استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
انتهى الأسبـــــوع الأول مـــــن الامتحانــات الوزاريــة لطلبــة الشــهادة العامـــة والأساسية بنجــــاح وتفــــاؤل رغـــم كل الصعوبات والعوائق في مختلف المجالات والتي ضمت بظلالها على العملية التعليمية ولكنها لم تؤثر على عزيمة أبنائنا الطلبة، إلا أن العزيمة والإرادة التي ذللت أمامها كل الصعاب، وعن تقييم سير العملية الامتحانية في أسبوعها الأول تباينت الآراء والرؤى والتي سنبينها في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:
في البداية التقينا الأستاذ أحمد الفقيه، مدير مدرسة عمر بن العاص سابقاً، والذي يرى من جانبه بأن الامتحانات في أسبوعها الأول بشقيها الأساسي والثانوي جرت الأمور بخير، حيث توجه الطلاب والطالبات إلى مراكز الامتحانات في بداية الأسبوع الماضي في أجواء ونفسيات جيدة برغم بعض الصعوبات والعراقيل التي واجهتهم.
واستطرد الفقيه قائلاً: وأما التقييم الأولي لبداية الامتحانات بشكل عام فإنها جيدة ومشجعة تهيئ لاستكمال بقية الامتحانات الباقية للمواد الدراسية.
وحول ظاهرة الغش أضاف قائلاً: تفشي ظاهرة الغش في بعض المناطق والتي لابد من تضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي كانت موجودة من قبل 2011م بشكل بسيط وغير ظاهرة ومحصورة في بعض المناطق النائية، أما الآن فقد توسعت هذه الظاهرة لتصل إلى المناطق الحضرية مما يؤثر على نفسية الطلاب المجدين والمثابرين طوال العام.
وشدد الفقيه على ضرورة أن تتضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة ونتمنى التوفيق والنجاح للقائمين على الإشراف على الامتحانات رغم الصعوبات والعوائق كما هي التحية للمعلمين والمعلمات الذين يجتهدون في سبيل إنجاح العملية التربوية وسير الامتحانات رغم غياب المرتبات وحرصهم الدؤوب على مراقبة امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية.
متمنيا التوفيق لأبنائنا الطلاب والطالبات في بقية المواد الباقية والتوفيق والنجاح في المواد السابقة .
محاولات فاشلة
من جهته يقول التربوي والأكاديمي محمد الحميري: تظل مسألة انتظام تنفيذ الدراسة ومرحلة الامتحانات وبخاصة للشهادة العامة والأساسية هي أهم التحديات التي تواجه الوطن في ظل العدوان ومرتزقته الذين يبغون في الأرض الفساد وإهلاك الحرث والنسل وتدمير كل منجزات الأمة وقيمها النبيلة والأخلاقية والذين يسعون بكل السبل لخلق الاختلالات والأعذار الكافية واللازمة لتعطيل الدراسة وإعاقة عملية الامتحانات والحيلولة دون أن تسير بالشكل السلس والايجابي والموثوق .. موضحاً أن العملية الامتحانات انتظمت في هذا الأسبوع من العام الحالي كما انتظمت في العامين الماضيين ولم يشوبها أي شائب يرقى إلى مستوى التعطيل أو الإعاقة، كما أن كل محاولات العدوان عبر مرتزقته وأدواته المحلية العميلة من تشويش على سير عملية الامتحانات قد باءت هي الأخرى بالفشل الذريع.
وقال الحميري : سيكتب الله التوفيق والنجاح لهذه المئات من آلاف المؤلفة الطلاب والطالبات من أبناء هذا الشعب العظيم المكافح والمجاهد، وسوف تكلل جميع جهود المجاهدين من القائمين على هذه العملية بالنجاح والتوفيق إن شاء الله.
مادة مكثفة
وفي سياق متصل التقينا بعدد من الطالبات والطلبة لمعرفة أدائهم في الأسبوع الأول من العملية الامتحانية .
حيث يقول الطالب محمد الديلمي – القسم العلمي – مركز الكبسي الامتحاني :إن الامتحانات لم تخرج من حدود التوقع ولا تختلف كثيراً من نماذج أسئلة الأعوام السابقة سواءً الأسئلة المباشرة أو غير المباشرة.
