بالمختصر المفيد.. الوزير بشر والبطاقة التموينية
عبدالفتاح البنوس
بداية علينا أن نعترف بأن فكرة البطاقة التموينية كانت فكرة رائعة من شأنها التخفيف من معاناة الموظفين وتسهم إلى حد ما في معالجة ولو جزئية للآثار الناجمة عن أزمة المرتبات وهذا هو ما يحسب لقيادة وزارة الصناعة والتجارة ممثلة بالأستاذ عبده بشر ، الشخصية الوطنية التي أشعر بأنه يحمل في صدره هموم وأوجاع الشعب اليمني قاطبة وتنتابه الرغبة الصادقة في إصلاح أوضاع البلاد والعباد والرقي بالوطن نحو آفاق رحبة من التقدم والتطور والنماء ، وبالعودة إلى الحديث عن البطاقة التموينية والسلعية ينبغي الإشارة هنا إلى أن هذه التجربة عليها الكثير من الملاحظات والانتقادات التي منعت المستفيدين منها من الحصول على الفائدة الكاملة الخالية من المنغصات والمكدرات وهي ملاحظات يجب على الحكومة ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة العمل على معالجتها والوقوف عليها لكي تؤتي أكلها وتحقق أهدافها .
الملاحظة الأولى تتمثل في حصر التعامل على المولات والأسواق التجارية الكبرى في العاصمة صنعاء وهو الأمر يتسبب في خلق حالة من الإزدحام تحول دون حصول الموظفين المستفيدين على المواد الغذائية والإستهلاكية بيسر وسهولة وهو ما يتسبب في تكبد الموظفين خسائر باهظة في المتابعة والنقل ، حيث يتطلب الأمر تخصيص تجار محددين في إطار كل محافظة لتغطية أعداد المستفيدين في إطار المحافظة ، والملاحظة الثانية تتمثل في جشع وطمع التجار والمغالاة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي تباع للمستفيدين من خدمات البطاقة التموينية والسلعية ،حيث يتطلب الأمر اعتماد قائمة بالأسعار يلتزم بها التجار في مختلف مراكز التسوق والمحلات التجارية المتعاقد معها ، الملاحظة الثالثة تتمثل في إلزام أصحاب مراكز التسوق للموظفين المستفيدين بشراء مواد غذائية بنسبة 50% والبقية لشراء الكماليات وهذا ما يعتبر تعسفا وتدخلا في خصوصية الموظفين وخصوصا أن قيمة هذه البطائق التموينية هي من مرتباتهم المتأخرة وليست صدقة من التجار أو من الوزارة والحكومة ويجب أن يمنح الموظف كامل الحرية في شراء ما يحتاجه دونما قيود أو شروط .
الملاحظة الرابعة تتعلق في نوعية السلع المعروضة للبيع حيث من المفترض أن يلزم التجار بتوفير المواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية وبكميات تغطي الجهات التي سيتم الصرف لها ، فالكثير من المستفيدين يشكون من عدم توفير المواد الأساسية من قمح ودقيق وسكر بحجة نفاذ الكمية وهو الأمر الذي يجبر الكثير على شراء سلع وحاجيات كمالية وغير ضرورية وهو الأمر الذي لا يخدم الموظف الذي لديه أسرة كبيرة ويرغب في تأمين حاجياتهم الأساسية ، توفر عليه عناء الدين والبحث عن مصادر لتدبير هذه السلع الضرورية ، الملاحظة الخامسة والأخيرة تتمثل في غياب الجانب الرقابي على التجار وعدم تفعيل جانب المتابعة والتقييم لهذه التجربة وهو الأمر الذي يجعل الموظفين أشبه بفريسة سهلة للتجار ينهشون في أجسادهم ويستعبدونهم ويشعرونهم بالذل والمهانة وكأنهم يتصدقون عليهم صدقة أو يمنحونهم مساعدات إغاثية .
بالمختصر المفيد البطاقة التموينية والسلعية خدمة مجتمعية اقتصادية هامة فرضتها الظروف التي تمر بها البلاد في ظل العدوان والحصار وقطع المرتبات ويجب أن تعالج كافة الإختلالات والملاحظات التي صاحبت تجربتها الأولى ليتم تلافيها في المستقبل وأنا على ثقة مطلقة بأنها ستخفف من الأعباء المعيشية الملقاة على عاتق الموظفين ، وستشعرهم بالاطمئنان والاستقرار ، وستحل الكثير من تداعيات أزمة المرتبات .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .