المعاقون .. معاناة متفاقمة وغياب للدعم والدواء

 

استمرار العدوان والحصار يجعل من مستقبل هذه الشريحة غامضاً

أخصائيون :
الكثير من المعاقين بحاجة ماسة إلى التأهيل والعلاج خاصة أنهم عانوا كثيرا من الحرب

الاسرة : زهور السعيدي

مشاهدة صور للمعاقين صغارا ممن أصابهم الجوع وأهلكهم المرض وسوء التغذية باتت تعبر بوضوح عن حجم المأساة والمعاناة الإنسانية المتفاقمة جراء حصار العدوان والحصار واستهدافه الممنهج لحياة المواطن اليمني دون أن يفعل العالم شيئا فقد أصبح المعاقون يعيشون أوضاعا في غاية السوء ويعانون بسبب عدم توفر الدواء وافتقار مراكز التدريب للدعم بسبب العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على الخدمات العامة ووسائل الحياة للمواطنين اليمنيين عامة ولذوي الإعاقة بشكل خاص.

يزداد الوضع سوءا لدى المعاقين بشكل يومي مع استمرار العدوان الأمر الذي يجعل حاضر ومستقبل هذه الشريحة الاجتماعية قاتما خاصة وان العدوان يضيف وبصورة شبه يومية المزيد من المعاقين إلى قائمة ضحاياه الطويلة.
ولم يكن المعاقون في اليمن بمأمن من الحرب بل نالهم النصيب الأكبر من تبعاتها ومعاناتها فبالإضافة إلى ما يعانوه بسبب إعاقتهم إلا أنهم يتحملون الكثير من الأعباء الأخرى والنقص في العلاج الطبيعي والدواء وخاصة بعد إغلاق الكثير من مراكز علاج ذوي الإعاقة بسبب العدوان والحرب وتبعاتها وخاصة بعد أن تزايد أعداد المعاقين الذي خلفهم العدوان والذين باتوا بحاجة إلى المزيد من المراكز الصحية والجمعيات ويفتقرون إلى أهم المقومات الأساسية للعيش وتحذر وزارة الصحة من تزايد معاناة المعاقين ووفاة الكثير منهم إلى جانب مئات الآلاف من الأمراض المزمنة الأخرى إذا لم يتوفر الدواء لهؤلاء المرضى.
ذوو الإعاقة
اتفاقية حقوق المعاقين الغرض منها هو تعزيز وحمايـة وكفالـة ذوي الإعاقة وتمتعهم جميعا بالحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها جميع الآخرون من الأشخاص السليمين ومساواتهم مع غيرهم واحترام كرامتهم حيث تنص اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على انه في حالات الخطر والطوارئ الإنسانية تتعهد الدول الأطراف وفقا لمسؤولياتها الواردة في القانون الدولي بما فيها القانون الإنساني الدولي وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان باتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة بما في ذلك حالات النـزاع المسلح والطوارئ والكوارث الطبيعية .
وتقول الدكتورة ستيفاني كير المختصة في شؤون المعاقين: إن أشخاصا من ذوي الإعاقة لهم دور فعال في تسليط الضوء على العنف الهيكلي في المجتمعات ويمكن لذلك أن يحدث من خلال تعاون غير المعاقين مع ذوي الاحتياجات الخاصة لتمهيد الطريق لعمل أوسع ويمكن أن يشكل ذلك حافزا قويا لقادة المنظمات غير الحكومية والحقوقية لدعم جهود المجتمع المدني لضمان توفير الأمن والسلام لأشــخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تعهدات جامدة
على الرغم من أن الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تتعهد وفقـا لالتزاماتهـا بمقتـضى القـانون الـدولي بمـا فيهـا القـانون الإنساني الـدولي والقانون الـدولي لحقـوق الإنسان باتخـاذ كافـة التـدابير اللازمـة لـضمان حمايـة وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتـسم بالخطورة، بما في ذلك حالات النـزاع المسلح إلا أن هذه الفئة لا تزال تعاني من القوالب النمطية وأشـكال التحيـز والممارسـات الضارة في جميع مجالات الحياة بما في ذلك الاعتراف الكافي بقــدراتهم وإسهاماتهم في بناء المجتمع وعمليات السلام.
ويقول المشاركون في المؤتمر الذي عقد حول اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على ضرورة العمل لكفالة الكرامة البشرية للجميع وان المجتمع الدولي عازم على تشكيل مجتمع جامع مراعي للاحتياجات الخاصة ومستدام للجميع وترشده رؤية جديدة للتنمية خلال الأعوام القادمة.
مراكز مغلقة
وتقول وفاء العوامي مدربة في مركز تأهيل وتدريب المعاقين: إن الكثير من المعاقين بحاجة ماسة في هذا الوقت إلى التأهيل والعلاج والرعاية وخاصة أنهم عانوا كثيرا من الحرب ولكن ما يحصل الآن على العكس من ذلك لأن كثيراً من الجمعيات قد توقفت عن تقديم رعايتها الطبية وأنشطتها للمعاقين بسبب الحرب ونقص في الإمكانيات مما يضعف العائد الذي يجب أن تقدمه هذه الجمعيات للمعاقين وبهذا فحالة المعاق الصحية قد تزداد سوءا في هذه الفترة وخاصة إذا لم يتمكن من الذهاب إلى مراكز التدريب والعلاج سواء بسبب خوف أسرته عليه أو إغلاق تلك المراكز مما يؤدي إلى تراجع ملموس في صحته ونفسيته وخاصة إذا شاهد مناظر العنف والدمار أمامه فهو لا يستطيع الهرب والنزوح كالأصحاء من مكان إلى آخر بسبب صعوبة الحركة وصعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية.

قد يعجبك ايضا