إبتزاز أممي
محمد صالح حاتم
ولد الشيخ في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن ،لم يأت ولن يأتي بجديد ،فكل كلامه كان عن الوضع الإنساني ومايعانيه اليمن من قتل ودمار وجوع ومرض ،كلها ذكرها وتكلم عنها ،ولكنه لم يتطرق للسبب الذي أوصل اليمن إلى هذا الوضع ،ومن هو المسؤول عن كل هذا القتل والدمار والجوع والمرض ،ولد الشيخ نسي أو تناسى أن عدوان التحالف هو من أوصل اليمن للوضع المزري الذي تعيشه منذ أكثر من عامين .
ولد الشيخ وفي مبادرته الجديدة ،والتي يقول أنها مفتاح للحل في اليمن وهي تسليم الحديدة ومينائها مقابل الراتب ،وهذه ليست مبادرة جديدة ياولد الشيخ هي مبادرة كيري ،والتي كان من بنودها تسليم السواحل اليمنية لقوات أممية ،ومنها أيضاً للتذكير تسليم الصواريخ اليمنية لأنها تشكل تهديداً لأمن المملكة ،ومصدر قلق للأمن الإقليمي فاليوم يريدون الحديدة وبعدها سيطالبون بالصواريخ .
فالحصار المفروض علينا من قبل تحالف العدوان ،وإغلاق المطارات ،وكذالك نقل البنك وتسليم روسيا ،للعملة التي تم طباعتها في روسيا لحكومة الفار هادي ،كل هذا يجري بضوء اخضر وموافقة من الأمم المتحدة .
فالمطلوب هو إركاع الشعب اليمني وإخضاعه لمشروعهم التأمري .
فالأمم المتحدة تبتز الشعب اليمني ،وتخيره بين أن يموت بالقتل والجوع والمرض، أو أن يسلم كافة أراضيه ومدنه ويصبح تحت الوصاية الأممية .
فبعد أن فشلت قوى العدوان في إخضاع واستسلام الشعب اليمني ،جراء الحرب والقتل والدمار ،والحصار الاقتصادي براً وبحراً وجواً ،منذ أكثر من عامين ، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود واستبسال الجيش واللجان الشعبية ،وكافة أبناء الشعب اليمني الأحرار تريد تحقيق أهدافها عن طريق الأمم المتحدة من خلال المساومة على لقمة العيش .
فالتاريخ يعيد نفسه كما حصل للعراق وهي تسليم الأسلحة الكيماوية رغم أن إسرائيل قد دمرت مفاعل تموز العراقي ،وهم يعلمون انه لايوجد سلاح نووي ،وبعدها تسليم صواريخ الصمود ،ودخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية إلى العراق وتفتيش العراق شبراً شبراً ،وكلها عملية جني المعلومات الاستخبارية عن العراق ،وفي الأخير يدمرون العراق ويقتلون ملايين من أبنائه،وينهبون ثرواته وتنتهك سيادته وتستباح أعراض نسائه .ويأتي رئيس وزراء بريطانيا آنذاك توني بلير ويقول إن غزو العراق كان خطأ استخباراتيا .
وكذلك ماحصل لليبيا بعد أن سلم القذافي ما معه من مواد كيماوية، وليست أسلحة كيماوية ،ضربت ليبيا بطائرات الناتو ثم قتل القذافي وعشرات الآلاف من الشعب الليبي، ودمرت بنيته التحتية ،وهاهم ينهبون ثرواته،وأصبحت ليبيا مرتعاً للقاعدة وداعش .
وهو ما يخططون له في اليمن ،يريدون تسليم الحديدة وبعدها الصورايخ وتصبح اليمن تحت الوصاية الأممية .
تحت عنوان الوطن مقابل الراتب ولقمة العيش ،ماذا يفيدني الراتب ولقمة العيش بعد أن أفقد وطني وسيادتي وتنتهك كرامتي وتسلب مني حريتي وهويتي وقوميتي .
وكذلك هم يعلمون، أن إيرادات ميناء الحديدة من جمارك وضرائب طوال العام لن تفي براتب شهرين.
لقد أكدت إحاطة ولد الشيخ أن مرتبات الموظفين للأشهر السابقة التي لم تصرف هي بيد الأمم المتحدة، فهل يراد لنا أن نكون معزولين دولياً، لا ميناء ولا مطار كما هو حال غزة ،وننتظر فقط طائرات الأمم المتحدة ومساعداتها الغذائية والدوائية ،وهي تسلم لنا المرتبات ؟
هل ستشرف علينا وكالة جديدة للأمم المتحدة كماهو حال وكالة الأنروا في فلسطين .
المخطط جُدّ خطير، والهدف المراد كبير، وعلينا عدم الرضوخ لمطالبهم .
فالحديدة نالت نصيبها من القصف والتدمير وميناؤها تم ضربه أكثر من مره ،وقد سقط المئات من أبنائها شهداء إن لم يكونوا آلافا، ومثلهم جرحى ،وشرد مئات الآلاف من أبنائها.
الحل إذا في مواصله الصمود وعدم الرضوخ لمطالبهم أو الانخداع بوعودهم .
وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء.