بدون سفينة نوح…البشر في محطة انتظار طوفان الجحيم النووي والدمار الشامل “الحلقة الثانية”
صلاح القرشي
*** المثال اليمني
كذلك الشعب اليمني يجب أن يهزم أمريكا أولا ، إذا ما أراد أن يقيم على أرضه نظاماً بعيدا عن وصاية أمريكا وإسرائيل وحلفائها ، ويمارس السيطرة والتحكم الفعلي لجيشه اليمني على باب المندب والخط الملاحي الدولي ونشر جيشه على كل جزره في البحر الأحمر وخليج عدن والعربي بما فيها جزيرة سقطرى ، والتحكم بثروته بحرية ، وبناء دولته القوية التي لا تخضع لنفوذ الأمريكي ، بل تكون معادية لهذا النفوذ والكيان الإسرائيلي.، وهذا لن تقبله أمريكا أبدا نطرا لموقع اليمن الجغرافي وثرواته. ، يكفي ان نعرف ان فرنسا وأمريكا والصين لها قواعد عسكرية ضخمة في جيبوتي وغيرها من الدول بصدد إقامة قواعد لها هناك، كل ذلك باب المندب والخط الملاحي البحري الهام.
***المثال السوري
القرار الأمريكي في حل الأزمة السورية رئيسي ولن تكون هناك أي تسوية أو حل في سوريا بدون الإرادة الأمريكية بالموافقة. هذا ما تفرضه منذ بداية الأزمة السورية وهي اللاعب الرئيسي وبقية الجميع لاعبون ثانويون سواء تركيا أو إسرائيل أو دول الخليج والأردن ، وحتى لو حشدت روسيا ملايين الجنود الروس والدبابات والطائرات والصواريخ المضادة لطيران أس 400 وكل ما تملك ، لن تمرر أمريكا أية تسوية إلا بما تقبله هي من إعطاء هامش للمصالح الروسية وكل اللاعبين ، بشرط ان لا يتجاوزوا في ذلك خطوطها الحمراء وتحاول الإطاحة بنظام القطب الواحد.
وما الصواريخ الأمريكية التي ضربت بها أمريكا مطار وقاعدة الشعيرات الجوية ، إلا رسالة منها لتقول لروسيا والعالم إن أمريكا هي من لها القرار الأول والأخير في سوريا مهما تواجدت كل الجيوش الروسية والصينية داخل سوريا، ولن تسمح بأن تكون هناك حصانة لأية دولة بعيدة عن إرادتها وأولوية قرارها مهما تواجد أي جيش في العالم فيها، مؤكدة تفردها بقيادة العالم كقطب واحد عندما قامت بضرب سوريا بدون وجود أي قرار وتغطية من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومتجاوزة لكل القوانين وقواعد القانون الدولي ، كما فعلت بالسابق في العرق، عندما احتلت العراق وأسقطت الرئيس صدام حسين بدون أي قرار من مجلس الأمن الدولي بعد استخدام فرنسا لحق النقض الفيتو ضد القرار الأمريكي في المجلس، لتثبت للعالم ان العضوية الدائمة للدول الكبرى لا تشكل عائقاً لها أو ذات قيمة مؤثرة في النظام العالمي الاحادي القطبية الذي تقوده. وعندما تريد فرض قرارها ، ولتثبت. كذلك مقدرتها العسكرية المتفوقة على الروس عندما عجزوا عن اسقاط تلك الصواريخ والتصدي لها كلها ، لتقول للروس هذا مؤشر قوي لما سوف يجري لروسيا في حالة اندلاع حرب مع امريكا بما فيها الحرب النوووية، والرسالة الثانية لتؤكد رفضها لأي تهديد أو مساس بحرية الطيران الحربي الإسرائيلي فوق سماء سوريا ، بعد ان تم تهديده ولاول مرة من قبل الصواريخ السورية ، وفعلا لم يتكرر ذلك التهديد بعد الضربة الأمريكية لسوريا بالرغم من تكرار قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لأهداف داخل سوريا أكثر من مرة ، وسط صمت روسي وسوري والتوقف عن القيام بأي ردة فعل.
** نكتفي بهذه الأمثلة التوضيحية لنكرر أن أمريكا تتصرف بحكم العالم وفق إرادتها ورؤيتها وليس وفق القوانين الدولية وقواعد القانون الدولي ، فلا سيادة محترمة للدول في ظل القانون الأمريكي ، فحين تقرر أمريكا شيئاً تفعله بدون العودة لهذه القوانين الدولية أو هياكل الأمم المتحدة وقواعدها القانونية التي تنظم العلاقات بين الدول.
