لماذا هذا الصلف الأمريكي والخنوع السعودي ؟!!
أحمد يحيى الديلمي
قال أحد المحللين العرب المشهود لهم بقراءة ما خلف السطور والخوض في بواطن الأمور ، كم كنت أتمنى لو أن الزعماء العرب والمسلمين ، أقول العرب والمسلمين من باب تأكيد ما هو مؤكد لو أنهم سمعوا أنين الأيامى ونحيب الأطفال اليتامى والشيوخ المقهورين في اليمن ، وكان عندهم ولو نصف قيراط من الكرامة لما تسابقوا إلى مصافحة ” ترامب “وهم يعلمون أنه من يأمر بالقتل والدمار والخراب في اليمن ، ناهيك عن قبولهم الجلوس إلى آل سعود المجرمين من نهبوا الحرمين الشريفين وسلبوهما القدسية ، وها هم يتسابقون لتسليم مفاتيحهما إلى “ترامب” ولي أمرهم من بعد اليوم.
يا له من انحطاط وانهيار أخلاقي مقيت بلغه هؤلاء الناس الذين تجاوزوا كل أنواع الخسة والنذالة وأصبحوا عبيداً لليهود والنصارى ، فها هو “ترامب” ومن هذه الأرض المكرمة يعلن عن أشياء مريبة ويفسر الإرهاب كما يحلو له ، ويظهر تناقضاً كبيراً في المواقف وازدواجا في المعايير ، وآل سعود يباركون هذه الأقوال بل ويترجمونها بأفعال دنيئة وخسيسة كالتي تجري في اليمن .
ومما يثير الضحك أن “ترامب” كال التهم لبلد خرج للتو من تجربة ديمقراطية مشهودة في بلد لا يعرف معنى الديمقراطية ويعتبرها فاحشة من الفواحش ، أليست مفارقة عجيبة؟! أن نسمع هذا من رئيس دولة تتباكى على الديمقراطية وحقوق الإنسان في حين أنها تتعامل مع هذه المضامين وفق ما تراه وما يخدم مصالحها الذاتية ، وآل سعود يجعلون من الإسلام واجهة وغطاء لممارسة أعظم الجرائم وخوض حروب إبادة شاملة ضد المسلمين الذين يشاركونهم في الديانة والعقيدة ، يا لها من مفارقة مريبة ومخيفة تؤكد أن هذه الدول قد فقدت أبسط ذرة من ذرات الإنسانية .
وهنا لا نستغرب عندما نسمع “ترامب” يكشف المستور ويُعري ما يسمى بالحرب الكونية على الإرهاب من مضمونها الحقيقي وبعدها الإنساني وكل ما استوحاه الناس واستقر في أذهانهم من تلك الخزعبلات المتصلة بالحرب الكونية على الإرهاب.
خلافاً لما وقر في الأذهان جاء “ترامب” يوجه التهمة لكل من يعادي إسرائيل ، مع أنها تخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره المسلوبة أرضه مع ذلك بارك زعماء محسوبون على الإسلام والعروبة تخرصات ترامب وهو يوجه سهام الاتهام إلى كل مقاومة عربية أو إسلامية ضد العدو الصهيوني ، وكأنهم يقولون بالحرف الواحد تجاوزنا ما كان يسمى بقضية العرب المركزية “القضية الفلسطينية” وأصبحنا تبعاً للصهاينة وخداماً لهم ، بل ومباركين سيطرتهم على أرض فلسطين بما في ذلك القدس الشريف القبلة الأولى للمسلمين .
هذا هو ما حدث في عاصمة الدولة التي تدعي حماية الإسلام والتعبير عنه ، فلقد انكشف المستور وأخرج آل سعود سلاحهم الشهير ، سلاح البغي والعدوان والظلم والجبروت والتآمر على الإسلام ليعلنوها صريحة مدوية بأنهم ضد الإسلام وضد كل ما يمت للعروبة.
والمسؤولية الآن على الشعوب العربية والإسلامية فهي التي يمكن أن تقف سداً منيعاً أمام هذا الزيف والكذب والخداع وأمواج الخيانة والعمالة ، أما لهذه الشعوب أن تصحو من السبات العميق ؟ وأن تثأر لكرامتها ودينها وشرفها واستقلالها؟! سؤال هام جداً سيظل محلقاً في سماء العروبة والإسلام حتى تنجلي الغمة ويعود كل شيء إلى أصله .. ومن نصر إلى نصر إن شاء الله ..