دمشق/ وكالات
شنت الطائرات الأمريكية أمس غارات جوية جديدة على مواقع للقوات السورية بالقرب من معبر التنف على الحدود العراقية الاردنية ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى إضافة إلى خسائر مادية جراء هذه الغارات.
ويأتي هذا العدوان الأمريكي الذي يتزامن مع جولة مفاوضات جديدة في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة بهدف التوصل إلى حل أو تسوية للنزاع الذي دخل عامه الـ 7 وحصد مئات آلاف الأرواح بعد استهدافه لمطار الثعيرات في الـ 7 من أبريل الماضي مما يعد العدوان الثاني خلال شهرين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي أن طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكا شنت الغارة ردا على تحرك الجيش السوري ضد قوات مدعومة من واشنطن، مشيرا إلى أن التحالف أطلق نيران تحذيرية أولا.
بدورها أشارت وكالة “فرنس برس” إلى أن الحادث وقع قرب الحدود السورية الأردنية، وقال مصدر عسكري أمريكي للوكالة: “إن الضربات وقعت قرب بلدة التنف وأعقبت طلقات تحذيرية أطلقتها طائرات أمريكية بهدف ردع المقاتلين”.
وكانت وسائل اعلامية، كشفت في وقت سابق أن الجيش السوري وحلفاؤه قاموا بتعزيز مواقعهم على الحدود مع العراق والأردن حيث تم ارسال عشرات القطع العسكرية إلى منطقة صحراوية هناك.
واعتبر مصدر عسكري سوري، أمس، أن العدوان الأمريكي السافر الذي استهدف مواقع للقوات السورية بالقرب من معبر التنف، فضح زيف ادعاءات “التحالف الدولي” في محاربة الإرهاب.
وأضاف المصدر العسكري، في بيان،” قدم ما يسمى بالتحالف الدولي بالاعتداء على إحدى نقاطنا العسكرية على طريق التنف في البادية السورية ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية”.
وتابع البيان “إن هذا الاعتداء السافر الذي قام به ما يسمى التحالف الدولي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، كما أن محاولة تبرير هذا العدوان بعدم استجابة القوات المستهدفة للتحذير بالتوقف عن التقدم مرفوضة جملةً وتفصيلاً، فالجيش العربي السوري يحارب الإرهاب على أرضه ولا يحق لأي جهة أيا كانت أن تحدد مسار ووجهة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” و”القاعدة” ، وعلى من يدعي محاربتهما أن يوجه ضرباته إليهما لا أن يعتدي على الجيش العربي السوري القوة الوحيدة الشرعية التي تحارب الإرهاب مع حلفائها وأصدقائها”.
وأضاف البيان إن الجيش العربي السوري مستمر بالقيام بواجبه في محاربة “داعش” و”النصرة” والدفاع عن كامل أراضيه، ولن ترهبه كل محاولات ما يسمى بالتحالف بالتوقف عن أداء واجباته المقدسة.
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الضربة الأمريكية الجديدة على القوات الحكومية في سوريا مرفوضة جملة وتفصيلا، وستأتي بعواقب حتمية على العملية السياسية.
وجاء هذا التأكيد على لسان غينادي غاتيولف، نائب وزير الخارجية الروسي، في معرض تعليقه على الضربة الجوية التي وجهها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قوات حكومية سورية على طريق التنف في البادية السورية بذريعة اقترابها من مواقع يجري فيها عسكريون أمريكيون تدريبات لفصائل من المعارضة السورية المسلحة.
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن أي عمليات عسكرية تؤدي إلى تصعيد الوضع في سوريا، تؤثر حتما على سير العملية السياسية في أستانا وجنيف. وشدد، قائلا: “ولا سيما مثل هذه الخطوة التي استهدفت القوات المسلحة السورية”.
وذكر غاتيلوف بأن التحالف الدولي قبل استهدافه للجيش السوري بيوم، نفذ غارة جوية أخرى في سوريا، أسفرت عن سقوط عدد كبير من المدنيين السوريين، وشدد على أن هذه الغارات مرفوضة أيضا، ولا تساهم في توفير ظروف ملائمة للعملية السياسية وللقيام بالمساعي الإنسانية لوقف معاناة السوريين.
وأضاف: “بشكل عام، هذه الخطوات مرفوضة تماما، وهي لا تساهم في دفع الحوار السياسي إلى الأمام”.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن المهمة الرئيسية في سوريا تكمن حاليا في وقف القتال وضمان تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر، موضحا أن نتائج هذا العمل ستحدد بقدر كبير التقدم على المسار السياسي.
قد يعجبك ايضا