واشنطن/ وكالات
كشفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية في تقرير لها أمس أن صفقة التسليح الضخمة المبرمة بين الولايات المتحدة والسعودية والتي تقدر بمبلغ 110 مليارات دولار سوف تزيد من حدة الاضطرابات في المنطقة خاصة في اليمن الذي يعيش أسوأ أزمة في تاريخه بسبب العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ أكثر من عامين.
وحول هذا الموضوع كتب سكوت بيترسون، في صحيفة ” كريستيان ساينس مونيتور” أن صفقة الأسلحة التي ابرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السعودية والتي تقدر بمبلغ 110 مليارات دولار، سوف تكون مربحة للاقتصاد الأمريكي وفي نفس الوقت ستزيد من حدة الاضطرابات في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن إجمالي قيمة الصفقات التي تم إبرامها يزيد على 380 مليار دولار، نالت منها الصناعات الدفاعية 110 مليارات في خمسة قطاعات أمنية وعسكرية وتكنولوجية، إلى جانب 3 عقود ضخمة مع كبرى الشركات الأمريكية للتكنولوجيا العسكرية ومتعاقدي الصناعات الدفاعية.
وكتب بيترسون أيضا على الرغم من أن الرئيس ترامب صرح خلال زيارته للسعودية بأنه يهدف إلى تعزيز السلام في المنطقة ولكن هذه الاتفاقية سوف تزيد من حدة الهجمات العسكرية السعودية الشرسة على اليمن. وأضاف قائلا إن هذه الاتفاقية الأمريكية السعودية، سوف تضع الولايات المتحدة على أحد جوانب النزاع في المنطقة جنبا إلى جنب مع السعودية ضد إيران.
وأوضحت الصحيفة أن الدول الخليجية رفعت من نسبة شراء الأسلحة من الولايات المتحدة لمواجهة إيران وتهديدات أخرى في المنطقة. كما تظهر الصفقات إلى أي مدى أصبحت واشنطن تعتبر الدول الخليجية الحليفة، أساسا في عملية احتواء إيران. فلقد باعت الولايات المتحدة بين العامين 2005م و2009م، للدول الخليجية أسلحة بقيمة 37 مليار دولار، وذلك بحسب مكتب المحاسبة الأمريكي.
أما الصفقة الأمريكية الأحدث مع السعودية، فهي بقيمة 110 مليار دولار، وتشمل شراء 84 مقاتلة “اف 15” وتحديث 70 أخرى، بالإضافة إلى شراء 3 أنواع من المروحيات: 72 “بلاك هوك”، و70 “أباتشي” و36 “ليتلبيرد”. وقد تضاف إليها صفقة أخرى بقيمة 30 مليار لتطوير القدرات البحرية للسعودية. كذلك، من المتوقع أن توافق الولايات المتحدة العام المقبل على بيع دولة الإمارات نظاما للدفاع الصاروخي، بقيمة 7 مليارات دولار.
ويعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط في “مجلس العلاقات الخارجية” طوماس ليبمان أن الصفقة الأمريكية ـ السعودية تهدف إلى ثني السعوديين عن الحصول على أسلحة نووية. وأضاف “جزء من الذي تقوم به الإدارة الأمريكية هو إقناع السعودية بأن باستطاعتنا الاهتمام بأمنهم من دون أن تكون بحوزتهم أسلحة نووية”. كما أن الصفقة ستؤدي إلى الحفاظ على 75 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.
وحوا هذا السياق صرح فواز جرجس رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قائلا ” في الوقت الراهن، تشارك الولايات المتحدة في الحرب الباردة بين السعودية وإيران ولهذا يشعر السعوديون بسعادة غامرة ”
ووفقا لما كتبه بيترسون، فإن أول اثر يدل على تزايد الدعم الأمريكي للسعودية، هو الوضع المتدهور في اليمن.
ومن ناحية أخرى لفت آدم بارون الخبير في الشؤون اليمنية لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ” إلى أن الادعاء الذي يشير إلى أن إيران هي العامل الرئيسي في حدوث الاضطرابات في المنطقة، لن يخفف من حدة التوترات وإنما سوف يؤدي إلى زيادتها”.
ووفقا لما كتبته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، في الوقت الذي كانت العلاقات بين السعودية وأمريكا خلال الفترة التي حكم فيها باراك اوباما الولايات المتحدة ضعيفة، إلا أن تولي ترامب الرئاسة سوف يحيي السلوكيات التقليدية لواشنطن والتي سوف تؤدي إلى تزايد حدة الاضطرابات في المنطقة وبالأخص في اليمن. ولفتت أيضا إلى أن الملوك السعوديين قاموا خلال القرن الماضي بإقامة علاقات وثيقة ومباشرة مع الرؤساء الأمريكيين، حيث أقاموا زواج مصلحة مع أمريكا المنتجة للسلاح وبلادهم الغنية بالنفط، وانعكست نتائج هذه العلاقات على سياسات واشنطن بالشرق الأوسط، التي انحازت إلى جانب المصالح الأمريكية. وفي السياق نفسة علقت الصحيفة بأن السعودية تقوم بجهود لإقناع الكونغرس بالموافقة على صفقة لشراء قنابل ذكية بقيمة 1.29 مليار دولار، وقد وافقت عليها وزارة الخارجية، ويعتقد أنها محاولة من السعودية لتجديد ترسانتها التي أجهدتها الحرب في اليمن، مشيرة إلى أن السعودية حققت في الشهر الماضي نصرا في العلاقات العامة، عندما صورت إيران بالدولة “العدوانية.
Prev Post
Next Post