الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي تواجه فيه دولة قطر مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية من قبل السعودية وحلفائها في العدوان على اليمن منذ أكثر من عامين حيث يعد النزاع الخليجي هو الأسوأ، وذلك بسبب اتهام تلك الدول الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب وتأجيج الاضطرابات في المنطقة في حين تقول قطر بأنها ذرائع واهية وأن سبب الأزمة الحقيقي يعود إلى عدم دفع الجزية الأمريكية وأيضاً العلاقات مع إيران.
ورغم اتهامات الإدارة الأمريكية لقطر بدعم الإرهاب إلا أنها عقدت مع الدوحة صفقة سلاح بالمليارات الدولارات بالإضافة إلى وجود أكبر قاعدة أمريكية في قطر مما يعني بأن واشنطن تكيل بمكيالين، وفي هذا السياق أكد مسؤول قطري أمس الخميس بأن صفقة شراء مقاتلات أمريكية (إف 15) بقيمة 12 مليار دولار تظهر عمق العلاقات ودعم واشنطن للدوحة.
ورغم تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتهامات بحق قطر حتى مع محاولة وزارتيه للدفاع والخارجية البقاء على الحياد في النزاع بين حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة. وتستضيف قطر قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة يوجد بها مقر سلاح الجو الأمريكي في الشرق الأوسط.
ووقع الاتفاق وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية يوم الأربعاء. ونشر السفير القطري لدى الولايات المتحدة مشعل حمد آل ثاني صورة لمراسم التوقيع على تويتر.
وقال مسؤول قطري في الدوحة “هذا بالطبع دليل على أن المؤسسات الأمريكية معنا لكننا لم نشك في ذلك قط… دعم أمريكا لقطر له جذور عميقة ولا يتأثر بسهولة بتغيرات سياسية”.
وأضاف مصدر بوزارة الدفاع القطرية إن الاتفاق يشمل 36 طائرة حربية. وكانت الولايات المتحدة وافقت في نوفمبر الماضي على صفقة محتملة لبيع ما يصل إلى 72 طائرة إف-15 كيو.إيه إلى قطر مقابل 21.1 مليار دولار. وامتنعت بوينج المتعاقد الرئيسي في هذه الصفقة عن التعقيب.
إلى ذلك دافع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أثناء جولة في الخليج يحاول فيها التوسط لإنهاء الأزمة عن صفقة الطائرات.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن تشاووش أوغلو قوله في الكويت عقب محادثات مع نظيره الكويتي “مثلما تفعل دول أخرى مثل السعودية ودولة الإمارات العربية ومصر… من الطبيعي أن تشتري قطر طائرات أو معدات ضرورية للدفاع عن نفسها”.
ومنذ الاتفاق على مناطق خفض التصعيد في آستانة حققت القوات الحكومية السورية تقدما على داعش في عدة مناطق منها مناطق صحراوية غنية بالنفط.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الأربعاء إن سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية وصلتا إلى ميناء حمد القطري للمشاركة في تدريبات عسكرية مع البحرية القطرية.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن صفقة الطائرات تعزز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وقطر وتساعدهما على العمل معا. وأضافت أن ماتيس والعطية ناقشا أيضا العمليات الجارية ضد الدولة الإسلامية وأهمية تهدئة التوترات في منطقة الخليج.
وكانت صفقة المقاتلات تعثرت وسط مخاوف أثارتها إسرائيل من أن إرسالها إلى دول خليجية قد يجعلها تسقط في الأيدي الخطأ ومن ثم تستخدم ضدها وأيضا بسبب قرار أوسع من إدارة أوباما بشأن المساعدات العسكرية للخليج.
واتهم ترامب، الذي تولى منصبه في يناير الماضي ، قطر بأنها راع “على مستوى عال” للإرهاب وهو ما قد يعرقل جهود الخارجية الأمريكية للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الدبلوماسية.
وفي تصريحاته للصحفيين في الكويت جدد تشاووش أوغلو انتقاده للعقوبات الاقتصادية من ثلاث دول خليجية ومصر ضد قطر ووصفها بأنها “خطأ” لكنه نفى أن تركيا تدعم أحد الطرفين.
وقال “ليس واردا أن ننحاز إلي أحد الأطراف هنا. نحن نصدر بيانات متوازنة جدا وبهدف التوصل إلى حل… لكن الوقوف على مسافة واحدة (من كل الأطراف) لا يعني أننا لن نقول الحقيقة”.
وأضاف الوزير التركي، الذي زار قطر قبل الكويت، إنه سينقل آراء تركيا أثناء زيارة إلى السعودية.
وتقدم تركيا وقطر كلتاهما دعما لجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تعتبرها الحكومة المصرية وبعض الدول الخليجية جماعة إرهابية.
ومنذ وقت طويل تنظر دول خليجية مجاورة لقطر بعين الشك إلى السياسة الخارجية للدوحة خصوصا رفضها اجتناب إيران كما أنها مستاءة من قناة الجزيرة التلفزيونية التي تمولها الدولة لبثها آراء لمعارضين في أرجاء المنطقة.