“الثورة” /
تظاهرة حاشدة أطلق عليها إسم ” بيان عدن التاريخي” نظمت أمس في عدن بمشاركة عشرات الآلاف من فصائل الحراك الجنوبي الموالية للقوات الإماراتية الغازية وأطاحت بمزاعم الشرعية الزائفة للعدو السعودي والفار المطلوب للعدالة بتهمة الخيانة العظمى عبد ربه هادي وحولته بضربة واحدة عضوا في لجنة تنسيق سعودية إماراتية، معلنة تفويض محافظ عدن المقال الموالي لقوات الغزو الإماراتية عيدروس الزبيدي ” إعلان قيادة سياسية للجنوب برئاسته” وقيام دولة وطنية فيدرالية” في أكثر مشاريع التقسيم خطورة تبنتها بصورة مباشرة القوات الإماراتية الغازية لمحافظات الجنوب.
وقال الزبيدي إن الكيان السياسي الجديد “سيمثل الجنوب داخليا وخارجيا إلى جانب التعاون مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي مشيرا إلى أن المتظاهرين الذين احتشدوا في عدن أمس الخميس “طالبوا بتشكيل قيادة سياسية لتمثيل شعب الجنوب في المحافل الدولية والأمم المتحدة وداخليا وخارجيا ويفوضون من يحمل قضيتهم أمام العالم”.
وتحدث البيان الصادر عن التظاهرة والذي جاء في صيغة قرار” يعمل به من تاريخ صدوره ”
عن مساهمة ” المقاومة الجنوبية ” في الحرب العدوانية التي يقودها تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن مشيرا إلى أن ذلك “لم يشفع للمقاومة الجنوبية أن تكون شريكاً فاعلاً في العملية السياسية، بل تم إقصاؤها وتهميشها والتآمر عليها والتنكر لدورها، واستثمار تلك الانتصارات من قبل قوى الإرهاب السياسي المهيمنة على سلطة القرار والمعادية لتطلعات شعب الجنوب” في إشارة إلى الفار هادي وحكومة عملاء الرياض”.
ووصف البيان القرارات التي أصدرها الفار هادي بإقالة الزبيدي وبن بريك بأنها ” قرارات العقاب السياسي ومثلت انقضاضا على الشراكة السياسية لشعب الجنوب مع الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين” وأعلن رفض “تلك القرارات وأي قرارات مماثلة مستقبلا مؤكدا أنها –المقاومة الجنوبية- ستمارس حقها القانوني “في حماية قضية الجنوب وتحصينها وضمان سلامة مسارها”.
وإذ أكد البيان أهمية وجود ما سماه” الأداة السياسية لحماية القضية الجنوبية ومشروعها السياسي”
فقد أعلن أن بيان إعلان عدن التاريخي” يحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية” وتفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب وتتولى تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته ويخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان”، مؤكدا على الشراكة في تنفيذ هذه الخطوات مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي.
في غضون ذلك أكدت مصادر سياسية محلية إن تحالف العدوان السعودي الإماراتي تعهد بالحفاظ على مؤسسات الدولة وتحمل كافة المسؤولية تجاه مؤسساتها الوطنية في عموم المحافظات الجنوبية وخصوصا في عدن .
وبحسب القيادي في الحراك الجنوبي أحمد بن فريد فان الزبيدي سيتولى خلال الأيام القادمة التشاور مع كل القوى السياسية لتشكيل قيادة موحدة في أسرع وقت لمواجهة التحديات ووضع برامج عمل متكاملة داعيا فصائل الحراك إلى عدم اهدار الفرصة بالتنازع.
وأعلن عبدالعزيز المفلحي المعين من الفار هادي محافظا لعدن تأييده لمطالب المتظاهرين وقال أنهم رفعوا مطالب عادلة في شراكة تتطلبها المرحلة مشيراً إلى تأييده لأي اتفاق يخرج به الجنوبيون وما سيتمخَّض عنه “إعلان عدن”.
لكن القيادي في الحراك الجنوبي فادي حسن باعوم أكد أن البيان السياسي الصادر عن مليونية الخميس بعدن لم يكن ملبيا لتطلعات شعب الجنوب وقضيته واثبت ان الصراع صراع مناصب لا صلة له بقضية الجنوب.
وأضاف ”دعمنا مليونية الخميس في عدن انطلاقا من مواقفنا الوطنية التي عرفنا بها شعب الجنوب منذ انطلاق ثورته المباركة واثبتنا للشعب بالفعل وليس بالقول اننا سنكون بكل موقف وساحة ومكان تتطلب وحدة الجنوبيين ووقوفهم الى جانب قضيتهم وهذا ما عملناه منذ اول لحظة للدعوة لمليونية الخميس بعدن”.
وجاء ذلك فيما شهدت محافظة عدن أمس بالتزامن مع تظاهرة الحراك، تظاهرة أخرى كسيحة نظمها العشرات من المؤيدين للفار المطلوب للعدالة عبد ربه هادي تلاشت بعد تصويرها بدقائق، فيما شهدت ساحة العروض أمس إطلاق نار في الهواء لعدة دقائق بين قوات أمنية موالية للفار هادي وأخرى موالية للقوات الإماراتية الغازية في محيط ساحة العروض بعيد قراءة بيان التظاهرة أو ما سمي إعلان عدن التاريخي ما أدى إلى تدافع المتظاهرين ووقوع إصابات طفيفة من دون وقوع خسائر بشرية.
وأعلنت السلطات الإماراتية رسميا دعمها ومباركتها لمشروع تقسيم اليمن وفصل جنوب اليمن عن شماله وذلك في سلسلة تغريدات اطلقها وزير الشؤون الخارجية الإماراتي انور قرقاش ومغردون إماراتيون آخرون ضمن المطبخ الدعائي الذي يقوده شقيق محمد بن زايد.
وجاء في تغريدة لأنور قرقاش نشرها أمس في حسابه الرسمي بموقع التدوين المصغر “تويتر” إن قرارات فصائل الحراك الجنوبي المعلنة الخميس كانت رد فعل ” في إشارة إلى القرارات السعودية التي أصدرها الفار هادي مضيفا” إذا كان الفعل متهور فمن الطبيعي أن ردة الفعل تحرّر المشاعر المكبوتة وتعرّي ما كان مسلما وتنقل المشهد إلى مستوى آخر”.
Prev Post
قد يعجبك ايضا