هادم الحرمين الشريفين

عبدالله الدومري العامري

يسمونه بخادم الحرمين الشريفين وهو لم يسع في يوم من الأيام لخدمة الحرمين أو خدمة دين الحرمين أو اتباع ما أمر به رب الحرمين ، بل جعل من الحرمين منبراً لإحلال سفك دماء المسلمين ، جعل من الحرمين منبراً للتحريض على قتال المسلمين ، جعل من الحرمين منبراً لنشر الطائفية والمذهبية وتفريق وحدة صف المسلمين ، كيف لهم أن يكونوا خداماً للحرمين الشريفين وطائراتهم تقتل الأطفال والنساء في اليمن بكل وحشية وبأبشع الجرائم ، كيف لهم أن يكونوا خداماً للحرمين الشريفين وهم شركاء الأمريكيين والإسرائيليين في سفك دمائنا، وأعوانهم في ظلمنا، فكل مالٍ للَّه أنفقوه، وكل جمعٍ جمعوه، وكل سلاح شحذوه  وكل عدل تركوه، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نبذوه، وكل أمر أمرنا الله تعالى عطّلـوه، وكل عهد للَّه نقضوه ، كيف لهم أن يكونوا خداماً للحرمين وهم من جعلوا بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله مكاناً لقضاء الحاجة ( دورة مياه ) ، كيف لهم أن يكونوا خداماً للحرمين وهم من عملوا على طمس المعالم الإسلامية في مكة والمدينة ، كيف لهم أن يكونوا خداماً للحرمين وهم يعملون الآن في التحضير   لعقد قمة عربية إسلامية أمريكية برئاسة عدو الأمة العربية والإسلامية ، برئاسة من قال في أحد خطاباته قبل أن يكون رئيساً لأمريكا بأنه سوف ينقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة الأبدية لإسرائيل (القدس) ، سيترأس هذه القمة العربية الإسلامية ( الأمريكية ) رئيس الدولة التي هي العدو الأول للإسلام وللمسلمين ، الدولة التي قامت بالحرب على أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والآن في اليمن .
لا شك بأنه سيحضر هذه القمة العديد من رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية لكنهم سيحضرون وهم صاغرون أذلاء منبطحون ، سيحضرون لأداء البيعة لأميرهم ترامب ، فعلاً لقد استطاع اليهود أن يتغلغلوا بغزوهم الفكري الخبيث داخل غالبية الشعوب العربية والإسلامية والدليل على ذلك أننا لم نسمع عن مظاهرات سخط تجاه هذه القمة التي سموها بــــ قمة عربية إسلامية أمريكية ، لم نسمع حتى بيانات استنكار رافضة لانعقاد هذه القمة ، كيف وصل الحال إلى الشعوب العربية والإسلامية نفسها إلى تقبُّل اسم هذه القمة بغض النظر عن الهدف الحقيقي من هذه القمة التي دعت إليها أمريكا من أجل تشكيل حلف عسكري عربي إسلامي جديد بقيادة أمريكا لمواجهة حركات المقاومة الإسلامية المدافعة عن الإسلام والمسلمين ، المدافعة عن المقدسات الإسلامية ، الداعية إلى تحرير الأقصى من أيادي اليهود الغاصبين ، الداعية إلى استنهاض الأمة العربية والإسلامية للتحرك في مواجهة مخططات اليهود الاستعمارية التي تعمل على تشويه الدين الإسلامي وتفكيك وتقسيم الشعوب العربية والإسلامية ونهب ثرواتها ومقدراتها .
جميع الزعماء الذين سيحضرون هذه القمة  ، أمريكا لن ترضى عنهم حتى ولو كانوا أولياء لها ، مهما توددوا لأمريكا ومهما دفعوا لأمريكا ، فأمريكا لن ترضى عنهم وقد كشف لنا ذلك الله سبحانه وتعالى عندما قال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) لذلك الدور سيأتي على كل تلك الدول التي ستحضر القمة ، وما تعمله تلك الدول وعلى رأسها المملكة الصهيوسعودية ليس إلا تكملةَ لهدم  مفهوم الحرمين الشريفين .
حفظ الله اليمن وأهله .
والنصر حليفنا بإذن الله .

قد يعجبك ايضا