حبابة .. أحد الشواهد التاريخية على عراقة شعب وحضارة بلد
> تشكل مع مدينتي ثلاء وشبام كوكبان ابرز المزارات السياحية القريبة من العاصمة
عبدالباسط محمد
تعتبر حبابة الواقعة على حدود محافظتي عمران والمحويت من مواقع التراث والمعالم التاريخية لليمن وتشكل مع مدن شبام كوكبان وكوكبان وثلاء مزارات سياحية رائدة فجميعها متقاربة ويمكن زيارتها جميعا في جزء من اليوم ساعد في ذلك قربها من صنعاء العاصمة رغم ان اي من المدن التاريخية السالف ذكرها لا تتبع صنعاء .
ومدينة حبابة واحدة من المدن السياحية الصغيرة الواقعة بين مدينتي ثلا وشبام كوكبان كما اسلفنا وتنسب تسميتها إلى حبابة بن لباحة ذي أقيان حمير الأصغر..
وهي مدينة تتميز بالكثير من الإبداعات الهندسية المعمارية ذات الطراز الفريد المستمد اصالته من عبق الحضارة اليمنية الاصيلة فهي مدينة قديمة معالمها التاريخية تفوح من كل زاوية فيها ؛ مزينة بالفن المعماري لبيوتها المطرزة بعبق التاريخ وفنون سورها المبني بالأحجار المهندمة والتي يصل سمكه حوالي 80سم وارتفاعه أربعة أمتار.
مدينة دفاعية
كانت حبابة من المدن المحصنة شأنها في ذلك شأن الكثير من المدن التاريخية اليمنية التي كان لها صدى واسع وكانت مسرحا للاحداث والصراعات والحروب وتحيط بمدينه حبابة القديمة ثلاث بوابات تتخللها عشر نوبات دفاعية ما تزال محتفظة بكيانها المعماري القديم على شكل قلاع لحماية المدينة من أي غزو خارجي وهذه البوابات هي الباب الأعلى جنوبا ويتقدمه برجان كبيران والباب الشرقي والباب الأسفل شمالا ويتقدمه برج واحد.
برك مائية قديمة
هذه المدينة التي كانت تعاني على ما يبدو من شحة المياه مع انها وفي موسم الصيف الماضي شهدت تدفقا للسيول بشكل كبير جدا ادى الى حدوث اضرار ؛ تشتهر بالبرك القديمة واشهرها ثلاث برك مائية تاريخية كبيرة تعتبر المصدر الرئيسي لتزويد المدينة بالمياه طوال العام وهي بركة الهجر الواقعة بجوار الباب الشرقي وهي الأشهر في اليمن وتعطى للناظر مشهدا جميلا ساحرا وهي بركة مشهورة دائما ما تنتشر صورها في الكثير من المواقع السياحية وهي ابرز معالم المدينة واكثرها ارتيادا من قبل الزوار وهذه البركة تتميز بتصميمها البديع إذ يعلو بعض أجزائها جسورا حميرية ويصل طول البركة إلى 42مترا وعرضها 24مترا وعمقها ثلاثة أمتار, وإلى جانب هذه البركة غيل.لشتى الواقع إلى الغرب من البركة. كما ويوجد في حبابة سد تم بناءه مؤخرا وهذا السد من شأنه ان يوفر احتياجات المدينة وكذا زراعتها من المياه بل ويمتد لتستفيد منه مناطق اخرى قريبة من حبابة الا انه ووفقا لبعض الاقاويل فقد تأثر هذا السد نتيجة تدفق السيول في موسم الامطار من العام الماضي .
مآثر حضارية
وفي حبابة توجد العديد من المآثر التاريخية التي لازالت شاهدة على مدى الحضارة والاهمية التي كانت تحتلها هذه المدينة ولعل من ابرز معالمها.سوقها القديم ومدرستها التاريخية التي اسهمت وبشكل كبير في حركة التنوير وتخرج منها العديد من الأعلام الذين اسهموا في الحياة من خلال علومهم ومؤلفاتهم
وتعد حبابة جزءا من السياحة العائلية التي توفر للزوار والأسر مكانا ملائما لقضاء اوقاتا سعيدة من خلال الاستمتاع بجو المدينة وجمال مبانيها وهواءها العليل وكذلك بتنوع منتجها السياحي من سياحة تاريخية كحصن الصادية التاريخي وسد الرونة وقرية بينون الأثرية, ورغم أنه لا توجد فنادق أو استراحات سياحية إلا أن المحافظة على هذه المدينة يعود إلى أهلها الذين لم يهجروها وضلت مأهولة بالسكان وعامرة بسكنها الذين يقدرون ما يمتلكون من جوهرة تاريخية نفيسة لا تقدر بثمن .
