بالمختصر المفيد.. خطباء المساجد …. ومبادرات الخوارج
عبدالفتاح علي البنوس
* بعض خطباء المساجد يشرقون ويغربون في خطبهم ويقفزون في تناولاتهم الأسبوعية على الواقع المعاش وعلى الأوضاع الراهنة، حيث يشغلون المصلين بالحديث عن قضايا ومواضيع سطحية وهامشية لا تمثل أي أولوية بالنسبة للمرحلة الراهنة والوضع القائم، حيث يتجاهل هؤلاء العدوان على بلادنا ويحجمون عن ذكره أو الإشارة إليه لا من قريب ولا من بعيد، رغم كل الكوارث والنوازل التي لحقت بالشعب والوطن لأكثر من عامين، والمشكلة أن هؤلاء الخطباء يحجمون حتى على الدعاء على آل سعود وتحالفهم العبري والإيجابي منهم يدعو الله بأن ينصر الحق وأهله وكأنهم حتى هذه اللحظة لم يميزوا الحق من الباطل رغم أن الحق واضح وجلي لا لبس فيه ولا غموض، ولكن المسألة عبارة عن مصالح نفعية رخيصة وتوجهات سياسية وحزبية هي من تتحكم اليوم في رسالة المنبر ، وفي ظل غياب الضمير وقلة الدين يتحول هؤلاء الخطباء إلى مثبطين وكأنهم بمنآى عن كل ما يدور حولهم وما يتعرض له الوطن من عدوان وحصار وما خلفه ذلك من قتل وخراب ودمار، ويتناسى هؤلاء بأنهم سيسألون عن تجاهلهم وعدم إهتمامهم بمعاناة وأوجاع أبناء شعبهم، هذا التجاهل الذي قد يخرجهم من دائرة الإسلام مصداقا لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من لم يهتم بأمر من أمور المسلمين فليس منهم .
* مبادرات إيقاف القتال في تعز تحمل الكثير من علامات الاستفهام بشأن موضوعها وتوقيت طرحها وهوية المتبني لها، فالعجيب أن هذه المبادرات جاءت من أشخاص محسوبين على الحالمة تعز والذين لزموا الصمت طيلة هذه الفترة وظلوا من الخارج يتفرجون على المواجهات المسلحة بين مرتزقة الرياض وأبطال الجيش واللجان الشعبية إلى أن وصلت الأوضاع إلى هذه المرحلة بالغة التعقيد، فلو كانت هنالك أي مصداقية من الأطراف التي طرحت هذه المبادرات لكانت قدمت مبكرا قبل مغادرتهم البلاد والتحاقهم بركب العدوان ضمن مؤتمر العمالة والخيانة والارتزاق بالرياض ، علاوة على كون توقيت هذه المبادرات جاءت في ظل اشتداد المواجهات في المخا وبقية جبهات تعز وعجز قوى العدوان عن تحقيق أي إنجاز في هذا الجانب وهو الأمر الذي يجعل من هذه المبادرات أشبه بمخرج لقوى العدوان من مستنقع تعز لكي لا يظهروا في صورة المهزوم، وما يعزز ذلك هو خصوصية هذه المبادرات واقتصارها على محافظة تعز، رغم أن هناك جبهات ومواجهات دائرة في أكثر من محافظة يمنية وكان الأحرى بمن تقدموا بهذه المبادرات أن يعملوا على تعميمها لتشمل كافة الجبهات الداخلية ليتفرغ الجميع بعد ذلك لمواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، ولكي نؤمن بأنها مبادرات ذاتية يمنية نابعة من الحرص على حقن الدماء اليمنية وليست موجهة من طرف خارجي ولا تخدم أي أطراف خارجية، أما هكذا فهي مؤامرة أقرب من كونها مبادرة، رغم أننا مع إيقاف المواجهات الداخلية المسنودة والمدعومة من قبل قوى العدوان ليس في تعز فحسب ولكن في كل المحافظات اليمنية ليعم الأمن والاستقرار ربوع الوطن وحينها سيتوقف العدوان بصورة نهائية لأنهم يراهنون ويعتمدون على الجبهات الداخلية من أجل تخفيف الضغط على جبهات نجران وجيزان وعسير .
بالمختصر المفيد المبادرات الوطنية هي التي لها قابلية للتطبيق والنفاذ على الأرض فيما يخص القوى الوطنية، أما المبادرات المستوردة القادمة من وراء الحدود فهي مردودة على أصحابها وخصوصا عندما تكون مضامينها غير معقولة ولا مقبولة ولا منطقية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .