تفاصيل وجع وانتصار صمود
مها موسى
ولأن الدنيا لن ترى على أرضي وصياً كانت هذه التفاصيل الأكثر وجعا وتعبا علينا كشعب محاصر لكنه صامد وفي المقابل كانت الأكثر كبدا وقهرا على العدو هي الجزء المؤثر الدافع لنا كيمنيين للصمود والثبات على مختلف الأصعدة ومختلف الجبهات .
تفاصيل تغرق عيني القارئ بسيل الدموع الإنسانية التي لا تستوعب تفاصيل كهذه .. تفاصيل تحمل في طياتها الغبن والصبر الفقر والتكافل الصواريخ العدوانية والثقة الكاملة بالله سبحانه وتعالى إليك أيها القارئ البعض منها :
تفاصيل حياة اليمنيين من يوم الشؤم يوم إعلان الإبادة من اسواء الجيران على اليمن ذلك التاريخ الأتعس حظا 26/3/2015م حل الخوف والذعر حينها على الجميع أفرغت العاصمة صنعاء حينها شبه كليا نفورا ونزوحا بشكل يرثى له..
شاب معاق يحاول أن يتعدى إعاقته ليتمكن من النزوح وإنقاذ حياته الشبه مغتالة.. وأخرى أرمله تحمل رضيعها وتحاول أن تنفذ به لتحافظ على مستقبله المشوش .. وأب يحاول إيجاد مأوى لأسرته الصغيرة مكتفيا بسقف وباب ليس إلا..
وآخرون ينزف القلب وجعا وآلما على مآسيهم التي لا تختلف كثيرا في المعاناة مع ذاك المعاق والأرملة والأب..
وبعد ما يقارب العام ونيف تحل الطامة الأعظم غير المتوقعة وينقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء لأيدي الاحتلال السعودي الإماراتي في عدن النازفة والتي تكاد تخنقها العبرة وتنقطع الرواتب هنا يعيش اليمنيين تفاصيل أكثر مرارة!.
تفاصيل ترويها منظمات إدعاء الإنسانية كل لحظه فتارة تؤكد بأن الوضع الإنساني قد وصل ذروته في اليمن وأن الحصار يجب وجوبا أن يرفع ولا يجوز الاستمرار فيه..!
كلمات يصجون أذاننا بها لنوكل مناشدة ابسط حقوقنا لهم ولنكمم أفواهنا فتقاريرهم كافيه!!
وتارة توزع هذه المنظمات ابتسامات اللامبالاة واللاضمير على من يزورونهم وهم يرون بأم أعينهم اللئيمة وضع وحال الناس المرير ، فقد مروا وسمعوا صراخ مريض السكر وهو ينتحب الموت.. والفشل الكلوي وهو يعاني الويل .. وتلك الطفلة اليتيمة التي اغتال العدوان ابتسامتها البريئة باغتيال والدها الفارس المغوار في جبهات التحدي والصمود ..
كثيرة هي هذه التفاصيل الموجعة لكن الأكثر منها هو انتصار الصمود الأسطوري للشعب اليمني .