رضوان الله ومحبته ومغفرته مقرونة بمحبتك لأخيك المسلم

لقاء /أمين العبيدي

الإسلام دين المحبة والأخوة والسلام للعالم ومن أعظم مقاصده وأجل أهدافه نشر الإخوة وروح التعاون بين افراده والشعور بروح الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسهر والحمى، وصدق الله القائل “وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم”.
حول هذا وأكثر كان حوارنا مع العلامة محمد بن عبدالله الحكيمي خطيب جامع عمر وأستاذ الفقه الإسلامي.

*ما هي أجل أهداف الإسلام وأعظم مقاصد الشريعة؟
-بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الصادق الأمين وآله الطيبين الطاهرين وبعد أن من أعظم مقاصد الشريعة ومن أجل أهداف الإسلام أن يؤلف بين القلوب وأن يجمع بين الصفوف وأن يوحد الكلمة، وإن يرأب الصدع وأن يزيل أسباب الخلاف والتدابر والتقاطع وإذا لم يتم ذلك في واقع المسلمين وفي حياة الأمة، فيجب أن نعلم جميعاً أننا ما التزمنا بالإسلام وما اهتدينا بنور القرآن وما سرنا على هدي رسول الأنام صلى الله عليه وآله وسلم جمع الإسلام بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي والإمام علي وجعل بينهم ترابطاً أخوياً لم يعرف له التاريخ مثيلاً.
*ما قول الإسلام في من يقضي جل أوقات شهر رمضان في نشر التحريض بين أخوانه المسلمين؟
-في رمضان وفي غير شهر رمضان التحريض والفتنة وشق الصف بالغيبة والنميمة إعلان حرب على جبار السموات والأرض فعلى كل من ينشر الفتنة أن يعلم أنه يحارب الله ويهدم في صرح هذه الرسالة واقول لاصحاب القلوب المريضة اتق الله في نفسك، اتق الله في مصيرك واعلموا أننا أمة واحدة وصدق الله تعالى حين قال “إنما المؤمنون إخوة” ولكل من جعل جل وقته في الطعن في ظهر هذا البلد الطاهر والتفريق بين أبنائه اعلم أن الله عز وجل سوف يقتص منك قال تعالى “إن الله يدافع عن الذين آمنوا أن الله لا يحب كل خوان كفور” الحج آية 38.
*ما هي خير الأعمال التي يخرج بها الإنسان من مدرسة الصوم؟
-إن فضائل الأعمال كثيرة ولكن أجلها وأفضلها هي الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله في كل صفاته ومن أجل صفاته التي يحتاجها الناس اليوم هي الرحمة التي مدح الله رسوله بها فقال: جل وعلا “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم” وقال أيضا: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”.
وما يعيشه المسلمون الآن من الفرقة والتباغض والتحاسد فيما بينهم إنما هو أولاً وقبل كل شيء بسبب غياب هذه الصفة.
*أخيرا ما وصيتكم للأمة في ظل التفرق والتشرذم الذي تعيشه اليوم؟
-وصيتنا هي الوصية التي أوصى الله بها عباده حيث قال تعالى “ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله” والرجوع إلى الله تعالى وسنة نبيه وإتباع الصالحين فقد قال الله “وما اختلفتم فيه من شيء فردوه إلى الله والرسول”.
وكذلك الابتعاد عن الظلم فعن رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال “يا عبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا”.
والتراحم في ما بينهم وتفقد حاجات المحتاجين من الفقراء والأيتام والنازحين وكذل يجب على الجار أن ينظر في حاجة جارة وأن يعلم المسلم ان رسولنا قال “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره إلى جواره جائع وهو يعلم”.
وما أكثر المحتاجين هذه الأيام وما أكثر البطون الجائعة فيجب ان يتراحم الناس فيما بينهم والراحمون يرحمهم الرحمن.

قد يعجبك ايضا