الحاج ترامب في بلاد الحرمين!؟
زيد البعوه
لم يتبق إلا حوالي أربعة أشهر حتى يطل علينا شهر ذي الحجة وسوف يحج الناس من كل الدول إلى بيت الله الحرام والشعب اليمني للعام الثالث على التوالي ممنوع من حج بيت الله ولكن قبل الحج هناك حج سياسي بقيادة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الذي اختار أن تكون أول زيارة له بعد توليه منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية إلى ارض مهبط الوحي إلى أرض الكعبة المشرفة والمدينة المنورة لكي يلتقي بما يسمى بخادم الحرمين وبضعة عشر من الرؤساء والملوك العرب لكي يطوفوا حوله بدلاً من الكعبة ويرجموا المسلمين بالقنابل والصواريخ بدلاً من رجم الشيطان بالحجارة ويسعوا بين الكنيست والبيت الأبيض بدلاً من السعي بين الصفا والمروة ثم يحلقون شعرهم ويذبحون الهدي الذي هو عبارة عن آلاف الأطفال والنساء من أبناء اليمن وسوريا والعراق ويحج ترامب حجة الوداع متجهاً بعدها إلى إسرائيل حاملاً معه هدية لنتنياهو من سلمان عبارة عن قربة من ماء زمزم وصرة من النقود تحتوي على مليارات الدولارات كهدية يوزعها الحاج بعد الحج ليست في مسابح ولا خواتم بل في صواريخ وقنابل..
لم يأت ترامب إلى السعودية لرؤية هلال شهر رمضان بصفته عالماً فلكياً ويهمه أمر المسلمين لا يفوتهم الشهر الكريم أو من اجل إعفاء الحجاج من رسوم الحج هذا العام حيث خسرت السعودية في استقبال ترامب أكثر بكثير مما سوف تجنيه من وراء الرسوم والضرائب على موسم الحج القادم وكان لابد أن يتحدث ترامب عن الإسلام الذي يتوافق مع سياسة أمريكا والإسلام المتطرف المناهض لمشاريعها ومخططاتها في المنطقة لكي يبدأ الجميع في تغيير أساليبهم العبادية والإسلامية بما يرضي أمريكا مقابل أن يسمح لهم بمواصلة أعمالهم الإجرامية التي تتمثل في قتل الأطفال والنساء في اليمن وهكذا ستصبح أعمال أمريكا وآل سعود جهاد ومقاومه ضد الإسلام الذي وصفوه بالمتطرف بفتوى من علماء آل سعود وداعش والقاعدة ..
هذه الزيارة وهذه القمة التي أطلق عليها مسمى ( القمة العربية الإسلامية الأمريكية) ما هي أهدافها؟ وما الذي تم تناوله من مواضيع خلال القمة؟ هذا ما سيكشفه لنا المستقبل إلا انه بات واضحاً ما الذي تطرق إليه المجتمعون في الرياض من خلال الأحداث التي تحصل اليوم في المنطقة وخصوصاً في اليمن وسوريا فلا شك أن هناك تحالفاً جديداً قديماً سيظهر بشكل علني هذه المرة من أولوياته هجمة عسكرية تقودها أمريكا بشكل مباشر على سوريا واليمن فقط يحتاجون لمبررات وهذا ما سيتم تناوله في القمة اليمن محاربة الإرهاب والسيطرة على الحديدة بدعوى تأمين الميناء حتى لاتصل الأسلحة إلى المليشيات وفي سوريا البحث عن الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام الأسد حسب زعمهم..
وهناك الكثير من الأمور والمتغيرات السياسية التي سوف تحصل بعد انعقاد القمة والتي يبدو أنها سوف تتطرق لحزب الله وغزة وكوريا الشمالية وإيران والعراق وغيرها من القضايا الدولية كل هذا بهدف تغيير الخارطة السياسية والعسكرية بما يتناسب مع مصالح أمريكا وإسرائيل طبعاً دول الخليج وعلى رأسها النظام السعودي سوف يتكفلون بالتمويل المادي والدعم بالمال لتنفيذ هذه المخططات وأمريكا وإسرائيل سوف تتكفل بالسلاح والخبراء والأهداف العسكرية والسياسية والتي سوف تغير مجرى الأمور في المنطقة وتحدث ضجة كبيرة وأحداث كبيرة..
إن لم تكن هذه هي الأهداف من خلال هذه الزيارة وهذه القمة فما هي إذاً؟ هل جاء ترامب إلى بلاد الحرمين ليعلن إسلامه وتوبته على يد سلمان؟ أم جاء لكي يدعو السعودية وحلفاءها لكف عدوانهم على اليمن والتخلي عن مشاريعهم في سوريا والعراق؟ أم انه جاء كوسيط لتقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية؟ لا والله لم يأت من أجل هذا فأمريكا هي وراء كل هذا كله وما آل سعود والأعراب إلا عبيد لها وخدام لبيتها الأبيض.