مسجد العيدروس
يقع في حي العيدروس بمدينة عدن (كريتر) مديرية صيرة ، وقد قام بتشييده الإمام الشيخ أبوبكر بن عبد الله العيدروس في عام (890 هجرية – 1485 ميلادية(.
وقد بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم ، ويوجد إلى الشمال من المسجد قبر وضريح “الإمام العيدروس”.
يُعد مسجد العيدروس من أشهر معالم مدينة عدن ويؤمه كثير من السواح من زوار مدينة العيدروس .
كان للعيدروس الكثير من التلامذة والمريدين وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الإسلامي وفي بداية الأمر كان المبنى عبارة عن مسجد صغير بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم التجديد الأول للمسجد كان خلال عهد العثمانيين في 976هـ _ 1568م بعدما يزيد على ستين عاماً على رحيل العيدروس .
البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه إلى العام 1274هـ -1895م وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد .
المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصعد إليها عن طريق درجات سلم ، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتية وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الأفريسيك ويواجه المدخل عقد ومفصص آخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي توجد للمسجد منارة عالية باتت من معالم المدينة وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الأسود وتتكون من بدن مثمن الشكل والأضلاع به ثلاث دورات خشبية في الأعلى بقبة صغيرة مضلعة ، ولا توجد فتحات كثيرة ويلاحظ وجود تأثر في نمط العمارة الإسلامية في بناء المنارة بما هو مماثل في الهند ، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الإسلامية ، وقد بنيت في القرن التاسع عشر الميلادي .
تتنوع الزخرفة والنقوش الموجودة بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والأساليب التي تم إستخدامها في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لإختلاف المدارس المعمارية الإسلامية ، كما يلاحظ أن الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهاليز قد تمت بإستخدام أساليب الحفر والتخريم كما جددت عمارته أكثر من مرة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ، وكان آخرها في منتصف القرن الثالث عشر _ 1272هـ) وفي آواخر القرن الرابع عشر كانت آخر توسعة للمسجد في عهد منصف عدن مصطفى بن زين كما كانت آخر عملية ترميم سنة 1413هـ والتي تم فيها أضافة رباط التربية الإسلامية .
قبة العيدروس
قبة مسجد الإمام “العيدروس” كبيرة تغطي حجرة مربعة تحتوي بداخلها على قبور و أضرحة للإمام العيدروس وأفراد من أسرته وبعض أقربائه ، ويزين القبة عُقد مدبب يحيط بها ، كما أنّ القبة من الداخل بها زخارف ونقوش باللون المائي ، وتوجد أربع نوافذ لغرض تحسين الإضاءة و التهوية ، ويوجد أيضاً أربعة أبواب موزعة على جدران الغرفة الأربعة مزينة بزخارف ونقوش محفورة عليها .