اليمن تُدَمَّر يابني البشر

محمد علي بركات

يا شعوب الأرض ويا أحرار العالم ما هذا الصمت المريب والمخزي أمام هذه الحرب القذرة والدموية الفاشية المستمرة لأكثر من عامين دمرت وما تزال تدمر يمن الحضارة والعروبة إنساناً وأرضاً ، وأمام الحصار الظالم الذي تسبب في المجاعة القاتلة للأطفال والنساء والرجال باليمن دون مراعاة للقيم والمبادئ الإنسانية أو الدينية أو الأخلاقية ..؟! وتلك  قمة الاستهانة بحياة اليمنيين الأحرار ..
ما موقفكم أيها العرب والمسلمون الغافلون أمام الله ربكم ورب كل شيء القائل ((من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )) صدق الله الواحد الجبار ..
أين ذهبت الشعارات البراقة للأخوة الإنسانية والتغني بحقوق الإنسان في العالم التي ثبت زيفها ، فقد استبدلت باللهاث وراء المصالح المادية .. والتنافس على التحكم بمصائر الشعوب واستغلال ثرواتها ، والتسابق على بيع أسلحة الدمار المحرمة دولياً لاستمرار الحرب وقتل اليمنيين في مدنهم وقراهم بصلف وعنجهية .. ومن لم يقتل بآلات الحرب يقتل بالحصار والتجويع ومنع الغذاء والدواء وجميع وسائل المعيشة ، أليس ذلك انتهاكاً لكافة الحقوق الإنسانية ..؟
أيها البشر الأسوياء في جميع بلدان العالم متى تتحرك ضمائركم الإنسانية للوقوف بجانب الشعب اليمني الذي يرفض الهيمنة والوصاية الخارجية وسلب الإرادة وحرية واستقلال القرار بأساليب استعمارية ملتوية .. الشعب الذي حرم حقه في الحياة حيث يموت أفراده قتلاً وتجويعاً وتشريداً وتلك جريمة إبادة جماعية .. تواجه بصمت عالمي يكشف عن زيف كافة الشعارات التي ترفع عن حماية حقوق الإنسان وعن الحرية والديمقراطية .. ويبيح قتل وسفك دماء اليمنيين ويشرّع لحصارهم وتجويعهم دون مراعاة لحق الشعب اليمني في الحياة الذي ينشد دوماً السلام ، ومطلبه الأساسي إيقاف الحرب والعدوان ورفع الحصار بصورة فعلية ..
فهلا تحرك أولو الضمائر الحية في العالم وأولو القلوب النقية المحبة للسلام وللحياة ، القلوب التي تمقت الكراهية وقتل النفس البشرية ، وأولو الفكر الحر المستنير لإيقاف هذا السعار البشري المدمر وهذه الحرب العدوانية ..؟ وذلك جوهر القضية .

drbarakato@gmail.com

قد يعجبك ايضا