الثورة نت../
بدأت اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر اليمني الثاني لجراحة المخ والأعصاب وورشة العمل الأولى حول مبادئ إصابات العمود الفقري بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور .
يهدف المؤتمر الذي تنظمه الجمعية اليمنية لجراحي المخ والأعصاب على مدى ثلاثة أيام تحت شعار ” مؤتمر يتحدى الحصار ويتخطى الحدود ” إلى تبادل الخبرات العملية الطبية وتحسين وتطوير مهارات الاستشاريين والأطباء في مجال المخ والأعصاب.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها وزراء التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ، الاتصالات وتقنية المعلومات جليدان محمود جليدان والثقاقة عبدالله الكبسي ، عبر رئيس الوزراء عن تقديره لقيادة وأعضاء المؤتمر العلمي على تنظيم مثل هذه الفعالية العلمية المهمة التي تركز على واحدة من أهم المجالات حساسية وارتباطا بالوضع الآني الذي تعيشه البلد نتيجة العدوان والحصار .
وقال الدكتور بن حبتور ” إن تنظيم هذه الفعالية العلمية في هذه الظروف مؤشر إيجابي على أن الأطباء في مقدمة الصفوف باستيعابهم لمهمتهم الوطنية وتواصلهم مع زملائهم حول العالم في المجالين التطبيقي والنظري “.
وأضاف ” تكمن أهمية هذا المؤتمر في أنه يرفع للعالم شعار بأن اليمنيين لا يمكن أن يستسلموا لمجرد عدوان وحصار”.. مؤكداً أن جميع الحاضرين في المؤتمر يرفعون شعارا مهما وهو المقاومة في مجال اختصاصهم ودفاعا عن علمهم ووطنهم.
وأشار رئيس الوزراء إلى ما أنتجه العدوان من آلام متنوعة وإصابات متعددة يظل الأصعب منها التعامل مع العصب الموجود في جسد الإنسان ، منوها إلى ما يقوم به جراحو المخ والأعصاب في مواجهة ومعالجة الحالات الناتجة عن العدوان .
وأوضح أن المؤتمر وبحضوره الكبير ومشاركته الخارجية وجد نافذة صغيرة كسر من خلالها الحصار الإعلامي والسياسي والاقتصادي والعسكري من خلال التواصل مع العالم والاستفادة من الجديد في هذا المجال.. وقال” هذا نوع من التواصل مع العالم في إيصال رأي العلماء اليمنيين وأطبائهم للخارج والاستفادة من كل جديد يطرأ في هذا المجال “.
وتابع ” كما يؤكد المؤتمر أنه ورغم الحصار لم ولن نتوقف ، وستظل صنعاء عاصمة للحياة والعلم، وسنواصل إبراز تاريخ وأصالة هذا البلد حتى في ظل ما يمارس علينا من عدوان بقيادة السعودية “.
وتطرق رئيس الوزراء إلى ما يروج له بشأن إعادة الشرعية ، قائلا” الفكرة ليست أن هناك نظام أو شرعية يريدون إعادتها ، فالمسألة أكبر من ذلك وهناك مشروعات أسقطت على الورق منذ فترة لتمزيق اليمن وهناك مشاريع صغيرة ظهرت هنا وهناك تؤكد ذلك” .
وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لما يناقشه المؤتمر من أبحاث وأوراق عمل وبما يمثله من أهمية لتعزيز الجوانب التطبيقية والنظرية في معالجة المصابين والجرحى ، مؤكدا أن الدولة ستظل الراعية للإنجازات الكبيرة ولمثل هذه المبادرات النوعية وستظل حريصة على الشراكة مع القطاع الخاص وكافة فئات المجتمع حتى يتواصل المشوار العلمي خدمة للإنسان اليمني الذي صمد عامين وشهرين في وجه العدوان الظالم والحصار الجائر.
من جانبه أشار مستشار وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر العرجلي إلى أهمية انعقاد المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها اليمن جراء استمرار العدوان وحصاره الجائر.