** وابسط مثال. قريب وحي أمامنا حدث عندما تصدى الرئيس الأمريكي ترامب لمشكلة الديون الأمريكية، اتخذ قراراً شفوياً بمصادرة والسيطرة على أكثر من نصف ثروات دول الخليج وعلى رأسها ثروات السعودية النقدية والتي لا تزال بباطن الأرض ولمدة عشرات السنين القادمة، وما عقود الصفقات التي وقعها عند زيارته للسعودية بأكثر من 460 مليار دولار إلا أحد تجليات القرار الأمريكي غير المعلن رسميا ، والعقود الوهمية أثناء مراسيم التوقيع ما هي إلا إخراج مسرحي أمام العالم ولحفظ ماء وجه ملوك وأمراء الخليج فقط لا اقل ولا أكثر.
** في الأخير نقول ان أمريكا تستعد جديا لخوض الحرب النووية في أية لحظة ، ضد كل الدول الطامحة في إسقاطها من موقعها الحالي المتفرد ، وليسأل كل واحد منكم لماذا تنتشر المئات. من القواعد العسكرية الأمريكية الضخمة في المئات من دول العالم وجزر وبحار ومحيطات العالم في مشارق الأرض ومغاربها ؟؟؟ ، ولن تنطلي على احد الحجة التي يسوقها الأمريكيون لهذا الانتشار وهي مواجهة التهديد الكوري الشمالي أو الإيراني هذه خرافه، وهي أيضا مستمرة بنشر درعها الصاروخي وجيشها في شرق أوروبا وكل بقاع العالم. لمواجهة الروس والصين وكل الدول ، من اجل الاستعداد لخوض حرب نووية، لأنها تراهن على الانتصار فيها رغم هول التدمير المتبادل الذي سيحدث في هذه الحرب، وهم لن يتورعوا في اتخاذ قرار الحرب النووية في سبيل المحافظة على موقعهم في قيادة العالم ،
ومن أجل هذا أمريكا ستستمر في ضرب أية دولة لم تمتلك بعد أسلحة الدمار الشامل وتحاول امتلاكها وصناعة أسلحة نووية أو امتلاك برامج لتطوير وصناعة الصواريخ الباليستية بكل أنواعها وخاصة بعيدة المدى ، وستبقى تمارس سياسة تحافظ على تفوقها النووي مع الدول التي سبق وأن امتلكت الأسلحة النووية والصاروخية الباليستية.
وبدورها الدول الكبرى تستعد جديا لهذه الحرب وعلى رأسها الصين وروسيا وهاهي روسيا اليوم تكشف عن آخر صاروخ نووي أنتجته وأسمته الشيطان والذي قوته تدمر بريطانيا بكاملها كما قلنا لأنها متأكدة أنه لا خيار أمام تقاسم النفوذ مع الأمريكيين كدولة عظمى في نظام متعدد الأقطاب إلا بخوض حرب نووية مع أمريكا أو إخضاعها لتوازن الردع .
– الأمريكيون مغامرون وقتلة ويتصفون بعقلية متوحشة وتاريخهم اسود ، فهم من ارتكبوا المجازر البشعة وغير المسبوقة بحق الهنود الحمر ولم يكتفوا بالانتصار عليهم لكنهم مارسوا ضد الهنود الحمر سياسة استعمارية احلالية اجتثاثية حتى أوصلوا الهنود الحمر لحافة الانقراض من هذه الحياة.
– والأمريكيون قتلة لا توجد الرحمة في قاموسهم ولا يراعوا القيم الأخلاقية أو الدينية فهم من اتخذوا قرار ضرب مدن بأكملها بالقنابل الذرية في هيروشيما وناجازاكي وقتلوا بلحظات مئات الآلاف من اليابانيين وبكل وحشية من اجل الانتصار
– وبالتالي اليوم لا يهمهم تفجير حرب عالمية نووية ثالثة ، وفناء مليارات البشر ، في مقابل ان يحققوا الانتصار وان يحافظوا على الهيمنة على العالم وقيادته وسوف يستخدمون كل أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكونها في سبيل ذلك.
خلاصة الكلام إن أمريكا تخير كل دولة على حدة وكل دول العالم مجتمعة ما بين القبول والرضوخ لقانونها وإرادتها وما تقرره في نظام التوازن الاقليمي والدولي الذي تديره ولتستمر في قيادة العالم ووفق نظام الأحادية القطبية، أو مواجهة الحرب والتدمير سواء باستخدام الأسلحة التقليدية أو الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل.