامح الوطني والاجتماعي الذي طال انتظاره، ودام غيابه، والترفع عن التخوين المتبادل والخوف من إراقة الدماء وأرملة النساء وتيتيم الأطفال.
وحتى يصبح التصالح واقعاً ملموساً علينا رفض ثقافة الثأر والانتقام فجميع الأطراف السياسية قدمت قوافل عديدة من الشهداء حيث أرُيق الدم اليمني بسهولة وبإسراف سواء ما أُسيل من قبل قوات التحالف أم ما تمخض عن الاشتباك في العديد من الجبهات الداخلية والمحلية بين المتحاربين حيث ينبغي العدول عن ذلك الاحتراب ونزع قتيل الانقسام والتشظي، فإلى هنا يكفي إراقة الدماء، والعودة إلى تدشين عُرى التصالح الوطني العريض بين ألوان الطيف السياسي، فاليمن على كف عفريت يدعونا إلى رأب الصدع واجتماع الكلمة بعيداً عن أية مكاسب أو مصالح إذ يعد الحفاظ على الوطن أعظم مصلحة وأنبل مكسب، فمن خلال هذا المنبر الحر الشامخ أدعو جميع فصائل ومكونات العمل السياسي والفكري إلى إطراح نظرية الخصام والإقبال على التصالح الوطني العريض ذلكم لأننا أخوة ينبغي تنازل الأخ لأخيه حفاظاً على ما نحن فوقها من سفينة التصالح والسلم والشراكة ونحو دولة مدنية حديثة تبسط رداء الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني المسؤول الذي كبح الأراجيف طلباً للحياة الحرة السعيدة والمشاركة الحقيقية في السلطة والثروة من خلال الكف عن إنضاج التغابي السياسي في طريق الاستبصار الفكري والثقافي الجمعي والانفرادي، فإلى التصالح الوطني العريض بين أبناء الوطن اليمن الواحد يجب أن تكون قبلتنا السياسية والوطنية والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا