دوري المظاليم.. سلبيات.. ومخاوف
عادل الطشي –
لم يخطئ أبدا◌ٍ من اطلق على فرق دوري أندية الدرجة الثانية في بلادنا ألقاب دوري المظاليم.. ودوري الحرافيش.. وكل الألقاب التي ترافقها الحسرة والندامة.
نعم إنها تسميات اثبتت مع مرور الأيام صدق الموصوف الذي التصقت به.. وهي مجموعه من الأندية في بلادنا المغلوبة على أمرها بفقرها وقلة حيلتها وانعدام مواردها المادية (باستثناء الدعم الحكومي) تجاهد وتكافح بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات بشرية لتحقيق أحلام جماهيرها في كل مكان والمتمثلة في خوض غمار التصفيات التمهيدية المؤهلة الى مصاف كبار الأندية بكل نجاح.. وبالتالي الظهور في دوري الأضواء.. حيث الأعلام.. والشهرة.. ومقارعة الكبار.. هذا التأهل الذي يعتبر حلما وطموحا مشروعا للجميع.. ولكنه لا يبتسم في الأخير إلا لمن اجتهد وأعد العدة المناسبة لخطف إحدى بطاقات التأهل والعبور للعب مع الكبار في دوري النخبة في بلادنا..
لكن الأوضاع الصعبة التي تعيشها هذه الأندية بسبب عدم وجود المال اللازم لمواجهة أعباء المشاركة في التصفيات على الصورة المطلوبة والتي تحلم بها الجماهير العريضة على امتداد الوطن اليمني الكبير جعلها تختار أسوأ طريق لخوض التصفيات المؤهلة لدوري الأضواء.. وهو اللعب بنظام التجمعات في صنعاء وعدن.. هذا النظام الذي عرفته الساحة الرياضية اليمنية لأول مرة خلال الموسم الماضي والذي كان فيه الخيار الأوحد أمام اتحاد الكرة والأندية لإكمال البرنامج العام للموسم الكروي الماضي.. بسبب الاحداث والازمات التي عاشتها بلادنا حينذاك.
لكننا تفاجأنا عند مستهل الموسم الكروي للموسم الحالي بحالة الاجماع الغريبة من جميع أندية الثانية ومطالبتها الموحدة بتحويل نظام الدوري العام من الذهاب والإياب.. إلى نظام التجمعين.. وبسبب ما ذكرناه سابقا عن معاناة الأندية المادية قد نلتمس بعض الأعذار لها.. كون هذا النظام لا يحتاج مبالغ مالية كبيرة لمواجهة أعباء اللعب ذهابا وإيابا.. لكنه وبقدر الفائدة التي منحها للأندية فقد حرم الجماهير الرياضية في شتى ربوع الوطن من متعة مشاهدة فرقها الكروية تلعب على أرضها وبين جماهيرها.
ولعل ما تعيشه مدرجات الملاعب التي تستضيف مباريات التجمعين من غياب جماهيري لدليل واضح على حالة العذاب والقهر التي تعيشها جماهير الأندية جراء ابتعاد فرقها ولاعبيها عن ناظريها.. ولم تتوقف سلبيات هذا النظام عند هذا الحد بل امتدت اثاره لتظهر جلية في الانعكاسات السلبية على الأداء العام للفرق جراء الضغط الكبير في لعب المباريات المتعددة خلال أيام قليلة.. والتي تظهر معها الكثير من حالات الإصابة لدى اللاعبين مما يزيد من مراحل العناء لتلك الأندية وللاعبيها..
ولعل ما جعلني أثير هذا الموضوع في تناولتي هذه ما لمسته من حالات حنق وغير رضا من عدد من جماهير أندية الثانية في العديد من المحافظات.. وخوف تلك الجماهير أن يصبح نظام التجمعات مستقبلا هو النظام الأساسي لإقامة دوري أندية الثانية.. وفي حال تحقق هذا الأمر فستكون الطامة الكبرى على جماهير ولاعبي وأندية الثانية..
وأنني هنا ومن خلال هذه الاسطر اقدم الحل الوحيد والمنطقي لهذه المشكلة الرياضية.. والمتمثل في اعتماد وزارة الشباب والرياضة والسلطات المحلية في المحافظات لمشاريع استثمارية خاصة لجميع الأندية التي تلعب في مصاف الدرجة الثانية.. والتي بدورها ستعمل على إيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام ونقص الموارد المالية للأندية.. من خلال إيجاد مصادر دخل ثابتة ودائمة لتلك الأندية.. على أن تستمر فكرة المشروع وتطبق في كل عام للأندية التي تصعد حديثا لمصاف اندية الدرجة الثانية.. وهكذا حتى تصل أنديتنا لمرحلة الاعتماد الذاتي على منشآتها الاستثمارية ومواردها المالية.. والتي على ضوئها سيتم رسم السياسات المستقبلية وملامح المنافسة لكل ناد.