صرخة المستضعفين

 

أفراح الحمزي
من خلال الصرخة تشاهد أحداثاً كثيرة تتكشف على الواقع وتظهر للمواطن اليمني متى يكون بحق من رجال الله أو من أولئك ((المتسترين المتسلقين )) وراء شعار الصرخة .. بالتأكيد ان هناك من القراء من يتساءل كيف ؟؟ الصرخة ليست مجرد كلمات وشعار يطلق متى تحب ؟.
أو متى يستظل “المتحوث” خلف الشعار لمجرد الخداع أو تمرير غاية في نفسه وتحقيق مصالح ذاتية ؟ لا.
الشعار والصرخة هي كما وصفها الشهيد القائد سلام الله عليه ” سلاح وموقف ” إنها إعلان حالة من الغضب والبراءة من الأعداء والخونة والعملاء وضد كل فاسد وفاسق ومنافق.
نعم .. هو شعار المستضعفين، أولئك الذين عملوا بمبدأ الرسالة القرآنية والمنهج السوي وعملوا بثقافة ووعي وحس إيماني ولو على حساب مصالحهم وذواتهم.
هم وعدوا وعاهدوا أن يعملوا بما أمرهم الله ورسوله والمومنون وأن يسخروا أنفسهم لأجل ذلك ويحرموا أنفسهم من كل متاع الدنيا وما فيها .. ولقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
هؤلاء هم رجال الله بكل المقاييس ، والله إني لمستها على الواقع خلال السنتين فيهم وعرفت منهم المتحوثين ومنهم من سقط ومنهم من سوف يأتي دوره ومن هم أنصار الله الحقيقيين بحق .
من تربوا على المبادئ المحمدية وعرفوا الله بحق والتزموا ببرنامج رجال الله هم وحدهم الذين يستحقون تسمية أنصار الله وهم وحدهم الذين يكونون محط عناية الله وتأييده ورعايته ..وهم الذين يكونون أهلا لحمل المسؤولية وأداء الأمانة التي حملهم الله إياها واختصهم بها واختارهم لها دون سواهم .
وهذه هي من المعايير الإيمانية التي تتجسد مواقف في ميدان العمل بعيدا عن المسميات الجوفاء والشكليات التي لا تمثل أي معايير حقيقية سوى أنها تكون مطية يتقمصها البعض للوصول إلى مآربه وغاياته. ولن تعوا حقيقة ذلك إلا عندما تعرفون وتعملون بهذه القيم العظيمة في كل وقت.
المؤمنون الحقيقيون هم رجال الله، أولئك الذين يبدون أذلاء أمام إخوتهم المؤمنين ولكنهم أشداء على الكافرين والمنافقين، أولئك هم رجال سعوا لأجل مشروع وقضية عادلة ومبدأ قرآني ، جندوا أنفسهم مع الحق وصرخوا صرخة تغلغلت في أرواحهم وترجموها واقعا عمليا في أعمالهم وتحركاتهم في ميدان الصراع للتنكيل بكل الأعداء المنافقين .
إنها صرخة الحق التي كشفت وتكشف الحقائق وتميط الأقنعة عن وجوه الكثيرين . سواء أكانوا يحسبون أنفسهم من فئة المؤمنين أم يقفون منهم موقف العداء والمباينة.
هي تكشف حقائق الذين يدَّعون أنهم من “أنصار الله” وتكشف كل العملاء والمنافقين ولها تأثير عظيم في قلوب المؤمنين، فبها تخرج من حناجرهم بكل إيمان ولو حتى رقابهم تحت سكاكين الموت أو أمام دبابات العدو وتحت مرمى صواريخ الأعداء، لا يهابون غير الله ويلفظونها بألسنتهم وهم واثقون كل الثقة بمنهجهم وطريقهم، ذلك الطريق المنير والذي فتح لهم أبواب العزة بين خلق الله وجعل اليهودي يصرخ بلسانه معترفا أنهم يمثلون عليه خطرا كبيرا.
ولم يسبق أن يعترف اليهود بالخطر الذي يتهددهم من عدو حقيقي كما فعلوا أمام خطر “أنصار الله” ومشروع أنصار الله عليهم ، لأنهم يعرفون ماذا يعني هذا المشروع ويعرفون هؤلاء القوم ومدى قوتهم وعزيمتهم وشوقهم للتنكيل بالكيان اليهودي الغاصب .
وهذا ما جعل اليهود وعملاءهم يشنون عدوانا كونيا، حشدوا له كل طاقاتهم وإمكانياتهم وجيّشوا له لفيف المرتزقة من مختلف دول العالم للقضاء على هذا المشروع القرآني ووأده وإلى الأبد ، لقد شنوا هذا العدوان على اليمن ليس لإعادة “الشرعية” أو مواجهة ما أسموه “الانقلاب” وإنما لاستهداف هذا المشروع الثقافي التنويري الذي يسعى لأن يعيد للأمة الإسلامية هيبتها وحضورها بل ويعيدها إلى المستوى الذي كان رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله قد أوصلها إليه.
ولذلك مازالت أعمال اليهود تنسج بين أولئك المنافقين ويستخدمهم أسيادهم من اليهود دروعاً لتمرير مشاريع الصهيونية في المنطقة، ولذلك فإن قو? العدوان ومن تحالف معهم في الداخل والخارج فاشلون بغير هؤلاء المرتزقة .
والأعداء دائماً ما يراهنون على المرتزقة وبقايا اذناب الفساد وعلى تعزيز خلخلة الجبهة الداخلية لتحقيق أهدافهم في السيطرة مجددا عل? مقاليد الأمور في البلد، والعالم المتعامي يقف إلى جانبهم وفي صفهم ولكن “أنصار الله” يراهنون على الله تعالى وأنه بصف المستضعفين، وعلى تضحياتهم وعلى البذل والعطاء والنية الصادقة والإخلاص في القول والعمل ونبذ الخلافات . وثانيا رهانهم عل? الشعار وعلى الوعي في أوساط المجتمع بحقيقة ومخاطر العدو الحقيقي والتحرك وفق أسس قرآنية وبثقافة المسيرة القرآنية وبالسلاح البسيط وبقوة الإيمان واليقين بأن الله معهم متى صدقت نيتهم وعظمت تضحياتهم وبذلك أعزهم الله بين خلقه وعباده في هذا العالم أجمع.
وبإذن الله سيصبح لصرخة المستضعفين صدى يعم العالم بأسره وبها سيتم تطهير كل الأماكن المقدسة بإذن الله مادمنا مستمسكين بمواقفنا وملتزمين بمبادئنا القرآنية والله ناصر عباده المستضعفين في الأرض بحوله وقوته والأيام بيننا.والعاقبة للمتقين.

 

قد يعجبك ايضا