الثورة نت | متابعات :قالت صحيفة الإندبندنت إن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يتولى مهام منصب وزير الدفاع، لا يتعلم من أخطائه ولا حتى يأخذ بالملاحظات من حوله.
ونشرت الصحيفة البريطانية مقالًا اليوم للكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الدفاع باتريك كوبيرن قال فيه إنه وبعد تسلم والده مقاليد الحكم عام 2015، أصدرت المخابرات الألمانية تقريرًا تحذيريًا بأن السعودية قد اعتمدت “سياسة متهورة للتدخل” وأعلنت تخوفها من الأمير السعودي الذي وصفته بأنه ساذج بأمور السياسة.
وتابع الكاتب أن وثيقة الاستخبارات الألمانية كانت على درجة عالية من التحذير من مدى تأثير الأمير السعودي على المنطقة وعدم استقرارها، إلا أنه تم سحبها بسرعة لاحقا بناء على إصرار وزارة الخارجية الألمانية، ليتبين فيما بعد صحة توقعات الوثيقة بعدما خلفته سياسة الأمير خلال الثمانية عشر شهرا اللاحقة من تخبط واضح في استقرار السياسة الخارجية.
ولم يتوقف الكاتب عند وصف الأمير بالمقامر في السياسة وإنما أشار إلى مدى تخبطه أثناء وقوعه في ورطة ما “كالرجل الذي يرفع العصا أثناء وقوعه في ورطة”، مستشهدا الكاتب بذلك عبر المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي أجراها الأمير السعودي مع قناة العربية والتلفزيون السعودي، وهدد فيها الأمير بالتدخل العسكري في إيران قائلًا “لن ننتظر حتى تحدث المعركة في السعودية، لكننا سنعمل بطريقة أن تصبح المعركة في إيران”، وأضاف الكاتب أن حديثه اتسم بشتى العبارات الطائفية المعادية للطائفة الشيعية ولإيران أثناء المقابلة وتطرقه لفكرة الإمام المهدي المنتظر ومطامع طهران بالسيطرة على العالم الإسلامي.
هذا الأمر برأي الكاتب من شأنه إثارة مخاوف الطائفة الشيعية في العراق ولبنان وباكستان والمملكة العربية السعودية نفسها، حيث يشكل الشيعة نسبة لا بأس بها من السكان، وما يمكن أن يتسبب بحرب طائفيه ضدهم وزيادة الحقد الطائفي ضدهم وتأجيج المشاعر الدينية والقومية في المملكة العربية السعودية في سبيل توسيع قاعدة الأمير داخل المملكة والحصول على أكبر دعم ممكن له ودرء منافسيه داخل العائلة المالكة.
ولم تتوقف تخبطات المملكة وتدخلها عند ذلك الحد بحسب الكاتب وإنما تجلت بالتدخل في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 إذ تكللت أهدافها بالفشل، فبعد دعمها لجيش الفتح التابع لتنظيم القاعدة وتحقيقها نوعًا من الإنجازات في الداخل السوري الأمر الذي كان من الممكن أن يشكل انتصارًا للسعودية بالشأن السوري إلا أن ذلك أدى إلى التدخل الروسي في نفس العام والتي كان دخولها بمثابة نقطة تحول في الحرب السورية الأهلية، ليلق الجانب السعودي بعدها باللائمة على نهج إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والتي كان يعول عليها الجانب السعودي بالتدخل العسكري وتغيير نظام بشار الأسد على غرار ما حصل في العراق 2003 وليبيا 2011، إلا أن أوباما انتقد الإجراءات السعودية وسياستها الخارجية وحجب الدعم عنها.
ولفت الكاتب إلى ارتباط المصالح الأمريكية والسعودية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب وتواصل الدعم الأمريكي للعدوان السعودي على اليمن إضافة إلى استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة الموردة للسعودية رغم الانتقادات والمطالبات الدولية بوقفها، فضلًا عن مطالبات الأمير محمد بن سلمان بإقناع واشنطن بدعم بلاده في المواجهة مع إيران.
إذًا اتفقت الولايات المتحدة والسعودية برأي الكاتب على التصعيد بشكل مشترك ضد الحكومة الإيرانية وأول قرار بهذا الخصوص هو دعم الأقليات في إيران للانشقاق على النظام حسب التقارير الأولية التي وردت عن خطط مشتركة لدعم البلوش في جنوب شرق إيران.
ورغم الوعود التي أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتركيز على محاربة تنظيم “داعش”، إلا أن البيت الأبيض قلق من سياسة ترامب المتهورة خصوصًا عندما أمر ترامب بشن ضربات على مطار الشعيرات بريف حمص في شهر أبريل الماضي، بالإضافة إلى القنبلة في أفغانستان “أم القنابل”.