البشير… ومقابر السودان الجماعية
محمد صالح حاتم
السودان شعب شقيق، نكن له كل الود والاحترام، فهو شعب ٌطيب واصيل ومضياف، لقد وقف شعبنا اليمني مع السودان، في كل محنه وكوارثه، ناصر السودان وقضيته في كل المحافل الدولية .
كان اليمن من المبادرين الأوائل في تقديم قوافل العون والإءغاثة للسودان، اثناء الحرب الاهلية السودانية، والتي تسببت في قتل مئات الآلاف من السودانيين، وشردت الملايين، وانتشرت المجاعة، وتفشت الامراض في السودان الشقيق .
كانت اليمن ترسل قوافل طبية وغذائية، وايوائية للنازحين والمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية .
وكانت اليمن من اوائل الدول التي استقبلت اللاجئين السودانيين، وهذا هو واجبنا نحو مايتعرض له إخواننا في السودان الشقيق .
وعملت اليمن على حل الخلاف السوداني عبر الحوار بما يحفظ وحدة السودان .
ولكن هذا كله قوبل من قبل القيادة السودانية،بالجحود والنكران .
وبادرت بدعمها ومشاركتها وبفاعلية في الحرب الظالمة والغاشمة ضد شعبنا اليمني من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود منذ اكثر من عامين، وذلك مقابل ملايين من الدولارات، التي استلمها البشير، ثمن مشاركته وارساله آلاف الجنجويد الى اليمن .
وبعد وصول الجنود السودانيين الى اليمن، كان في انتظارهم رجال الرجال، فكانت المقابر تُجهز لهم وللغزاة جميعا ً.
فكانت مقبرتهم الأولى في كهبوب، وبعدها في المخا والتي قتل فيها عشرات إن لم يكن المئات من السودانيين، وفي كل معركة يشارك فيها الجنود السودانيون، تكون محرقتهم جاهزة، وآخر هذه المحارق ماحصل في ميدي، والتي كانت محرقه كبيرة وضربه قاصمة لقوى العدوان، فالمشاهد التي عرضتها عدسات الإعلام الحربي، لعشرات الجثث لجنود سودانيين وهي متفحمة في صحراء ميدي، ومعداتهم وآلياتهم العسكرية مدمرة، جراء ضربات الجيش واللجان الشعبية، كانت كافية، ورسالة واضحة ودرساً كافياً، ليصحو الشعب السوداني، ويطالب قيادته بعدم ارسال الجنود للمحرقه اليمنية.
كان الاجدر بقيادة السودان التدخل لوقف الحرب، والعمل على حل الخلاف بين اليمنيين بالحوار والتفاهمات، لأنها قد عانت من الحروب، واكتوت بنيران القتل، والانفصال.
فلماذا اصبح الجندي السوداني سلعة رخيصة، يتم بيعها بأسعار ٍ زهيدة ؟
لماذا يقوم الجنود السودانيين، بإلقاء أنفسهم الى المحرقة، والمشاركة في معركة يعرفون انها خاسرة، وانه لا ناقة لهم فيها ولاجمل ؟
لماذا يقوم الجنود السودانيون بالقتال بديلا ًعن الجيش السعودي ؟
لماذا لاتنظر السودان لمايعانيه شعبها، وتعمل على حل مشاكلها بدلا ًمن قتل جنودها في اليمن ؟
السودان الشقيق يعاني من الكثير من المشاكل السياسية، والاقتصادية والصحية .
السودان لديه مشاكل حدودية مع مصر في حلايب وشلاتين وهي تنذر بحرب بين الدولتين في أي وقت .
السودان لديه مشاكل مع دولة جنوب السودان .
السودان لديه مشاكل في دار فور، وغيرها من المشاكل والقضايا التي يعاني منها السودان، ومنها الاقتصاد، فالشعب السوداني يعاني من الفقر والمجاعة تقتل الآف المواطنين، والسودان لو زرعت كل اراضيه لأكل الوطن العربي بأكمله وصدر الفايض، ولكن السبب هو الضغوطات والتدخلات الخارجية، لمنع زراعة واستغلال ثروات السودان والحيوانية، وكذلك النفطية.
الرئيس السودان يلقي بجنوده في المحرقة اليمنية، ويستلم قيمتهم من قبل السعودية، وهي من كانت سبباً مشاكله وحروبه، وهي من سعت ودعمت انفصال جنوب السودان .
وعندما عقدت ماسمي بالقمة الاسلامية الامريكية في الرياض، لم يسمح للبشير بالمشاركة وحضور القمة، لأنه مطلوب من محكمة الجنايات الدولية، فإدارة ترامب رفضت حضور البشير .
كل هؤلاء الجنود الذين ضحى بهم البشير بإرسالهم للقتال في اليمن، لم يشفع له ولم يتم الإيفاء بما وعِدَ به من قبل آل سعود برفع اسمه من قائمة المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة، القتل الجماعي في السودان .
هل يكفي هذا الدرس الذي تلقاه البشير وجنوده جراء مشاركتهم في قتل اليمنيين .
فالبشير سيحاكم عاجلاً أم آجلا ً، في محكمة الجنايات الدولية،وغيرها من المحاكم، ليس بسبب المجازر الجماعية التي ارتكبها في السودان، ولكن بسبب مشاركته في قتل اليمنيين، والتضحية بأرواح جنوده، واستلامه ثمنهم .
فاليمن تثبت يوما ًبعد يوم انها مقبرة الغزاة .
وعاش اليمن حرا ًأبيا ً،والخزي والعار للخونة والعملاء .