رئيس الوزراء: العلم والمعرفة هما الطريق الصحيح نحو المستقبل وبنائه على أسس سليمة

افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمس بصنعاء، أعمال المؤتمر السنوي الأول لجامعة اليمن الذي تنظمه الجامعة على مدى يومين تحت شعار ” معا نحو ورؤية تسهم في معالجة الوضع الراهن” ( الغذاء، الدواء والتعليم).
وألقى رئيس الوزراء كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية أكرم عطيه، عبر في مستهلها عن شكره وتقديره للجامعة ورئاستها على تطوير نشاطها العلمي والأكاديمي والبحثي .. منوها بالقضايا الحيوية التي سيناقشها المؤتمر العلمي عبر البحوث العلمية المقدمة والتي تمثل قضايا هامة وحساسة لصناع القرار والمجتمع عموما سيما في ظل ما تعيشه البلد من عدوان سافر وحصار شامل.
ولفت إلى الصعوبات والعراقيل التي تواجهها المؤسسات المعنية والمنظمات الدولية في إدخال المواد الأساسية إلى البلد وعلى رأسها الدواء والمستلزمات الصحية بسبب الحصار التعسفي.. مؤكداً على أهمية الدور الذي تقوم به الجامعات في مجال التأهيل الطبي والعلاجي.
وقال: “دور الجامعات في مجال الدواء بداء منذ الاهتمام بفتح كليات الصيدلة وهى تخصص مهم في دعم القطاع الصحي والدوائي تحديدا “.
وتطرق الدكتور بن حبتور في سياق كلمته الى عمليات التهريب للمواد الغذائية والدوائية المخالفة للمواصفات وما تحمله هذه العملية الخارقة للقانون من آثار ضارة على صحة وسلامة المجتمع.. موضحا بهذ الخصوص الجهود المبذولة في مواجهة هذه الظاهرة والحد منها سيما منذ تفعيل نشاط اللجنة العليا لمكافحة التهريب والتهرب الضريبي وما تم تحقيقه من نتائج إيجابية في هذا الإطار لصالح الوطن والمجتمع .
وبين أن مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ذات الصِّلة معنيون في مواجهة التهريب والحد من آثاره السلبية على الجميع .. مشيرا إلى الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الجامعات ومراكز البحث في مناقشة هذه الظاهرة والمشاركة في وضع المعالجات التي تعين وتعزز من الجهود الراهنة في هذا المضمار.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية التفكير العميق فيما نريده من هكذا مؤتمرات علمية والتخطيط العلمي السليم لها، لما لذلك من أهمية في تحقيق قوة أثرها المطلوب في إعانة صناع القرار وكذلك خدمة المجتمع وحتى لا تتحول إلى ظاهرة إعلامية تنتهي بانتهاء المؤتمر.
وجدد التأكيد على أهمية المؤتمرات العلمية في إيصال صوت اليمن واليمنيين الذين يعيشون ويتعايشون مع جراحهم وآلامهم ويتضامنون مع كل البطولات العظيمة التي يسطرها رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية ورجال القبائل دفاعا عن الوطن وعزته وكرامة أبنائه إلى العالم .
وقال ” على الجامعات استثمار شبكة علاقتها الدولية لإيصال صوت اليمن والصوت الأكاديمي إلى الآخرين عما يكابده هذا الشعب الابي والصامد جراء العدوان الهمجي والحصار الشرس”…متمنياً في ختام كلمته بان يثمر هذا المؤتمر عن أفكار علمية جديدة تساهم في إيجاد الحلول المنهجية تجاه التحديات الراهنة الغذائية والدوائية والتعليمية.
من جانبه أشار رئيس مجلس أمناء الجامعة رئيس المؤتمر العلمي الدكتور حسين عمر قاضي، إلى الرسالة الأساسية للجامعة والمتمثلة في المشاركة المجتمعية والمساهمة في إيجاد الحلول لأبرز المشكلات التي تواجهه.
وقال: “في ظل التحديات الناشئة والعدوان والحصار والتجويع تتعاظم مسؤولية الجامعات في المساهمة في وضع الحلول العلمية القائمة على البحوث والدراسات للمشكلات القائمة”.
وأوضح أن من أهداف المؤتمر توفير البيئة المناسبة لتبادل الأفكار والآراء العلمية للإسهام في إيجاد الحلول والبدائل لهذه القضايا الأكثر تأثيرا على حياة المواطن اليمني في الوقت الراهن، علاوة على التأسيس لعلاقته شراكة حقيقة بين المؤسسات الجامعية ومراكز الأبحاث وبين المجتمع المحيط بكل فئاته.
