علي الكرار مع الأنصار
زينب الشهاري
نسمع عن أساطير وملاحم البطولة والانتصارات التي لا يخلو منها يوم والتي يمثل بحق معجزة حقيقية ، نعم هو المارد اليمني الذي يقف صامداً مدافعاً مستبسلاً مضحياً في ظل صلف وضيم عدوان همجي وحشي، فيا ترى ما هو سر هذا الصمود وما هو سبب هذه القوة العظيمة والإرادة الجبارة.
على مر سنين طويلة عمل أعداء الأمة يداً بيد مع منافقيها ورموزها الدينية العميلة المسخة لتشريب الأمة ثقافات التسليم والخضوع وسلبها ثورة السخط والغضب ضد ما يمارسه الأعداء من إذلال واستعباد وقهر وهيمنة، ملجومي الأفواه مكتوفي الأيدي، مسلمين لهم بكل ضعف وعجز، علاوة على ما يقدمونه من تعظيم وتولي وتبجيل لأرباب الفساد والشر .
تبكي فلسطين حرقة ودماً لسنين طويلة تجرعت فيها أصناف العذاب والهوان، ولا يملك العرب سوى النواح والعويل في المساجد والخطب .
لم ينجح المنافقون مع أسيادهم في أن يحققوا كل هذا إلا حينما غيبوا صورة الإيمان الحق وأخفوا عمداً شخصية كان يجب أن تكون القدوة والمثل لجميع المؤمنين والمتمثلة في شخص الإمام علي كرم الله وجهه، فسارعوا ان يخفوا وحاولوا جاهدين إسكات وإخماد روح علي ابن أبي طالب في أرواح المسلمين لعلمهم اليقيني أنهم سيستطيعون تنفيذ مآربهم وتحقيق خططهم إن غاب صوت الدين القويم من أوساط المسلمين من كان التمسك به هو طوق النجاة والحصن الحصين، وهكذا نجحوا وحققوا ما سعوا إليه، وكشر وجه النفاق القبيح العفن في وجه الأمة.
ما لبث القلق الشديد ينتابهم ويدق ناقوس الخطر الجلل أبوابهم حينما ظهرت فئة أعادت سقي بذور الحب والولاء والاقتداء لحيدر الكرار فجن جنونهم وعرفوا التهديد الكبير الذي سيعصف بمؤامراتهم وكيدهم فضيقوا الخناق على تلك الفئة ومارسوا ضدها أبشع المجازر والانتهاكات،
لكن ثورة الحق العلوية ازدادت تفجراً وتدفقاً في أرواح المسلمين وكانت هي سر قوتهم وصمودهم في وجه آلة القتل والتدمير لأكثر من عامين، نعم استيقظت الروح العلوية الحيدرية المحمدية والتي لم ولن تخمد إلا بزوال العدوان العالمي على بلدان العرب والمسلمين، وهذا هو سر صمود وقوة اليمنيين في وجه قرن الشيطان..
نعم هي سنة الله التي تقتضي بأن لا يسود ظلم أو يطغى فساد مهما طال زمنه ويكون اليمنيون أنصار الله هم من يأتي على أيديهم الفتح فتخرس أبواق النفاق وتكتم أنفاسهم ويموتون غيظاً وبؤساً ويؤول كل مكر لهم إلى بوار..
سلام الله على وصي الرسول الأمين حيدر الكرار قاتل الأحزاب وغالب يهود خيبر وباب علم خاتم المرسلين، وسلام على أتباعه الأنصار إلى يوم الدين.