> في الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف:
الثورة/متابعات ثقافية
أكد الأستاذ عبدالله أحمد الكبسي – وزير الثقافة – على أهمية إعادة تأهيل المتاحف اليمنية وفتحها أمام الجمهور ليتعرف على ماتحتويه من آثار وكنوز حضارية تعكس الموروث الحضاري لليمن وما وصلت إليه من رقي حضاري وما حققته من مكانة حضارية شامخة عبر مختلف العصور حيث كانت اليمن هي السباقة في كثير من المجالات وهو ما تعكسه تلك الآثار والشواهد المعروضة في متاحف اليمن المختلفة .
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الذي أقامته الهيئة العامة للمتاحف والآثار بمقرها بصنعاء يوم أمس الأول بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف العالمي والذي يحتفل به في يوم 18مايومن كل عام.
وقال الأخ وزير الثقافة: إن بلادنا وبحضارتها ومتاحفها أبهرت العالم بالإرث الحضاري الذي تملكه وانه على الرغم من قيام طيران العدوان السعودي الأمريكي الغاشم بقصف العديد من المواقع التاريخية والأثرية وإلحاق الأضرار الجسيمة بالكثير من المواقع والشواهد الأثرية ألا إن جهود جميع المخلصين من العاملين في مؤسسات الثقافة والآثار والمتاحف قد بذلوا الجهود الجبارة من اجل إنقاذ وحماية المتاحف والمواقع الأثرية رغم أن العدوان قد قام وبحقد أعمى بقصف العديد من المواقع الأثرية اليمنية وفي مقدمتها مناطق في صنعاء القديمة وهو ما جعل اليونسكو تندد بمثل تلك الأعمال الغاشمة التي تستهدف المعالم الأثرية والحضارية التي هي ملك ثقافي حضاري للإنسانية جمعاء.
وأضاف الأخ الوزير: إن الوزارة تقوم حاليا بالإعداد لتنفيذ العديد من البرامج الهادفة إلى تعزيز العمل في القطاع المتحفي والتقييم المستمر للأضرار والدمار الذي لحق ويلحق بالآثار والمواقع التاريخية اليمنية، شاكرا جميع من أسهم ويسهم في حماية وحفظ موروث اليمن الحضاري وجميع المخلصين العاملين في قطاع الآثار والمتاحف رغم الظروف التي يمر بها الوطن الغالي علينا جميعا .
وفي كلمته أشار الأخ مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف إلى أهمية مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف وماتمثله هذه المناسبة من فرصة لنشر ثقافة المتاحف والتعريف بالدور الحضاري الذي تلعبه المتاحف بالتعريف بحضارة وآثار البلاد.
كما تطرق إلى جهود الهيئة ودورها في تعزيز دور المتاحف والعمل على حمايتها ورصد كل الأضرار التي تعرضت لها من قبل قصف طيران العدوان الغاشم وكذلك ماتعرضت له العديد من المواقع الأثرية في بلادنا والذي أثار سخط المنظمات العالمية وتنديدها وفي مقدمتها اليونسكو.
وفي الحفل تم استعراض فيلم وثائقي عن حضارة سبأ، كما ألقيت بعض الكلمات بهذه المناسبة من قبل العاملين في قطاع الآثار.
الدور الثقافي للمتاحف
ويعد اليوم العالمي للمتاحف مناسبة سنوية للاحتفال بالدور الكبير والبارز للمتحف كمؤسسة ثقافية تحفظ الشواهد المادية واللامادية للشعوب والحضارات.
وقد تم تأسيس اليوم العالمي للمتاحف سنة 1977م من قبل المجلس الدولي للمتاحف (إكوم- أنشئ سنة 1946م)، من خلال قرار الجمعية العامة للأيكوم في موسكو بروسيا، حيث كان الهدف إنشاء حدث سنوي “بهدف زيادة توحيد الطموحات الإبداعية والجهود التي تبذلها المتاحف ولفت انتباه الرأي العام العالمي لنشاطهم”.
ويتم في هذه المناسبة التذكير بأن “المتاحف وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب”.
وابتداء من سنة 1992م تم تحديد موضوع سنوي للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، وفي سنة 1997م تم تخصيص هوية بصرية لهذا اليوم عن طريق إصدار ملصق رسمي لهذا الحدث يمثل الموضوع المحتفى به.
وتم تخصيص موضوع خاص للاحتفال لهذا العام تحت شعار “تاريخ النزاعات: سرد ما لا يقال في المتاحف”، وهو تقليد اتبعه “المجلس العالمي للمتاحف” (ICOM) عام 1992، وذلك من أجل زيادة الوعي بأن “المتاحف هي وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب”، وفضاء لعرض تاريخ النزاعات من خلال المجموعات المتحفية التي تعتبر شواهد مادية تقدم رؤية وانعكاسات لعدة أحداث تاريخية تكون مؤلمة في غالب الأحيان.
