المنافقون الخونة.. سيعذبهم الله بأيدي قوم مؤمنين
صولان صالح الصولاني
كانت عدن والجنوب ككل إلى ما قبل إعلان البيان الانفصالي أو ما يسمى بــ”المجلس الانتقالي” المدعوم إماراتياً الذي أعلنه – مؤخراً- المدعو عيدروس الزبيدي، لا تزال تمثل في نظر الغالبية العظمى من أذناب العدوان وأدواته المنخرطين ضمن قوى العمالة والخيانة والارتزاق، ملاذاً آمناً يستطيعون –حسب اعتقادهم- اللجوء إليه متى ما تقطّعت بهم السبل، وضاقوا ذرعاً من جحيم الصحراء ذات الرمال المتحركة، والرياح العاتية، واللَّظى الشديد جراء حرارة الشمس الحارقة التي تفتك بهم في فصل الصيف فتكاً، كلَّما اختلست جلودهم استبدل الله لهم جلوداً غيرها، فإلى صحراء الربع الخالي بمارب والجوف والبقع، وصحراء ميدي، خسف بهم قاهر الجبَّارين ليذيقهم نزراً يسيراً من العذاب الدنيوي وذلك تمهيداً لعذابه الشديد الذي توعّد به المنافقين والخونة أمثالهم في الدنيا والآخرة، والذي سينزله بهم تباعاً، حيث سيطاردهم إلى جحورهم في جوف الصحارى والشعاب والتبات الرملية، ليعذبهم بأيدي قوم مؤمنين في قادم الأيام، وذلك جراء ما اقترفوه بحق وطنهم الذي تربوا في أحضانه، وأكلوا وشربوا من خيراته، وبحق أبناء جلدتهم اليمنيين من خيانة عظمى، وأعمال قذرة، وممارسات إجرامية يندى لها جبين الإنسانية، منذ العام 2011م حتى اليوم، وذلك في إطار نهمهم المتواصل، وسعيهم الدؤوب لهثاً وراء السلطة والظفر بكرسي الرئاسة.
ونظراً لكون أولئك المنافقين الخونة، وعلى رأسهم مرتزقة حزب الإصلاح، كمعاول هدم من علامات نفاقهم الواضحة وضوح الشمس “الفجور في الخصومة”، أقاموا الدنيا ولا أقعدوها قبل عامين تقريباً بمجرد انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية من عدن والمحافظات الجنوبية احتفاءً وابتهاجاً وفرحاً بتحريرها ممن أسموهم ويسمونهم “المليشيا الانقلابية التابعة للحوثي وعفاش”، ولسقوطهم الأخلاقي والقيمي والإنساني اعتبروا سقوطها – آنذاك- بيد قوات الغزو الإماراتية والقاعدة وداعش، تحريراً، مثلما اعتبروا أبطال جيشنا اليمني ولجاننا الشعبية، ورجال القبائل اليمنية الشرفاء الذين يدافعون عن الأرض والعرض، ويذودون عن عزة وكرامة الوطن والمواطن اليمني، غزاة وانقلابيين ومجوساً وروافض، أبوا إلاَّ أن يظهروا عداءهم المطلق للوطن كل الوطن، والشعب كل الشعب اليمني علناً، حاملين في سبيل ذلك شعارين أحدهما ضد الوطن وهو “إما أن نتولى أمر قيادتك بغية نهب وسلب ثرواتك، أو نتولى عملية هدمك وتدميرك وتمزيق وحدتك”، والآخر حملوه ضد شعبنا اليمني ألا وهو “إما أن نحكمكم أو نقتلكم جميعاً”، فاستعانوا بقوى الشيطان، وكل طغاة الأرض ضد وطنهم وأبناء جلدتهم اليمنيين، وجلبوا على بلادنا وشعبنا اليمني المسلم المسالم تحالفاً عدوانياً سعوصهيوأمريكياً ظالماً يضم أكثر من 17 دولة، وفي عملية القتل والتدمير والإبادة الجماعية ذبحاً وقصفاً وتجويعاً، فليتنافس المجرمون القتلة، المتجردون من الرحمة والإنسانية بما في ذلك قوى الشر والإرهاب والاستكبار العالمي، وطغاة الأرض من كل حدب وصوب، فضلاً عن تمزيق وحدة اليمن، وانتهاك كرامته وسيادته، واحتلال أراضيه، وسلب إرادته، ونهب ثرواته، وتدميره تدميراً كلياً.
لكنهم كمنافقين خونة ومرتزقة رعاع، لم يجنوا من وراء كل ذلك سوى الخسران المبين في الدنيا والآخرة، فهاهم الآن يخسرون عدن والجنوب، ولم يعد لهم فيها موطئ قدم، مثلما خسروا صنعاء، وباقي المحافظات الشمالية، وليظلوا يتسكعون في الصحارى لهثاً وراء البحث عمَّا يقتاتون عليه من فتات المال السعودي المدنس ليسدون به جوعهم، وعمّا يجود به عليهم حلف سلمان الرجيم من أسلحة خفيفة ومتوسطة ودبابات ومدرعات تقيهم نار الصحراء وسعيرها، وتصدُّ عنهم ولو لأيام الضربات الحيدرية التي تتربص بهم في حلِّهم وترحالهم من قبل رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية البواسل، وذلك تمهيداً لمصيرهم المحتوم الذي ينتظرهم بأية لحظة؛ لتتكفل بعد ذلك رمال الصحراء المتحركة في ابتلاع جثثهم المتعفنة، وإلى غير رحمة الله.
وفي الأخير، نسأل الله تعالى أن يجعل شهر رمضان المبارك الذي هلَّ هلاله، وحلَّ ضيفاً عزيزاً علينا، شهر خير وبركة لأمتنا العربية والإسلامية، وأن يمُنَّ على شعبنا اليمني فيه بالنصر المؤزر على قوى تحالف الشر والعدوان السعوصهيوأمريكي، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.. وصوم مقبول، وذنب مغفور، بإذن الله تعالى.