بالمختصر المفيد.. جرائم العدوان ومؤتمر جنيف
عبدالفتاح علي البنوس
يبدو أن العالم بأسره يلهث وراء المصالح والمكاسب والمنافع من خلال تعاطيه مع العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا، فالكل يبحث عن المصالح والفوائد بما في ذلك الأمم المتحدة التي تتاجر اليوم بأوجاع ومعاناة أبناء الشعب اليمني وتحاول جاهدة تلميع الصورة الدموية للسعودية والدول المتحالفة معها في حربها وعدوانها على اليمن ، من خلال تعمد إخفاء هوية القاتل السفاح الذي يقتل اليمنيين ويشردهم من منازلهم ويدمر ممتلكاتهم ويتهدد حياتهم ويفرض عليهم حياة البؤس والشقاء جراء الحصار الجائر والقصف المستمر، إذ تصر الأمم المتحدة على تجاهل العدوان السعودي وتتعامل مع الأحداث في اليمن على أنها صراع داخلي بين الأطراف اليمنية ولا تتحرج في الإشارة إلى الأوضاع الإنسانية والتي تصفها بالكارثة الإنسانية المروعة دونما إشارة إلى المسبب لهذه الكارثة ، ودنما أي محاولات أو مبادرات جادة ومسؤولة ومنصفة وغير منحازة لإيقاف العربدة السعودية ووضع نهاية لعدوانهم الوحشي وصلفهم الإجرامي الذي يمارس على الشعب اليمني منذ أكثر من عامين .
للأسف الشديد باتت الأمم المتحدة شريكة للسعودية في عدوانها حتى وإن دعت لعقد مؤتمر جنيف تحت يافطة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن والذي عقد قبل أيام ، هذا المؤتمر الذي حولته الأمم المتحدة إلى مهرجان دعائي لقوى العدوان من أمراء الحرب والنفط الخليجي الذين شاركوا فيه وأعلنوا عن تبرعهم بفتات الدولارات لدعم الجوانب الإنسانية في اليمن ، وكأنهم ملائكة الرحمة ويحز في نفوسهم الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ، وهم من يسوموننا العذاب والقصف والحصار يوميا ، وهم من يستعدون للتضييق على اليمنيين باحتلال الحديدة والسيطرة على مينائها الذي يعد شريان الحياة الوحيد لليمنيين نتيجة الحصار الغاشم .
يقتلوننا ويحاصروننا وتأتي الأمم المتحدة لتحسين صورتهم وتحويلهم إلى حمائم سلام وملائكة كرام وداعمين لجهود الإغاثة الإنسانية لليمنيين ، بالله عليكم ما الذي سيضيفه هذا المؤتمر الذي تبرعت فيه السعودية بـ 150مليون دولار من إجمالي التعهدات التي خرج بها هذا المؤتمر والتي بلغت 1,1مليار دولار في الوقت الذي كانت خطة الاستجابة الإنسانية بحاجة إلى 2,1مليار دولار لمواجهة تدني الأوضاع المعيشية في اليمن جراء العدوان والحصار ، علما بأن هذه المبالغ دائما ما تذهب للعملاء والخونة الذين يصفون أنفسهم بالحكومة الشرعية ولا يلمس المواطن اليمني المتضرر أي أثر لها ، وهنا أتساءل هل الأمم جادة في حرصها على إنهاء معاناة اليمنيين ؟!! لوكانت جادة لما احتاج الأمر لمؤتمرات وتبرعات ، فالحل بسيط ويتمثل في دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن ، ومن ثم إيقاف إطلاق النار وتطبيع الأوضاع الداخلية وإلزام عصابة الخائن بن دغر بصرف مرتبات الموظفين للأشهر المتأخرة من الأموال التي تمت طباعتها في روسيا لهذا الغرض ومن عائدات بيع النفط وإيرادات الموانئ والمنافذ الجمركية واستئناف عمل البنك المركزي من صنعاء ومن ثم الشروع في البحث عن حلول توافقية للأزمة اليمنية وتشكيل سلطة انتقالية تدير شؤون البلاد إلى حين الإعداد والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية .
ولكن وبالمختصر المفيد لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمم ولا الدول التي تسمي نفسها بالمانحة تريد الخير لليمن واليمنيين ،فهي مع استمرار العدوان كونها الرابح الأكبر من ذلك ،فالبقرة الحلوب تدر عليهم ب الأموال من أجل كسب تأييدها وإسنادها في عدوانها على اليمن واليمنيين ، وما مؤتمر جنيف وما قبله إلا عبارة عن مساحيق تجميل للقتلة والمجرمين وللتغطية على جرائمهم ومذابحهم في حق الأبرياء وضوء أخضر لمواصلة هذا المسار الدموي لهؤلاء القتلة والإرهابيين من أحفاد مردخاي ولقطاء الخليج العبري.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .