عادل بشر
لم يصدق الزوج أن المرأة الغارقة في دمائها وسط الشارع هي زوجته التي استأذنته قبيل لحظات للخروج إلى السوق لشراء ملابس خاصة بها .؟ حيث تسبب خلاف بين بائعين من أصحاب البسطات في قتل هذه المرأة وسط الشارع ..!!
ما علاقة المجني عليها بخلاف البائعين .. ولماذا تم قتلها؟ هذا ما سنوجزه باختصار وفقا لاعترافات الجاني وأقوال الشهود في محاضر الاستدلالات الأمنية:
مثل كثير من الباعة المتجولين عاش الحاج محمد سنوات عمره بعد أزمة حرب الخليج 1990م متنقلا من شارع إلى آخر بحثا عن الرزق من خلال بيعه الملابس رخيصة الثمن.
فكان يجمع بضاعته في “طربال” ثم يفترش الأرض ويعرض البضاعة على الزبائن في السوق الشعبي ويبيع ما شاء الله له من تلك البضاعة, وعندما كبُر ابنه احمد اعتمد عليه الأب في هذا العمل .
في نفس الوقت كان هناك شاب آخر يمتلك بسطة لبيع الملابس في السوق ذاته وكان هذا الشاب يتعمد منافسة احمد في عملية البيع واجتذاب الزبائن منه حتى بدأت تحدث بينهما المشادات لأسباب مختلفة أهمها التزاحم على مكان البيع والتنافس على الزبائن..وفي كل مرة يتدخل الجيران وينتهي سوء التفاهم بينهما على خير.
في الحارة المجاورة للسوق يسكن المواطن سيف وزوجته وطفلتهما الوحيدة وقد اعتادت الزوجة على القيام بمهام شراء حاجاتها ومستلزمات البيت من السوق بنفسها.
أخذت الزوجة طفلتها وذهبت إلى حراج الملابس واستقر بها المقام عند بسطة البائع أحمد وقامت باستعراض الملابس المعروضة في البسطة وفي نفس الوقت كان الشاب الذي يمتلك بسطة مجاورة لاحمد يعرض بضاعته بشكل أفضل منه وبأسلوب جعل المرأة تترك بضاعة أحمد من يدها وتنتقل إلى البسطة الأخرى لشراء ما تحتاجه من ملابس.
لم يستطع أحمد تحمل جاره الذي يسلب منه الزبائن واحدا بعد الآخر فذهب وتشاجر معه وقام هذا الشخص بسبه بأبشع الألفاظ امام الجميع وتشابك الاثنان بالأيدي حتى تدخل المواطنون وفضوا المشاجرة بينهما, ورجع كل إلى مكانه فيما كانت المرأة لازالت هناك وأصر احمد على أنها زبونته وجاءت أول الأمر للشراء منه قبل أن يستقطبها جاره لذا فعليها ان تشتري منه وليس من البائع الآخر, غير أن المرأة رفضت ذلك ووصل الأمر بأحمد إلى امساكها من يدها وشدها نحو بسطته .
سحبت المرأة يدها التي يشدها أحمد وصاحت فيه موجهة له بعض الكلمات المهينة وهو ما أشعل نيران الغضب لدى صاحب البسطة المنافسة لاحمد فانطلق نحوه واشتبك معه من جديد فيما كانت المرأة لازالت تكيل الشتائم للبائع احمد ووسط الاشتباك بالأيدي بين الاثنين اخذ احمد سكينة بائع البطاط الناضج المجاور لهما وغمدها في كتف خصمه وبسرعة البرق وجه بها طعنة أخرى للمرأة التي رفضت الشراء منه , ولكنها كانت طعنة قاتلة اخترقت بطن المرأة ومزقت احشائها لتلقي بها جثة هامدة أمام طفلتها الصغيرة.
صرخ جميع من كان في السوق لاعتداء احمد على المرأة وامسكوا به قبل أن يحاول الفرار ثم تعرفوا على هوية المرأة بمساعدة بعض الجيران ممن كانوا حاضرين الحادثة والذين تعرفوا على المجني عليها من خلال طفلتها التي كانت معها ليتم بعد ذلك إبلاغ زوجها بالحادثة المؤسفة ,أما الجاني احمد فقد تم تسلميه للشرطة التي أحالته مع خصمه إلى النيابة ,وقال احمد أثناء التحقيق انه لم يكن يقصد قتلها وإنما تأديبها لأنها أهانته أمام الناس,غير أن حجته هذه وندمه لم يعفياه من تهمة القتل العمد وإزهاق روح بريئة والحكم عليه بالإعدام.