إعداد/عدنان أحمد الجنيد *
ولد سيدي أحمد عباد عام 1260 هـ في قرية الظبيات (محافظة الضالع ) ونشأ في كنف والديه , فرعياه الرعاية التامة , وكان والده يتفرس فيه النبوغ والذكاء , وأنه سيكون من أهل الولاية , ولهذا عرضه على شيوخ عصره فتعلم على أيديهم مبادئ العلوم في الفقه والحديث واللغة , ثم سافر سيدي أحمد عباد إلى الحرمين الشريفين ودرس على يد مشائخها جميع العلوم الشرعية حتى تمكن فيها وقام بتدريس طلاب العلم هناك إضافة إلى علم التصوف والمعارف الإلهية التي اغترفها من شيخ طريقته سيدي محمد الفاس وحصل منه على الإجازة الكاملة, وبعد ذلك عاد إلى اليمن إلى منطقة الظبيات. وكان ـ قدس الله سره ـ كثير التردد إلى زيارة مراقد ومقامات الأولياء لاسيما ضريح جده القطب الكبير سفيان بن عبدالله الذي انتفع به وبمدده البرزخي…. ولقد كان سيدي أحمد عباد كثير التنقل في البلاد يدعو العباد إلى الله تعالى وينشر الطريقة الشاذلية, والمناطق التي سكنها كثيرة منها لحج وماوية ومحافظة إب(بعدان وميتم والعدين) ولهذا لما كان كثير الأسفار والتنقل في البلاد من مكان إلى مكان فقد تزوج بأكثر من امرأة حيث كان إذا حلَّ بمنطقة أو بقرية تجد الناس يلتفون حوله ويزداد حبهم له, ويقومون بتزويجه تبركاً به, ويهبون له الأموال والأراضي حباً له ـ قدس الله سره ـ وعندما وصل إلى محافظة تعز بعد تنقله بأكثر من منطقة في جبل صبر استقر سكنه في قرية أنبيان إلى أن وافاه الحِمام .
وكان لا يقيم في أيَّة منطقة فترة من الزمن إلا ويبني فيها مسجداً أو زاوية, إضافة إلى المشاريع الخيرية التي يفعلها مثل بناء الجسور التي يستطيع الناس من خلالها أن يعبروا الأماكن الجبلية الوعرة كما فعل في بعدان وغيرها.
ولقد اشتهر بكثرة الإنفاق, ومحبته للفقراء والمساكين, وبصلة الأرحام, وبمواساة الأيتام ,وبمراعاة المريدين, وبتفقد طلاب العلم وكان هذا دأبه ليل نهار .
Next Post
قد يعجبك ايضا