المال السعودي
حمدي دوبلة
سياسي سعودي وباحث اكاديمي يرأس مركز دراسات استراتيجية حسب قناة العربية اسهب طويلا وهو يعيب قطر وحكامها وسياساتهم الطائشة في بعثرة أموال القطريين وانفاقها في دعم الجماعات الإرهابية هنا وهناك وتسخير الثروة القطرية في إشعال الفتن والحروب في شتى بقاع الأرض دون أن يعود ذلك بأي فائدة على الشعب القطري غير الويل والثبور..
ولم ينس هذا الأكاديمي غريب الأطوار أن يزجي بنصيحة “صادقة” إلى الشيخ تميم وأركان حكمه بأن يحذو حذو القيادات الرشيدة في المملكة السعودية واخواتها في دول مجلس التعاون الخليجي ممن سخرت ثرواتها الطائلة لصالح شعوبها ولضمان رخائهم في الدنيا والآخرة..ليستطرد أعمى البصر والبصيرة هذا في حديثه مؤكدا بان على قطر وتميمها الشاب والطائش أن يتخذ من السعودية وحكامها مثلا حسنا في إدارة الشأن المالي وإحسان استثمار الثروات وتوجيهها التوجيه الأمثل إذا ما أرادت أن ينعم القطريون بترف الحياة والعيش الكريم والابتعاد عن الفتن والمشاكل بدلا من دعم التطرف والإرهاب حول العالم حسب زعمه.
لا ادري حقيقة ما إذا كان هذا الأكاديمي في كامل قواه العقلية والبدنية وهو يثرثر بكل هذا الهراء؟وهل يعني ما يقوله حقا عن الرشد الذي بلغه حكام مملكته في التعامل السليم مع الثروة التي حباهم إياها الخالق العظيم؟ وهل هذا الببغاء وأمثاله الكُثر ممن يصمون آذاننا ليلا ونهارا منذ زمن بعيد بمثل هذه الترُهات يجهلون فعلا ماذا يفعل حكام الرياض اليوم بثروات نجد والحجاز وكيف يبعثرونها على مرتزقة الكرة الأرضية رؤساء وأنظمة ومنظمات وكيانات وأفرادا تزلفا وهواناً وفي سبيل سفك دماء المسلمين وتخريب بلدان الأمة المحمدية وإهلاك الحرث والنسل ومن اجل التقرب والفوز برضا أعداء الله ورسوله والمؤمنين..
قطر ليست بريئة أبدا من اتهامات دعم الإرهاب وتبني رموزه وأشياعه لكنها مقارنة مع ما تقوم به السعودية في هذا المجال تعد حمامة سلام وغصن زيتون فمملكة سعود كما بات يعلم القاصي والداني مبتدأ الإرهاب ومنتهاه وحاضنته الأزلية وكانت على الدوام وستبقى إلى أن يشاء الله البؤرة الرئيسية لتخريج أفواج لا تتوقف من المتطرفين حول العالم بعد أن لعب المال السعودي الملعون في نشر وتوسيع رقعة الفكر الوهابي المتطرف في مشارق الأرض ومغاربها.
العالم أصبح على دراية عميقة بحقيقة منشأ التطرف والإرهاب ويدرك تماما بان أي عملية إرهابية في الدنيا وكل حادثة قتل ذات دوافع دينية في الأرض إنما أساسها ومنطلًقها السعودية لكنه يغمض عينيه ويابى ,تحت تأثير بريق المال السعودي الذي وصلت خيراته إلى الجميع, أن يعترف بذلك حتى وقد بات يكتوي بنيرانه الهوجاء ويدفع ثمنا باهظا من أمنه وسكينته ونمط عيشه وأعني هنا البلدان المتقدمة في أوروبا وأمريكا ممن استلمت النصيب الأكبر من هذا المال المدنس مقابل هذا الصمت والتجاهل المعيب لهذه الحقائق الواضحة وضوح الشمس في كبد النهار.
يا هذا المعجب بسياسة سلمان المالية لن نتحدث عن مليارات الأسلحة التي جلبتها السعودية لقتل اليمنيين والسوريين ونشر الخراب في مناطق شتى من العالم ولا عن المليارات المدفوعة رشىً وفي شراء الذمم والولاءات ولا غير ذلك الكثير والكثير ولكن اتعلم أن ما انفقته خزينة المملكة فقط في زيارة ترامب الذي لطالما أهانكم ,ولايزال, كفيلة بان تجعل بلادكم ومعها بلدان الأمة العربية ترفل في ترف الرخاء والنعيم ورغد العيش لعقود طويلة؟