‘كراسات متحفية’ تحتفي بآثار اليمن
ونظراً للأضرار التي لحقت بالمتاحف اليمنية خلال الفترة الماضية، خصصت اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف عددها الصادر مؤخرا من “كراسات متحفية”، عن متاحف اليمن، وأهدته إلى روح د. عبدالحليم نور الدين الذي رحل عن عالمنا بعد سنوات من العمل في الحقل الأثري، كما عمل في كلية الآداب جامعة صنعاء لسنوات، وكتب عن آثار ومتاحف اليمن وتتلمذ على يديه عدد من الأثريين اليمنيين.
الكراسة التي قدم لها د. خالد عزب رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف ود. ماهر عيسى الأستاذ في جامعة الفيوم، دراسة للدكتور عبدالحليم نور الدين ذكر فيها أن اليمن يمتلك متحفا وطنيا يضم مجموعات متنوعة من المقتنيات الأثرية الرائعة، تجمعت هذه المقتنيات من صرواح ومارب ومن الحزم ومعين وهمدان وظفار وذيبين وتعز وزبيد، ولقد تحول “دار الشكر” الى متحف عام 1971م استجابة لنوبة عارمة من الوعي الأثري الذي انتشر بين أبناء اليمن المثقفين، وقد وضع نور الدين رؤية لإنشاء متحف وطني يليق بالتراث الأثري اليمني تستحق أن ننظر لها عقب انتهاء الحرب الحالية.
في تقدمته قال خالد عزب “يعود اختيارنا لموضوع متاحف اليمن إلى عمل د. نور الدين لفترة من الزمن في قسم الآثار بجامعة صنعاء، وإسهامه بالكتابة والبحث حول آثار ومتاحف اليمن.
وأضاف “في ظل الحروب تصبح المتاحف على خط النار، والحرب الأخيرة في اليمن أثرت بالسلب وبصورة كبيرة على أوضاع المتاحف باليمن، وليس لدينا إلى الآن تقرير واضح المعالم ومتكامل عن أثر الحرب الأخيرة على المتاحف اليمنية التي يقدر عددها 22 متحفا. لذا رأت اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف نشر هذه الكراسة؛ لكي تثير اهتمام الباحثين والمثقفين والسياسيين بوضع التراث في اليمن.
وأكد عزب أن اليمن هذا البلد الثري بحضاراته وتراثه منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الآن أصبح بحاجة ماسة لحملة دولية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه الآن، لذا أطلقت اليونسكو حملة وبعض المتاحف حملات أخرى، لكن هذا لن يتأتى إلا عبر صندوق إنقاذ تراث اليمن على غرار صندوق إنقاذ آثار النوبة الذي أسسته اليونسكو والحكومة المصرية بدعم دولي، وكان له الفضل في إنقاذ تراث النوبة ثم إقامة متحفي النوبة والحضارة.
وفى دراسة الدكتور عبد الحليم نور الدين يذكر أن اليمن يمتلك متحفا وطنيا يضم مجموعات متنوعة من المقتنيات الأثرية الرائعة، تجمعت هذه المقتنيات من صرواح ومارب ومن الحزم ومعين وهمدان وظفار وذبين وتعز وزبيد.
وافتتح د. عبدالحليم نور الدين دراسته، مشيرا إلى أن الدولة العريقة تعودت من خلال وعي الشعب على أن تتغنى بتراثها، وأن تشهد الدنيا كلها على قيمة هذا التراث، بل تعكف هذه الدول بكل الزهو على ترديد أمجاد الماضي وكأنها تعزف سيمفونية إنجازاتها الحضارية المبدعة. وقد لا تكف عن ترديد هذا الإنشاد وهي تتيه على الدنيا بالإضافة البارعة التي أضافتها الأجيال السابقة العريقة بكل السخاء إلى السيمفونية الحضارية العالمية. وهل تتغنى وتشدو بأفضل من الثروة الأثرية التي تعتز بها، تسبح بحمد الله الذي بصر وألهم الأيدي الماهرة التي اصطنعتها، ورسخت بها الأجداد على التراب الوطني. ويجسد المتحف الوطني في مثل هذه الدول العريقة محراب هذا الإنشاد والتغني البديع الذي تزهو به وتفخر على العالمين.
وأكد أن اليمن يمتلك هذا المتحف الذي يعلن عن الوجه الحقيقي للتراث الأثري اليمني، بل هو محراب الشدو البديع الذي يستعلي به اليمن ويضع نفسه وتاريخه في صف واحد مع أنداده من الدول العريقة ليس على صعيد الشرق الأدنى فقط، بل على الصعيد العالمي كله.