الأجنحة البريطانية في المنطقة
محمد صالح حاتم
بريطانيا الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ،والتي احتلت معظم دول العالم ،ومنها الدول العربية والإسلامية ،وفي أربعينيات القرن الماضي عندما قامت الثورات العربية ضد المستعمر البريطاني ،الذي رحل مرغماً بفعل الثورات العربية، ،ولكنها أي بريطانيا وللأسف كانت قد قامت بزراعة أجنحة وعملاء لها في المنطقة ،فبعد أن زرعت في قلب الجسد العربي السرطان الصهيوني ،وتزامنا مع هذا الكيان الغاصب في فلسطين ،قامت بريطانيا بإنشاء وتبني الفكر الوهابي ونشره كأحد المذاهب الدينية ،وإنشاء الكيان السعودي كأحد وأهم أجنحتها في المنطقة وعلى مدى سبعين عاما عملت السعودية على حماية إسرائيل وتقويض المقاومة العربية ،وكذلك عملت على تفكيك الوطن العربي عن طريق التدخلات في شؤون الدول والتحكم في القرار السياسي العربي ،ومن الأجنحة البريطانية جماعة الإخوان المسلمين ،والذي ومنذ إنشائها في عام 1928م ،عملت على تسييس الدين ، والقيام بالاغتيالات السياسية باسم الدين والإسلام ،أيضاً السعودية وفكرها الوهابي ،وكذلك جماعة الإخوان استغلوا القضية الفلسطينية ،والمتاجرة بها .
وهاتان الحركتان عملتا على النيل من القيم الدينية ،والتعاليم الإسلامية وساهمت بشكل واضح في طمس الهوية العربية ،وقد ظهر الدور الذي لعباه أي السعودية وجماعة الإخوان في الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في ما سمي بالربيع العربي ،فقد تزعما الفوضى في كل الدول ،وذلك عن طريق تضليل الشارع العربي بالخطابات الدينية الرنانة ،والشعارات الثورية وكان لكل منهما دوره البارز وما تشهده البلاد العربية من حروب وقتال هو من صنع الأجنحة البريطانية وهذا واضح بالدعم الذي تقدمه مملكة بني سعود من المال والسلاح والإعلام في العراق وليبيا وبشكل مباشر وعلني في سوريا وتزعمها للعدوان على اليمن ،وكل من ساندها هي جماعة الإخوان المسلمين ،ومن أهم الأجنحة البريطانية والتي تعتبر من أهم وأخطر الأجنحة التي زرعها الاستعمار وبرز دورها في الفترة الأخيرة هي الإمارات العربية المتحدة ،فقد أوجدت بريطانيا هذا الفيروس الخبيث رغم صغر حجمه إلا أن أضراره وأفعاله كبيرة جدا ،ونحن لا نقدر خطر هذا الوباء الذي زُرع في جسد الأمة العربية والإسلامية ،فهو يعمل على طمس الهوية الوطنية والقومية العربية ،ويقوم بتدمير الأخلاق والفكر العربي،وكذلك العبث بالبيئة والتراث ،عن طريق قنواته الإعلامية وبرامجها الصهيونية الهادفة إلى تمييع الشباب العربي ،وإبعادهم عن دينهم وقيمهم وأخلاقهم ،فكل غزو أخلاقي يأتي من القنوات المدعومة إماراتياً.
وما تقوم به دويلة عيال زايد في اليمن ،من احتلالها لجزيرة سقطرى والعبث بموروثها الثقافي والحضاري خير دليل على تنفيذها للمخطط البريطاني القديم الرامي إلى طمس الثرات والثقافة العربية واستبدالها بالموضة ومواكبة العصر كما يسمونه،.
فعلينا التنبه لهذه الأجنحة ،إن ما يحدث في بلداننا هو من صنيعة بريطانيا ،والتي توارت عن الأنظار وأصبحت أمريكا هي من تتصدر المشهد العالمي ،وتتحكم بالقرارات السياسية العالمية ،ولكن الحقيقة أن بريطانيا هي وراء كل مشاكلنا ومصائبنا ،وذلك لأنها عندما احتلت البلاد العربية والإسلامية ،عرفت مقومات كل دولة ودرست طبيعة كل مجتمع ،فعملت على تدمير هذه المقومات وطمسها واستبدالها بمفاهيم وأفكار هدامة وخاصة الجانب الأخلاقي للشباب.
عاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.