ومضى الديلمي يقول: مشكلتنا الحقيقية هو أننا نعجز عن فهم بعض الأسئلة خاصة في مادة اللغة الانجليزية رغم علمنا بالحل إلا أننا نعجز عن ترجمة السؤال وما هو المطلوب منه، كما أن مادة اللغة العربية كانت مكثفة بعض الشيء وأسهل امتحان مر علينا إلى الآن هو امتحان مادة القرآن الكريم.
مادة اللغة الانجليزية
أما الطالبة أمل شرف الدين – ثانوية عامة – القسم الأدبي : أوضحت بأن اغلب الأسئلة سهلة في مادتي القرآن الكريم واللغة العربية فقط وتشكو من مادة اللغة الانجليزية والتربية الإسلامية التي حوت أسئلة غير متوقعة وصعبة خاصة في قسم الفقه على حد قولها.
وأضافت شرف الدين : الوقت كان مناسباً جداً لوضع وصيغة النموذج الامتحاني، كما أن الجو الهادئ والآمن خلق لنا نوعاً من الرضا والتفاؤل عن الأجواء المصاحبة للامتحان ونأمل – بإذن الله – أن نحصد درجات متميزة لهذا العام.
تكثيف الأسئلة التعجيزية
فيما يرى عبدالله السكري طالب في الشهادة الأساسية – بأن الامتحانات في اغلب أسئلتها لم تراع الفروق الفردية بين الطلاب ولا الظروف التي مروا بها ويقول: يختلف هذا العام عن ذي قبله، ومن وضع الامتحانات لم يراع هذا الفرق، فنحن نحضر ونمتحن وأيدينا على قلوبنا فقد كان عاماً استثنائياً لم نكن نتوقع أننا سنشارك في خوض الامتحانات بهذه الثقة ونكمل عامنا الامتحاني وهذا ما نتمنى من الوزارة والقائمين على العملية الامتحانية مراعاته في عين الاعتبار والحسبان.
واستطرد حديثه قائلاً: كما ان تكثيف الأسئلة بهذا الشكل هو صورة تعجيزية للطالب وتبعث في نفسه الخوف والقلق والاضطراب.
وأما طلبة القسم الأدبي -الثانوية العامة – أشاد معظمهم بصيغة الامتحانات وخرجوا بتفاؤل كبير بدرجات نجاح متفوقة، سوى بعض الصعوبات في قسم النحو لمادة اللغة العربية والفقه في مادة التربية الإسلامية.
تفادي المشكلات
من جهته أوضح ناجي المدري – رئيس المركز الامتحاني بمدرسة عمر المختار : أن العملية الامتحانية سارت في أسبوعها الأول على أفضل ما يكون مناسبة لوضع الطلاب ومراعاة لهم أما عن المعوقات فقد تذمر بعض الطلاب من صعوبة بعض الامتحانات وذلك لعدم وجود مدرس لمادة ما في مدارسهم .. والحمد لله تلافينا عدد من الظواهر السلبية وأبرزها ظاهرة الغش، حيث مرت الامتحانات بسلام وهدوء ونظام .
ثقة زائدة
ونختم جولتنا الاستطلاعية مع التربوية أماني حيدر – مدرسة أجيال السعيدة حيث قالت: لقد دقت ساعة الحصاد لطلبة الشهادة الأساسية، والثانوية وفي الأيام الأولى من العملية الامتحانية وجدنا نشاطاً بارزاً وتفاؤلاً ملحوظاً على محيا الطلبة وثقة زائدة بتجاوز كل الصعوبات والعوائق ، وتفاجأنا بكثافة الحضور من قبل الطلبة رغم هذه الظروف والأوضاع الصعبة في كل جوانبها ، غير أن طاقة هؤلاء الإيجابية وحرصهم على تعليمهم قد تجاوز كل صعوبة وعائق.
ومضت بالقول: الحمد لله الامتحانات مناسبة وواضحة للغاية لم يكن هناك أي غموض ولا تعقيد أسئلة متوقعة لم تخرج مما تم أخذه أو من مقررات المنهج، وبالنسبة للوقت كان مناسباً حتى أن العديد من الطلبة أكمل حل الأسئلة قبل الموعد المحدد بكثير، خاصة في مادة القرآن واللغة الانجليزية وقد ساهم في إنجاح أول أسبوع من الامتحانات هو الجو المرافق للعملية الامتحانية حيث تميزت بالنظام والهدوء والمراعاة وأيضاً الجو الأمني الهادئ الذي شجعنا وزاد من ثقة وقدرة الطلاب على التركيز والحل.