الثورة نت/
ناقشت اللجنة العليا للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة في إجتماعها اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الوضع الراهن لمدينة صنعاء وجوانب حمايتها من كافة أشكال العبث والتشويه لطابعها المعماري الفريد .
واطلع الإجتماع على قرار منظمة اليونسكو في إجتماعها الذي عقد مؤخرا بشأن مدينة صنعاء القديمة وما تضمنه من حرص على إبقاء صنعاء في قائمة التراث العالمي، وكذلك دعوته للمجتمع الدولي في تقديم الدعم المالي والفني عبر صندوق طوارئ تراث اليونسكو لتمويل خطة عمل الطوارئ لحماية التراث الثقافي اليمني .
حيث أثنى القرار على طرف الدولة ممثلة بوزارة الثقافة وهيئة المحافظة على المدن التاريخية لمشاركتها في تقييم الأضرار وتوثيقها والتدخل في عمل المعالجات الطارئة ولتواصلها مع مركز التراث العالمي والهيئات الإستشارية.
وحث القرار على الإستمرار في التحاور والتشاور مع مركز التراث وتلك الهيئات في جميع عمليات الترميم وإعادة التعمير من أجل ضمان سلامة المواطنين واحترام معايير الصيانة الدولية .. ورحب في الوقت نفسه بالدعوة المفتوحة لبعثة الرقابة التفاعلية المشتركة لزيارة صنعاء القديمة.. مؤكدا تلبيتها بمجرد توفر الظروف المحلية الملائمة للزيارة.
وعبر القرار عن بالغ قلق اليونسكو إزاء الأضرار الأخيرة التي لحقت بالتراث الثقافي اليمني نتيجة الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن بسبب العدوان السعودي وتحديدا ما تعرضت له مدينة صنعاء القديمة من دمار من قبل طائراته “يتعذر إصلاحه”، فضلا عن قلقها من عمليات إعمار المباني الجديدة ضمن المدينة بالمخالفة لطابعها المعماري.
وجدد القرار مطالبته السلطات المعنية العمل على إبقاء تعليق نشاطات عمليات التطوير والإنشاء الجديدة في الموقع ريثما يتم إستكمال خطة الصيانة المقترحة وكذلك العمل على وضع تدابير تصحيحية وإطار زمني لتنفيذها إلى جانب تحديد حالة الصيانة المرغوبة للمدينة من أجل إعادتها قائمة التراث العالمي غير المعرضة للخطر .. داعيا مركز التراث العالمي والهيئات الإستشارية إلى الإستمرار في توفير المساعدات الفنية والدعم لطرف الدولة حيثما يتطلب الأمر.
وسجل الإجتماع تقديره وامتنانه البالغ لليونسكو على إبقاءها مدينة صنعاء القديمة ضمن التراث العالمي وإعطاء الجهات الوطنية المعنية الفرصة لتنفيذ المعالجات وإزالة الأعمال المشوهة لطابعها المعماري المتميز على المستوى العالمي .. مؤكدا أهمية إسناد اليونسكو للجهود الوطنية في الحفاظ على المدينة وقيمتها الحضارية العالمية .
كما أكد أن الدولة لن تألوا جهدا في سبيل القيام بواجباتها في حماية وصون صنعاء القديمة وبقية المدن التاريخية من كافة أوجه العبث .
واطلع الإجتماع على تقرير نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية المهندس نبيل منصر، بشأن الحالة الراهنة للمدينة العتيقة وما تتعرض له من تشويهات تهدد طابعها التقليدي المعماري الفريد وبقاءها في قائمة التراث الإنساني العالمي .
وأشار التقرير إلى التداعيات السلبية للأعمال التشويهية لأبنيتها وطابعها المتميز وخدشها لأصالتها التاريخية التي احتفظت بها عبر مئات السنيين وميزتها عن نظيراتها من مدن العالم التاريخية .
وتطرق التقرير إلى الأضرار البالغة التي طالت بعض أحياء صنعاء القديمة بسبب إستهداف العدوان السعودي المباشر لها وما لحق بأغلبية منازلها وأبنيتها والفراغات التاريخية من تصدعات نتيجة الهزات الإرتدادية لغارات الطائرات على المناطق المحيطة بالمدينة .
وعدد التقرير التحديات والمشاكل التي تعاني منها مدينة صنعاء العتيقة، التي من أبرزها بروز مباني مخالفة لطابعها المعماري، علاوة على التوسع في أسواقها وبعض مبانيها على حساب المساحات العامة وشوارعها الضيقة أصلا، فضلا عما يلحق بكثير من منازلها من أضرار نتيجة الأمطار وعدم تمكن الكثير من الأهالي من إجراء الصيانة والترميم اللازمين لها نتيجة الظروف المعيشية الراهنة، إلى غير ذلك من التحديات .
وأوضح التقرير المعوقات الإدارية والفنية والمادية التي توجهها هيئة المحافظة على المدن التاريخية خلال الفترة الراهنة وانعكاسات ذلك على مستوى مقدرتها على القيام بواجباتها الأصيلة في حماية مدينة صنعاء وبقية المدن التاريخية بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية وذات العلاقة.
وخلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها مواجهة تلك الممارسات وتفعيل أداء الهيئة في حماية مدينة صنعاء القديمة وبقية المدن التاريخية كزبيد وشبام حضرموت .
وأكد الإجتماع أهمية القضايا المثارة في التقرير وما تضمنه من توصيات هامة من شأنها تحقيق التكامل في الأدوار الجماعية للسلطتين المركزية والمحلية في حماية مدينة صنعاء القديمة ومواجهة كافة العابثين والمشوهين لوجها الحضاري الأصيل والفريد .
ولفت إلى أهمية قيام أمانة العاصمة بالتنسيق مع وزارة الثقافة بإزالة كافة المخالفات المشوهة للمدينة، والعمل على توفير وحدة إزالة دائمة لإزالة أي إستحداثات جديدة أولا بأول وبحيث تتولى وزارة الداخلية توفير الحماية الأمنية اللازمة التي تمكن الهيئة من أداء مهامها وتنفيذ حملات المراقبة المستمرة وإزالة المخالفات .
كما أكد الإجتماع ضرورة قيام المجلس المحلي بإزالة البسطات من طرقها ورفع المخلفات وإيلاء العناية اللازمة لنظافة المدينة بما يليق بمكانتها الوطنية والحضارية والإنسانية .
ووجه الإجتماع الجهات المعنية إلى إنعاش بساتين صنعاء ودورها الجمالي والوظيفي وذلك عبر إعادة آلية الاستفادة المتعاقبة في ريها بمياه الوضوء من مختلف مساجدها .
كما وجه بإعداد خطة توعية مستمرة بمشاركة كافة الجهات المعنية وذات العلاقة وفي المقدمة وزارتي الإعلام والأوقاف والإرشاد، يتم تنفيذها عبر مختلف وسائل الإعلام ومنابر الوعظ والإرشاد وعلى المستوى المحلي في تجاه خلق وتعزيز الوعي العام الوطني والمحلي والمجتمعي بالقيمة الحضارية الكبيرة لصنعاء القديمة وأهمية المشاركة المجتمعية في الحفاظ عليها ومواجهة العابثين والمشوهين والمدمرين لمبانيها العتيقة الزاخرة بعبق تاريخ الأجداد .
ووجه رئيس الوزراء الأمانة العامة لمجلس الوزراء والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية العمل على تحويل نتائج الإجتماع إلى مشاريع قرارات وعرضها على مجلس الوزراء في اجتماعه المقبل للمناقشة واتخاذ ما يلزم بشأنها من إجراءات تنفيذية .