الثورة نت../
أكد وزير الخارجية المهندس هشام شرف أن زيارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى عاصمة دولة العدوان السعودية ستؤدي إلى خلق مناخ عدائي دولي يقوض دعائم الأمن والاستقرار.
وقال وزير الخارجية” إن زيارة ترامب إلى عاصمة دولة العدوان ستؤتي ثمارها السلبية والإستفزازية قريبا بخلق مناخ عدائي دولي سيؤدي إلى تقويض دعائم الأمن والاستقرار وجهود التهدئة في الجزيرة العربية والخليج بالدرجة الاولى، وذلك بتبني سياسة مصلحية متخبطة الاتجاهات من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة لا تحظى بدعم المؤسسات التشريعية أو النخب السياسية الأمريكية التي ترى في تحركات ترامب الحالية محاولة للتغطية على سلسلة من الفضائح وأخطائه الداخلية والخارجية وتخبطه في اعتماد سياسة خارجية متوازنة يعزى إلى طاقمه قليل الخبرة السياسية والديبلوماسية والذي لا يهمه الا إرضاء الرئيس، مصيبا كان أو مخطئا”.
وأوضح وزير الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الدافع الأساسي خلف قرار الزيارة في هذا التوقيت يعود إلى عاملين خارجي وداخلي، حيث تعتبر خارجيا محاولة لتحسين الصورة الحالية للإدارة الأمريكية الجديدة لدى الخارج بعد المواقف الغريبة والمتناقضة التي تبناها الرئيس الأمريكي الجديد.
وأشار إلى أن العديد مما كان يروج له ترامب خلال حملته الانتخابية من أهداف وتوجهات يخالف الوقع الحالي لتحركاته، وأبرز ما يظهر ذلك بشكل جلي موقفه خلال حملته الانتخابية مهاجما النظام السعودي الذي وصفه “بالبقرة الحلوب فقط” وتحميله كل نتائج 11 سبتمبر الأسود 2001، وكانت مملكة آل سعود بالنسبة لترامب آنذاك بلدا يفتقر للديمقراطية وينتهك حقوق الانسان ويمنع قيادة المرأة للسيارات، هذا بالاضافة لجملة من القضايا ومنها اليمن التي شبه موقف العدوان فيه “بمحاولة للاستحواذ على ثروات هذا البلد.
ولفت وزير الخارجية إلى أنه وبعد فوز ترامب بالانتخابات مع طاقمه قليل الخبرة حدث التغير وبدأت المغازلة الامريكية -السعودية بشكل صفقات أسلحة جديدة وخدمات بحرية وجوية ومحاولة تأسيس تحالف جديد ضد إيران وروسيا والصين ودعم التحركات السعودية في الجزيرة والخليج تحقيقا لهدف “حلب البقرة الممتلئة بمليارات الدولارات فقط.
وبالنسبة للعامل الداخلي بين الوزير شرف، أن رئيس البيت الابيض ترك واشنطن ويزور مملكة العدوان، في وقت يحتاجه الحزب الجمهوري للبقاء بالداخل، حيث تشتد معركة داخلية شرسة وأزمة سياسية وأمنية قومية في العاصمة الأمريكية تتمثل بفضيحة علاقات سرية لعدد من مستشاريه الأمنيين والسياسيين مع روسيا أثناء حملته الانتخابية سماها الأميركيون (Russiagate) وهي شبيهة بتلك الفضيحة التي واجهها الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في العام 1974 وسميت بال “ووترجيت ” “Watergate “نسبة للمبنى الذي حصلت فيه فضيحة التنصت الانتخابي آنذاك ، وزاد الطين بلة فيها الإجراء الأخير للرئيس ترامب بعزل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI المعني بالأمن الداخلي.
وأضاف ” إن رئيس الإدارة الأمريكية الحالية يفتقر إلى بوصلة صالحة للاسترشاد بها خارجيا، فبدلا من التوجه نحو إحلال السلام في اليمن وسوريا وأوكرانيا وليبيا والعالم بشكل عام يحاول خلق الفرقة وإعتماد الهيمنة والاستفزاز بتدخل أكبر في سوريا وقصف القوات الحكومية السورية المقاومة للارهاب، وبمضايقة واستفزاز إيران ومحاولة تعطيل الاتفاق النووي، وإستعداء روسيا في اكثر من مكان، وتشجيع آل سعود وأولاد زايد في عدوانهم الإجرامي المستمر على اليمن وتزويدهم بالمزيد من السلاح والعتاد، في مخالفة صريحة لتدخلات الكونجرس الامريكي الذي دعا اكثر من مرة إلى وقف شحنات السلاح وتلك الممارسات العدوانية المتمثلة بالقصف والقتل والتشريد وتهجير المدنيين والحصار البحري والجوي والبري وزيادة المعاناة”.
واختتم الوزير شرف تصريحه بدعوة الكونجرس الأمريكي والجمعيات والمنظمات الحقوقية والإنسانية وغير الحكومية إلى ممارسة المزيد من الضغط لوقف مبيعات وتوريدات الاسلحة لدول العدوان، ودعم المزيد من جهود السلام والمصالحة في اليمن برعاية الأمم المتحدة وبحيث تشمل النظام السعودي الممول الرئيس والقائد للعدوان، وإرسال لجان تحقيق دولية محايدة للوقوف على تفاصيل كل ما أرتكبته دول تحالف العدوان من جرائم حرب وضد الإنسانية ستقود ، حتما ، عدد من قيادات الأسر الحاكمة في الرياض وأبوظبي إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكم جنايات وتعويضات خاصة ستشكل لمحاسبتهم في مواقع استثماراتهم في اوروبا والولايات المتحدة.