الجرحى (شهداءُ حقيقيون )
أسماء يحيى الشامي
{من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا } صدق الله العظيم.
عبارةً تحتاج للتفكير، والتأني لاستدراك معناها ،،، فلماذا الجريح يُنسب بالشهيد..
الجرحى لهم نصيبٌ كبير ودور عظيم في الدفاع عن الوطن ومقدساته والتصدي للأعداء ،، في خوض الجبهات والجهاد في ميادين الشرف والكرامة ضد الغزاة والمحتلين والأعداء ومرتزقتهم ،،،
فحينما نشاهد زملاء هؤلاء الجرحى وإخوانهم الذين يستشهدون في الجبهات ،،، نرى وندرك مدى تلهف وتمني هؤلاء الجرحى للشهادة لنيلها في سبيل الحقّ والدفاع عن الدين والوطن ،،،
– لكن البعض منهم لا يُقدر له أن ينالها بعد …بل منهم من يفقد عضواً من جسده ومنهم من يتعرض للجروح العديدة ،،ويبقى جريحاً متألماً ،،،
– فعندما نتحدث مع جريحً نرى ما معنى الشهادة لديه ومكانتها العظيمة … ومدى تمنيهِ لها ونيلها ،
إذ أن ارتباطه بالله والتوكل عليه هو ما يجعله لا يخاف إلا الله بل ويزيدهُ ذلك صبراً وقوة في إطار علاقته مع الله والجهاد في سبيله ،،،
– فلا شك أن هذا الجريح لازال مصمماً على العودة إلى الجبهات والدفاع عن وطنه وارضه ودينه بعد أن يُشفى ويتعافى إن استطاع حتى وإن فقد إحدى يديه أو رجليه من اطرافه أو تأذى…
فهذا إنما يدل على مدى العزيمة والروح الكبيرة لدى هؤلاء الجرحى ومدى شغفهم وحبهم للشهادة في سبيل الله والوطن وكرامته ..فبكل إخلاص وإصرار يجسد تلك الروح التي تعشق الشهادة في سبيل الله والدين والوطن ،،،
حقاً إنهم شهداء حقيقيون، شهداءٌ أحياء على الأرض وما عليها …
المجد والخلود للشهداء..
العز والفخر والشفاءُ للجرحى..
النصر والثبات للمجاهدين من جيشنا ولجاننا الشعبية…
النصر لليمن ..