متى تنتهي اللعبة ؟
سارة المقطري
المجتمع الدولي (العميق) ليس بحاجة إلى أن يعرف عدد الوفيات جراء وباء الكوليرا في اليمن الذي وصل الى ما يفوق 177 حالة منذ ابريل الماضي، فهو ربما ينتظر 2000 حالة أو 10 آلاف حالة , وحتى عندما يدرك ذاك الرقم لن يقوم بشيء سوى الإدانة ودعوة الأطراف المشاركة في(الصراع)للمساهمة فيحل المعضلة .
الأطراف اليمنية التي يسميها المجتمع الدولي (أطراف الصراع ) لا تستطيع القيام بشيء لأنها فعليا لا تملك سوى الجلوس على طاولة حوار للبحث في حلول سياسية في حال (فكرت ) الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذهاب الى حلول سياسية حقيقية , وحتى إن كان ذلك فهي لن تنجح لأننا دائما ما نتحدث أن الحوار ليس مع أطراف يمنية (طرفين غير متماثلين ) أو بصيغة أخرى طرف (يمني ) تعترف به الأمم المتحدة ساعة وتقبل به وتدركه تمام الادراك وتعرف انه يملك القرار بشكل واضح وتارة تدرجه ضمن مسميات متعددة (متناقضة ).
أما الطرف الآخر الذي مازال العالم يسميه (شرعي ) أو (حكومة مؤقتة) فهو (شاهد ما شفش حاجة ).
الحوار ليس بينهما وإنما مع المعتدى بشكل ندي لكي يتم وضع النقاط على الحروف .
لن نختلف في التسميات بطبيعة الحال فجميعها مسميات(ما أنزل الله بها من سلطان) وانما هي (للمماحكة والمحانكة ), لكن الكوليرا هو الاسم الوحيد يحضر بحقيقته الموجعة واثره المدمر.. فمتى تنتهي هذه اللعبة؟
متى ينتهي التلاعب بحياة الإنسان , بل متى ينهي المجتمع الدولي (كذبه على الذقون )
ألم يصل الوضع الى وجوب انهاء ( السفاط ) إذا اعتبرنا أن كل ما جرى (سفاط )
أوقفوا انتشار الكوليرا , أوقفوا عداد حصد الأرواح , قف أيها المجتمع الدولي وقفة إنسانية عادلة .
لايهمنا تفاؤل أو اكتئاب الأمم المتحدة جراء مرض الكوليرا ما يهمنا هو الدور الحقيقي المناط بها .
في يناير عام 2009م أكدت مقاطعة مبومالانجا في جنوب أفريقيا وجود 381 حالة كوليرا لقي فيها 19 شخصا (فقط) حتفهم .
اليوم وفي عام 2017م عشرة آلاف حالة إصابة بالكوليرا في اليمن والمجتمع الدولي يتفرج …. (سجل أيها التاريخ ).