عفيف بن معدي كرب الكندي .. أول من حَرَّم الخمر في الجاهلية

عرض/ هاشم السريحي
jshashem@gmail.com
مِنْ أعلام اليمانيين السابقين إلى الإسلام هو الأمير الشاعر الصحابي عفيف بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي وهو أول من حرم الخمر في الجاهلية.
وعفيف بن معدي كرب هو أخو الملك قيس بن معدي كرب بن معاوية الأكرمين، وكان بنو معاوية الأكرمين ملوك وزعماء حضرموت في الجاهلية، وكان عفيف بن معدي كرب تاجراً، وفي إطار نشاطه التجاري كان يسير إلى مكة في الجاهلية، فينزل عند العباس بن عبدالمطلب، وقد كانت هناك علاقة وثيقة بين العباس وبين أسرة ملوك كندة ومنهم عفيف، ولذلك كان عفيف إذا سار مكة ينزل عند العباس بن عبدالمطلب، وبينما هو عنده شاهد مشهداً عند الكعبة لم يسبق له في التاريخ مثيل، وقد روى عفيف نبأ ذلك المشهد حيث قال: “جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبدالمطلب، فبينما أنا عنده أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس وارتفعت، إذ جاء شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه وانتصب قائماً مستقبلها، إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت من خلفهما، ثم ركع الشاب وركع الغلام وركعت المرأة، ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام ورفعت المرأة، ثم خرًّ الشاب ساجداً. وخرَّ الغلام وخرَّت المرأة ..” ثم بعد ذلك سأل عفيف العباس عن هذا الأمر، قال: هذا محمد بن عبدالله، ابن أخي وهذه المرأة خديجة بنت خويلد زوجته، وهذا الغلام علي أبن أخي، قال عفيف: فما الذي يصنع محمد؟ قال: لي. فهو يزعم أنه نبيُّ، ثم أضاف العباس قائلاً: قد أخبرني أن ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الدين، ثم قال عفيف: يا عباس أمر عظيم. قال: أجل.
وقد كان لذلك المشهد ولذلك اليوم تأثيره في نفس وتفكير عفيف حين عاد -في اليوم التالي- إلى منطقته باليمن، ثم حين جاء – في سنة لاحقة لتلك السنة أسلم وآمن برسول الله عليه الصلاة والسلام، وعاد إلى منطقته باليمن وهي منطقة كندة وحضرموت، حيث ساهم عفيف في الدعوة إلى دين الإسلام في تلك المنطقة التي كانت تسودها الديانة المسيحية.
ثم وَفَد عفيف بن معدي كرب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة، ولم تذكر التراجم زمن ذلك، فقد يكون في السنة التاسعة، ومكث عفيف فترة من الزمن في المدينة وصَحَبَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان أبو يحيى بن عفيف وإياس بن عفيف وسعيد بن عفيف من فرسان ورجالات كندة الذين انطلقوا إلى القادسية بقيادة الأشعث بن قيس الكندي وشهدوا فتح العراق وفارس وأذربيجان واستقروا بالكوفة، وقد عاش عفيف بن معدي كرب الكندي إلى خلافة عمر بن الخطاب، ومات في أيام عمر حيث انتقل عفيف إلى جوار ربه راضياً مرضياً.