لمن يعمل النظام الأمريكي؟

صلاح الشامي
لصالح من يعمل النظام الأمريكي؟! هل يعمل لصالح الشعب الأمريكي؟!! ولماذا لا يقف الشعب الأمريكي في مواجهة نظامه الفاسد وحكومته التي لم تعد من أولوياتها مصلحة الشعب الأمريكي؟! وأين الديمقراطية والحرية التي يتمتع بها الشعب الأمريكي !! أم أنها تسلب وتصادر بحجة أو بأخرى من أجل تسيير السياسات الخاطئة للإدارة الأمريكية التي لاهمَّ لمسؤوليها إلا توسيع أرصدتهم من عائدات ورشاوى أمراء النفط السعودي.
ما تقوم به الإدارة الأمريكية من سياسات في البلدان الفقيرة ، يجلب العداء- بالضرورة- لأمريكا ، فالشعوب الفقيرة عندما تنتفض للخلاص من الظلم ، لا تفرق بين الإدارة والشعب، فالجماهير غوغائية ، ما لم تخضع لقيادة واعية عاقلة.. هذه البلدان الفقيرة انتفضت ضد أنظمتها، ويعلم المثقفون كيف انتفضت وما هي الأيدي التي كانت تعمل من ورائها لتأجيج انتفاضاتها وتغيير الأنظمة ، وإدخال هذه البلدان في صراعات تتحكم بها الإدارة الأمريكية ومن تعمل لصالحها الإدارة الأمريكية (وأعني هنا الصهيونية والدولة اليهودية).. ولكن تلك الأيدي الخفية كشفتها الأحداث اللاحقة المتمثلة بالعدوان على ( اليمن) هذا البلد الفقير في أقصى جنوب غرب الجزيرة العربية، الذي لا يملك إلاّ شعباً عظيماً وإرثا حضارياً عريقاً، وما عداهما فإنه يملك تبعات كبيرة ومخلفات ضخمة من أخطاء وخطايا أنظمة فاسدة تعاقبت على تجويع وإفقار هذا الشعب العظيم ، والاستخفاف بإرثه الحضاري النفيس والنادر، وبيع مستقبل هذا البلد وثرواته في مزادات المرابين العرب وسادتهم طواغيت الاستعمار..
ماذا جلب الشعب اليمني والحضارة اليمنية من شر على أمريكا، كي تستهدفهما، لقد عبر هذا الشعب عن الحرية بثورته ضد الظلم وأزلام الفساد أذناب السعودية وأمريكا، ألا يحق له أن يحيا كما يشاء لا كما يشاء قلة من المتنفذين الفاسدين الذين نهبوا الثروات وجوعوا الفقراء وأماتوهم بالأمراض والأزمات، كي تقف معهم أمريكا ضد شعب لا يزال يخرج في تظاهرات رغم مرور عامين على العدوان وأكثر، وتحت قصف الطائرات، يخرج ليري العالم الأعمى الأصم شرعيته وعدم شرعية العدوان عليه.
يخرج الشعب اليمني ليعبر عن الحرية التي تتشدق بها أمريكا وبريطانيا (المملكة الصدئة) بينما لا يمنحانها لشعبيهما إلاّ (صورياً) وإلا كان انتفض الشعب الأمريكي وكذلك البريطاني ضد الأنظمة (الساديَّة) التي تتلذذ (بالتَّنمُّر) على الدول الفقيرة، وتجلب عليها كل الدول القوية في العالم .. وكل ذلك خدمة (لإسرائيل) وضمان أمن إسرائيل، وتمدد إسرائيل.. فهل سيغدوا المسلمون والنصارى ضحايا أحابيل وخطط اليهود والصهيونية!!..
لماذا لا يوقف الشعب الأمريكي الإدارة الأمريكية عند حدها، ويقول لها: كفي عن ممارساتك  الرعناء ، التي تجلب العار لأمريكا، وستؤدي – بالضرورة- إلى القضاء على أمريكا كقوة اقتصادية ومركز سياسي وعلمي وتقني.
إن عدو الشعب الأمريكي هو النظام الأمريكي نفسه، ونذكر جيداً قول الجندي الأمريكيا لمشارك في عاصفة الصحراء الذي قال للشعب الأمريكي: أعداؤكم ليس العراق ولا النظام العراقي ، أعداؤكم هنا مشيراً إلى النظام الأمريكي.
الشعب الأمريكي مثقف وواع، ولن تخدعه آلة الإعلام وأصنام المادة الإعلامية المسوقة للخطط والقرارات التي تصدرها الإدارة الأمريكية بعقليات عسكرية تفتقد إلى التأني ، وتفتقر إلى الإنسانية.
إن أطفال اليمن ونساؤه يقتلون يومياً بغارات الطائرات السعودية وقذائف مرتزقة العدوان بتأييد ودعم لوجستي من أمريكا ( أمريكا – تقتل – الشعب – اليمني) والعالم يؤيد أمريكا ويقف مع أمريكا!! أي خزي وعار حلَّ بالعالم ؟! إن هذا الكوكب يمرُّ في درب معتم لن يلبث أن يطوي كل مصدر للنور فيه، ما لم تعبر الشعوب عن حريتها الحقيقية وتسير في طريق الضياء، وتتحدى الأنواء.

قد يعجبك ايضا