“الثورة ” /
في موازاة تداعيات سياسية خلفها انخراط الفار المحكوم بالإعدام عبد ربه هادي في دوامة الصراع الاماراتي السعودي، شهدت مدينة عدن فجر أمس مواجهات مسلحة بين مسلحي الفصائل الموالية لتحالف العدوان السعودي الاماراتي تلتها تظاهرات شهدتها أحياء في مدينة المعلا بعيد صلاة الجمعة انكرت شرعية الفار هادي ونددت بالقرارات التي أصدرها وقضت بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك المواليين للإمارات، وسط حالة توتر خلفتها مواقف علنية رافضة للقرارات توعدت بالتصعيد والزحف المسلح على مدينة عدن .
وجاء ذلك بعد ليل عصيب شهدته عدن تخلله تحليق كثيف لطيران تحالف العدوان فوق المحافظة وإلقاء قنابل ضوئية على قصر المعاشيق والمعسكرات التي تتمركز فيها القوات الموالية للفار هادي، بالتزامن مع دفع القوات الإماراتية الغازية للمئات من المسلحين إلى بعض المناطق بالتزامن مع دفع الموالين للسعودية مسلحين إلى الشوارع في اجواء توتر تطورت فجرا إلى مواجهات بين مسلحي المليشيا في كالتيكس ومحيط مطار عدن الدولي غداة احتجاز القوات الاماراتية الغازية العقيد الموالي للفار هادي مهران القباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية في مطار عدن وارغامه على العودة إلى السعودية.
وقال سكان إن المواجهات التي استخدم فيها المسلحون أسلحة متوسطة وخفيفة اندلعت فجر أمس في جولة كالتكس ، بعد تدفق مئات المسلحين إلى الشوارع احتجاجا على قرارات الفار هادي اقالة عيدروس الزبيدي الذي أكد هو الآخر رفضه قرار هادي ومواصلة مهماته محافظا لعدن.
وأكد سكان أن مناطق متفرقة في عدن شهدت نهار أمس عمليات إطلاق نار بأسلحة متوسطة بالقرب من مطار عدن الدولي ومنطقة الغزل والنسيج بالمنصورة وسط استمرار طيران العدوان بالتحليق فوق المحافظة خلال ساعات النهار.
وجاء ذلك بعد نجاة محافظ أبين المعين من الفار هادي اللواء ابوبكر حسين سالم من محاولة اغتيال لدى اعتراض مسلحين سيارته عندما كان في طريقه إلى محافظة عدن فيما شوهد المئات من المسلحين الموالين للمحافظ المقال الزبيدي في طريقهم إلى محافظة عدن في إطار ترتيبات إعلان ما سموه المجلس العسكري.
وفي حضرموت هز انفجار عنيف أمس مبنى إدارة امن مديرية سيئون بمحافظة عندما كان الجنود والضباط يؤدون صلاة الجمعة من دون وقوع خسائر بشرية. وقالت مصادر محلية إن الانفجار كان ناجما عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون في أحد جدران المبنى، فيما تعيش المدينة حال توتر امني شديد نتيجة تصاعد الخلاف السعودي الإماراتي غداة القرارات التي أصدرها الفار هادي بإقالة مسؤولين موالين للقوات الإماراتية الغازية من مناصبهم.
دعوات للتصعيد والزحف المسلح
وتصاعدت ردود الفعل الغاضية حيال قرارات الفار هادي أمس بدعوة ما يسمى ” المجلس الأعلى للحراك الثوري ” في بيان محافظ عدن المقال إلى رفض قرار إقالته، ووصف القرار بأنه ” إعلان حرب جديدة على الجنوب، معبرا عن إدانته لما سماه “العبث السياسي واللعب بحياة المواطنين الجنوبيين” كما أعلن تضامنه مع هاني بن بريك متهما حزب الإصلاح والجنرال محسن بأنهما ” قوى حرب ودمار”.
ودعا المجلس “عيدروس وزملاءه” إلى الثبات والصمود وعدم تسليم العاصمة عدن لقوى الإصلاح وآل الاحمر والشرعية المزيفة، وكذلك المكونات والقوى السياسية الجنوبية إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود والالتفاف حول قيادته والمقاومة الجنوبية الباسلة، معلناً عن تنظيم حشود في ساحة العروض بعدن وإعلان أيام غضب ابتداء من اليوم حد قول البيان.
وتزامن ذلك مع دعوة “رئيس الجالية الجنوبية في السعودية” عباس الشاعري إلى الزحف المسلح نحو مدينة عدن للوقوف إلى جانب من وصفهم بقيادات وأبطال “عاصفة الحزم والمقاومة الجنوبية ” مشددا في بيان على الاستعداد القتالي، للتعامل مع احتمالات كبرى “ستعلن عنها القيادة الجنوبية خلال الساعات القادمة” متعهداً بتوفير الدعم المالي والسياسي الكافي لأي قرار يتخذه الزبيدي بوصفه “القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية “.
واعتبر سياسيون قرارات الفار هادي إعلان حرب على مراكز النفوذ الموالية للإمارات في محافظة عدن، خصوصا وان القرارات استهدفت أهم مسؤولين يحظيان بدعم واسع من القوات الإماراتية الغازية وهما محافظ عدن الزبيدي والقيادي السلفي الموالي للإمارات هاني بن بريك والذي أقاله هادي من منصبه وأحاله للتحقيق.
وأشار هؤلاء إلى أن هذه التداعيات اخرجت الصراع الخفي الحاصل بين بين معسكري السعودية بقيادة هادي من جهة والإمارات من الجهة الأخرى عن سيطرة المعسكرين وانتقاله إلى المرحلة العلنية، لافتين إلى أن دخول الفار هادي دوامة الصراع جاء بإيعاز من السعودية في ظل المأزق الذي يواجهه محمد بن سلمان نتيجة إصرار قائد القوات البرية السعودية المعين حديثا فهد بن تركي على وضع ترتيبات عسكرية جديدة في المحافظات الجنوبية للقوات السعودية شملت توزيع كتائب سعودية على المعسكرات التي تقودها السعودي ومليشيا الفار هادي وسط مخاوف من تعرضها للغدر من القوات الإماراتية .
وتقول المصادر السعودية إن فهد بن تركي وضع خطة لحماية قواته ومليشيا المرتزقة الموالية للفار هادي اقتضت الإبقاء على بعض المعسكرات الموالية للفار هادي في مواقعها وتعزيزها، لتتوازى مع نفوذ القوات الإماراتية ولا سيما في محافظات حضرموت وشبوة وعدن وأبين ما وضع محمد بن سلمان في موقف حرج، مشيرة إلى أنه اوعز إلى الفار هادي إصدار هذه القرارات لخلط الأوراق ووضع القوات الإماراتية الغازية أمام مشكلات أملا في أن تقود إلى تنازلات تلبي شروط الأمير السعودي فهد بن تركي.
وبحسب المصادر فقد قوبلت الترتيبات التي شرع فيها قائد القوات البرية السعودية المعين حديثا بالرفض من جانب محمد بن زايد الذي طلب من المعسكرات الموالية للفار هادي في حضرموت الانتقال إلى مناطق أخرى وهدد بقصفها بالطيران الحربي في حال رفضها الانصياع لطلباته.
Prev Post