قال موقع انتي ميديا الأمريكي في مقال الكاتب “تشارلز بيرسون” إن الرئيس دونالد ترامب أنهى أول مئة يوم في منصبه في 29 أبريل، ولم يسبق له أن حقق أي إنجازات ملحوظة، لكنه حقق فقط جرائم حرب، خلال فترة عمله القصيرة.
وتابع الكاتب مقاله: من أين نبدأ؟ بعد تسعة أيام من تنصيب ترامب، شنت القوات البحرية الأمريكية جنباً إلى جنب مع قوات النخبة من دولة الإمارات في الخليج الفارسي هجوماً على قرية ياقلا في محافظة البيضاء اليمنية، وقال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن هدف البعثة هو دخول مجمع يسيطر عليه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجمع المعلومات الاستخبارتية عن طريق الاستيلاء على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ولم يعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون إلا بعد أسبوع أن الهدف الرئيسي من الغارة هو القبض على أمير القاسم في شبه الجزيرة العربية أو قتله، وما كان ينظر إليه على أنه عملية سريعة انحدرت إلى قتال لمدة ساعة مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والجثث ملأت المكان.
وتابع الكاتب: إن ترامب قد قتل أعداداً هائلة من المدنيين في هجمات الطائرات بدون طيار، والهجمات التي شنتها الطائرات المأهولة، والاعتداءات البرية، حيث وقعت العديد من هذه الهجمات بعيداً عن أي ساحة قتال، في أماكن مثل اليمن وباكستان والصومال، غير أن القانون الدولي الإنساني يقيد استخدام القوة العسكرية في مناطق “النزاع المسلح”، وقد أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش على أن “النزاع المسلح” ضد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة امتد في جميع أنحاء العالم، وكان من شأن ذلك أن يسمح لبوش بشن هجمات في أي مكان، حيث اعتبر العالم هو ساحة المعركة، وباراك أوباما ودونالد ترامب، يعتقدون أيضاً أنه لا توجد حدود لقوتهم في أي مكان في العالم، ولكن حتى عندما يوجد نزاع مسلح، مثل الحروب في العراق وأفغانستان، يجب مراعاة مبادئ أخرى للقانون الدولي الإنساني.
وقال الكاتب: إن عدداً كبيراً من المدنيين لقيوا مصرعهم في الهجمات الأمريكية، وقد قتل 14 مسلحاً في غارة ترامب في 29 يناير في اليمن، لكن القوات الأمريكية قتلت أيضاً خمسة وعشرين مدنياً من بينهم نساء وتسعة أطفال دون سن الثالثة عشرة – هذه الأرقام صادرة عن المكتب المستقل للصحافة الاستقصائية- ولم يقتل قائد القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي، لا بل خرج الريمي، وسخر لاحقاً من ترامب على فيديو وقال إن ترامب “أحمق”.
وقال الكاتب: وما هو أسوأ من ذلك هو ذبح ترامب للمدنيين بالغارات الجوية الأمريكية التي شنت في 17 مارس 2017م على غرب الموصل في العراق والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مدني، حيث كان الرئيس باراك أوباما قد شن عشرات الأضعاف من الغارات بالطائرات بدون طيار بينما دونالد ترامب يتصدر أعلى سجل في تاريخ الرؤساء الأمريكيين.
واستطرد الكاتب: ومرة أخرى، وبصرف النظر عن العراق وأفغانستان، تجري الضربات الأمريكية بدون طيار خارج مناطق النزاع المسلح، حيث تقول الأستاذة ماري إلين أوكونيل، في جامعة نوتردام: “القانون يحظر تماماً … القتل المستهدف خارج مناطق النزاع المسلح”، فهناك بعض الاختلافات بين كيف استخدم أوباما وترامب طائرات بدون طيار، حيث قام الرئيس أوباما بأغلبية الغارات بالطائرات بدون طيار بعد أن سحبها من أيدي السي آي أيه، وبدلاً من ذلك، أعطى أوباما معظم الضربات من دون طيار إلى قيادة العمليات الخاصة المشتركة في البنتاغون (جسوك)، بينما جلب ترامب السي آي أيه مرة أخرى إلى الصورة، وحدد أوباما بعض القيود على غارات الطائرات بدون طيار خارج مناطق الحرب، مثل المطالبة “باليقين” بأن المدنيين لن يتعرضوا للإصابة أو القتل، ومع ذلك كان هناك العديد من الضحايا، في ظل أوباما وكذلك ترامب، وخاصة من الأطفال.
وأما عن سوريا قال الموقع: إنه وفي 4 أبريل، أسفر هجوم يشتبه في أنه غاز السارين عن مصرع أكثر من 70 شخصاً في مدينة خان شيخون التي يسيطر عليها المتمردون، ولكن من الذي نفذ الهجوم – المتمردون أم الحكومة السورية – ففي الواقع لم يثبت بعد، ولكن ارتكبت أمريكا جرائم حرب في سوريا، فقد قصف دونالد ترامب “59” صاروخاً من طراز توماهوك الأمريكي مطاراً حكومياً في سوريا بينما كان ترامب يأكل كعكة الشوكولاتة في مار-لاغو مع رئيس وزراء الصين، وبالرغم من ذلك كانت الطائرات العسكرية السورية تقلع من المطار بعد بضعة أيام، حيث يقدر ما يقارب من 1.59 مليون دولار قيمة كل صاروخ توماهوك، أي إن ترامب حقق النتيجة النهائية وهي أنه أحرق 93 مليون دولار في حديقة البيت الأبيض.
قد يعجبك ايضا