وأعرب عن تثمينه وتقديره للاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الوزراء للنشاط الجامعي والأكاديمي والبحثي.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين تسع أوراق عمل موزعة على ثلاثة محاور تتمثل في الواقع الاقتصادي – الأمن الغذائي- مقترحات وبدائل، الواقع الدوائي إلى أين والمحور الثالث واقع التعليم الجامعي والدور المطلوب.
وتحمل أوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر (الواقع الاقتصادي وانعكاساته على الغذاء مقترحات وبدائل) للباحث محمد عبدالله الحميري ، وأخرى (الأمن الغذائي في القطاع الزراعي) للباحث محمد يحيى الرفيق وثالثة (الأمن الغذائي ومقومات تحقيقه في ظل المتغيرات الدولية) للأستاذ الدكتور محمد علي الأشول ، ورابعة (مقاومة المضادات الحيوية قبل وخلال الحرب) ” مضادات السل الرئوي نموذجا ” للباحث محمد الكمراني.
وحملت الورقة الخامسة عنوان (الأمن الدوائي في ظل الحرب الدائرة) للدكتور محمد المداني، والسادسة ( ظهور الكوليرا في ظل الحرب في محافظة الحديدة ) للباحثين منصور العوفي ومحمد الفقيه، والورقة السابعة للباحثة إشراق الجنيد تحت عنوان (التحاليل الطبية قبل وبعد الحرب في اليمن )، فيما حملت الورقة الثامنة للباحث علاء المقطري عنوان (الصناعات الدواية في الجمهورية اليمنية ، و سلط رئيس جامعة اليمن إبراهيم بن عبود الشيخ في الورقة التاسعة والأخيرة الأضواء على ( البحث العلمي أركانه ، قواعده ومناهجه).
حضر افتتاح المؤتمر نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله ابو حورية ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي وعدد من المسئولين في وزارة التعليم والبحث العلمي والوزارات والجهات الأخرى ذات العلاقة.
كما حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمس بصنعاء الحفل الذي نظمته جامعة المستقبل بمناسبة تخرج دفعة هلال اليمن من قسم الجرافيك والملتيميديا التابع لكلية الهندسة والتكنولوجيا بالجامعة.
وألقى رئيس الوزراء كلمة بالمناسبة، هنأ فيها كافة أبنائه وبناته الخريجين من هذا الصرح المؤسسي الأكاديمي التنويري .. وقال ” التهنئة والتحية لأبنائنا وبناتنا خريجي هذه الدفعة الذين ينشدون في هذه اللحظة ويتطلعون إلى مستقبل مزدهر برغم النكبات والتحديات التي يمر بها الوطن في هذه الفترة العصيبة “.
وأضاف ” إن المستقبل حتما سيكون حليف هذه الأجيال المتتالية المتسلحة بالعلم والمعرفة ” .. مشيرا إلى أن العلم والمعرفة هما الطريق الصحيح نحو المستقبل وبنائه على أسس سليمة ومتينة .
وأعرب عن تمنياته لكل طالب وطالبة وهما في طريقهما نحو المستقبل أن يوفقوا في اختصاصاتهم وأعمالهم القادمة .. مسجلا تقديره لرئيس الجامعة الشخصية الأكاديمية الدكتور الهمداني على كل ما يبذله من جهود متميزة في إدارة هذا الصرح الذي يصنع الحاضر والمستقبل .. مهنئا جميع الآباء والأمهات ومن شاركهم فرحتهم في حفل تخرج أبنائهم.
وكان رئيس الجامعة الدكتور عبدالهادي الهمداني، قد ألقى كلمة ترحيبية برئيس الوزراء والحاضرين في الحفل.. موضحا أن هدف الجامعة لم يقتصر على رفد المجتمع وسوق العمل بالكادر المؤهل، وإنما المساهمة في البحث عن حلول للمشكلات من خلال مركز البحث العلمي الذي يتبع الجامعة.
ولفت إلى أن لدى الجامعة خطة تطويرية لم تتمكن من استكمالها بسبب ظروف العدوان والحصار وتداعياتهما على كافة الجوانب الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية .. معبرا عن تهانيه للخريجين، وتمنياته أن تظل علاقتهم بالجامعة مستمرة من خلال مواصلة مشوارهم العلمي في الدراسات العليا.
وفي ختام الحفل الذي تخلله قصيدة شعرية لوزيرة الشئون الاجتماعية في حكومة الأطفال، ولوحة فنية تعبيرية، قام رئيس الوزراء بأخذ الصور التذكارية مع خريجي الدفعة.

قد يعجبك ايضا