الاحمق ترامب.. ورسالة “بركان 2” اليماني
أسماء يحيى الشامي
لقد تكشفت الاقنعة واصبحت الصورة اكثر وضوحاً لحقيقة المشهد في العالم العربي والإسلامي الذي اصبح معظم قادته وحكامه يجاهرون بولائهم وارتباطهم بالغرب المستكبر ،وابدوا رغبتهم التي كانوا يخفوها في التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بإسرائيل كدولة وحرف البوصلة من القدس لتكون الجمهورية الإسلامية وحزب الله وانصار الله وكل نظام وتحرك شعبي مناهض للعدو الامريكي والصهيونية هو العدو ويجب القضاء عليه ..
ولا يمكن أن تخفى هذه الحقيقة وهذه الاهداف من زيارة ترامب الاحمق للرياض الذي هي سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين السعوديين وجلسات منفصلة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي وزعماء دول عربية وإسلامية.
زيارة ترامب هذه ليست عفوية وليس فقط لابتزاز السعودية ونهب ثرواتها وعقد صفقات سلاح كبيرة تقدر بقيمة عشرات مليارات الدولارات والتي ستضم أسلحة متطورة لجيش العدو السعودي ،هذا جزء من المخطط ..
بل إن المؤكد الذي لا شك فيه إن هذه الزيارة لها ابعادها الإستراتيجية وتتويج لما تم الاتفاق عليه من قبل وعبر مراحل سابقة تم التخطيط لها..
فعندما تكون أول زيارة للأحمق ترامب للمملكة السعودية ومن ثم زيارة الكيان الصهيوني والفاتيكان وبروكسل وحضور اجتماع قمة لحلف شمال الأطلسي وحضور اجتماع قمة مجموعة السبع فهذا الاجتماعات مع تصريحات المسؤولين الامريكيين والسعوديين والصهاينة تؤكد إنها مقدمة لإعلان الحرب على دول محور المقاومة بمشاركة أمريكية مباشرة هذه المرة وقد تم رصد بعض التحليلات والتصريحات من إعلام العدو الصهيوني حيث أكد المحلل السياسي الإسرائيلي “يوني بن مناجم ” في مقال له عن أسباب ورمزية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعنوان (إعادة بناء الشراكة الإستراتيجية بالشرق الأوسط) وإن الهدف من هذه الزيارة في المقام الاول هو إعادة الشراكة الإستراتيجية مع الدول السنية المعتدلة ومواجهة الخطر الايراني وتزايد النفوذ الشيعي في الكثير من الدول العربية وهذه الرؤية تشاطرها السعودية ومعظم الدول الخليجية والعربية ..وقد وصف الزيارة بالتاريخية وهو نفس الوصف الذي استخدمه ترامب ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير ..
وبالتالي بات واضح أن زيارة الاحمق ترامب هي رسالة حرب وبداية لتأسيس حلف عربي إسلامي إسرائيلي لمواجهة محور المقاومة هذا من ناحية ومن ناحية ثانية تصفية القضية الفلسطينية والاستمرار في تفتيت المنطقة وتقسيمها خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني..
ونحن في اليمن بعتبارنا جزء لا يتجزأ من منطقة الشرق الأوسط ولما تمثله اليمن من اهمية على النطاق الجغرافي الإستراتيجي وما تحمله من مقدرات ومخزون من الثروات فهي محل انظار العدو الأمريكي والصهيونية العالمية وما يحدث من عدوان وحرب كونية على اليمن هو جزء من المخطط العالمي وما زيارة الاحمق ترامب إلا رسالة لمواصلة العدوان وتأسيس مرحلة جديدة واستراتيجية مغايرة بسبب فشل أدواتها في المنطقة وهزيمتها في سوريا واليمن بالذات ..
وهذه الاهداف والبعد الاستراتيجي لا يخفى على قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله وكل المخلصين في الوطن ويدركون حجم وكبر المؤامرة وما ضرب مدينة الرياض السعودية بصاروخ من نوع بركان 2 بالتزامن مع زيارة الاحمق ترامب إلا رسالة واضحة وتحديد موقف من هذه الزيارة ورافق ذلك السخط الشعبي اليوم بمسيرات مليونية شعبية ضد أمريكا وزيارة رئيسها الاحمق ترامب ..
فعليك ايها الشعب اليمني العظيم مسؤولية كبرى وتاريخية في مواجهة الاستكبار العالمي وأدواته في المنطقة وافشال كل المؤامرات ويجب أن يكون الصوت عالياً وأن تكون الهمة والإرادة عالية وأن يكون التحرك أكبر لأن المؤامرة كبيرة ومن لا يدرك ذلك فهو لا يعي ما يجري ولا يدرك خطورة المرحلة وماذا يعد لنا الاعداء في حال ضعفنا او تراجعنا عن أهدافها في مسيرة التحرر والاستقلال من الهيمنة الأمريكية والسعودية فلن يرحمنا احد إذا لم نستمر في خيار المواجهة والصمود والثبات مهما كانت التضحيات فهي أقل بكثير في حال سلمنا رقابنا للشيطان الأكبر أمريكا وداعش الكبرى آل سعود ..
والنصر آت لا محالة هذا وعد الله ولقد كتب الله في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عباده الصالحين .