واستعرض آثار العدوان السعودي الأمريكي على القطاع الصحي.. مشيرا إلى أن المنظومة الصحية في البلاد باتت مهددة بالانهيار الشامل حيث بلغ عدد المنشآت المستهدفة من قبل العدوان 413 منشأة ومرفق صحي و68 سيارة إسعاف و مصنعي أكسجين .. موضحا أن إجمالي الخسائر المادية التي لحقت بالمنشآت الصحية بلغت ثمانية مليارات ريال ، ونحو 60 مليار دولار.
ولفت العرجلي إلى أن الحصار تسبب في انعدام الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية مما فاقم الأوضاع وأدى إلى وفاة العشرات من مرضى الأمراض المزمنة خاصة مرضى الفشل الكلوي والقلب والسرطان والسكري.
وتطرق إلى ما يواجه القطاع الصحي من صعوبات جراء تفشي مرض الكوليرا والإجراءات المتخذة لمنع انتشاره ، مشيرا إلى إعلان وزارة الصحة العامة والسكان حالة الطوارئ الصحية في العاصمة صنعاء نتيجة ما تتعرض له من جائحة صحية واسعة وشديدة بانتشار وباء الكوليرا في كل مديرياتها وكذا المحافظات الأخرى .
ودعا مستشار وزارة الصحة المنظمات الدولية للضغط على تحالف العدوان برفع الحصار ومساعدة اليمن الذي بات يهدد بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة خاصة بعد أن تجاوزت حالات المشتبه إصابتها بمرض الكوليرا 11 ألف حالة توفيت منها 150 حالة في أقل من أسبوعين.
وتطرق إلى الإجراءات العاجلة والضرورية التي اتخذتها الوزارة للحد من انتشار الكوليرا في عموم المحافظات وكذا استقبال الحالات المشتبه إصابتها ومعالجتها.. مؤكدا أهمية تكثيف التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي حول الكوليرا وكيفية الوقاية منه.
فيما أشار رئيس المؤتمر العلمي الثاني لجراحة المخ والأعصاب الدكتور ماجد عامر إلى الجهود التي بذلت لإقامة المؤتمر في ظل ظروف عصيبة على الوطن وإبراز إمكانيات بلادنا المتواضعة في تقديم برنامج علمي متميز يشارك فيه الأطباء من ذوي الاختصاصات الطبية ذات العلاقة بمجال جراحة المخ والأعصاب وكذا لنشر نتائج أبحاث علمية وقدرتنا على إجراء دراسات بحثية متخصصة في ظل إمكانيات محدودة.
وأوضح أنه يشارك في المؤتمر علماء في مجال جراحة الأعصاب من كافة أنحاء العالم.. معرباً عن سعادة اللجنة التنظيمية بالاستجابة الواسعة والرغبة في المشاركة من جميع من وصله إعلان المؤتمر على المستوى الدولي لمشاركة اليمن واليمنيين في مؤتمر يكسر الحصار ويعمق الصمود ويثبت إمكانياتنا لإيصال رسالة للجميع عن استمرارنا في تقديم الخدمات الطبية في هذا المجال بمستوى رفيع .
ولفت الدكتور عامر إلى أنه تم إدراج المؤتمر في جميع قوائم المؤتمرات الدولية والإقليمية وسيتم نقل فعالياته من خلال بث مباشر على قناة جراحة الأعصاب الدولية.. مثمنا جهود اللجنة التنظيمية والشركات المساهمة في تنظيم المؤتمر والتعريف به.
بدوره أشار رئيس مجلس إدارة شركة الفتح للأدوية والمستلزمات الطبية عبدالرشيد العامري إلى أهمية المؤتمر في الإطلاع على آخر ما وصل إليه العلم في مجال المخ والأعصاب.. داعيا القطاع الخاص إلى دعم مثل هذه المؤتمر العلمية لما لها من فائدة في تطوير القطاع الصحي في البلاد.
هذا ويناقش المؤتمر آخر الأبحاث والطرق العلمية الحديثة في علاج الأمراض العصبية وجراحة المخ والأعصاب عبر نخبة من جراحي المخ والأعصاب المحليين والدوليين، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات علمية لجراحين عالميين عبر الإنترنت، حيث سيتم النقل المباشر لفعاليات المؤتمر عبر قناة جراحة الأعصاب العالمية.
وعلى هامش المؤتمر افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور المعرض العلمي الذي يشتمل على آخر الأبحاث والأدوية في مجال المخ والأعصاب .
سبأ