البناء الصحيح
نايف الكلدي –
في كل بلدان العالم الفئات العمرية هم أساس التطور لأي لعبة من الألعاب الرياضية المختلفة .. ونجد الدول تبذل كل إمكانياتها للاهتمام بهم ورعايتهم الرعاية الخاصة في توفير لهم كل الإمكانيات المتاحة لصقل مواهبهم وإعدادهم إعدادا◌ٍ علميا◌ٍ بحتا◌ٍ.
توفر لهم الخبراء في علم التدريب .. وعلم النفس والتغذية .. وأوجدوا لهم المدارس .. والأكاديميات الرياضية التي توفر لهم الأجواء والمناخات الممتازة حتى يتمكنوا من الإبداع مهاريا◌ٍ وفنيا◌ٍ .. بحيث يمكن المدربين من تطوير مهاراتهم وتنميتها وفقا◌ٍ لمعايير علمية بحتة لتيخرجوا نجوما◌ٍ في المستقبل.
هكذا مفهوم الآخرين في فئات البراعم و النشء .. البناء من الصغر حتى يوجدوا في الكبر قواعد و اسعة من النجوم القادرين على تحمل مسؤولية التطوير لرياضات بلدانهم والقدرة على المنافسة الدولية وتشريف أوطانهم.
مفهومنا نحن يختلف عن بقية العالم .. نتبع العكس لا مسابقات للبراعم والناشئين والشباب .. ومعظم الأندية لا توجد لديها فئات عمرية .. وحتى وأن وجدت فئات عمرية في بعض الأندية تجد من يدربهم لا يحمل أي شهادات تدريبية .. وتجده أيضا◌ٍ يقوم بتدريبهم بشكل خاطئ في نوعية التدريبات والتقوية .. تفوق طاقاتهم وتحملهم البدني مما يسبب لهم تمزقات في العضلات ويعرضهم للإصابات ولعدم توفر العلاج المناسب لهم تصبح هذه الإصابات مزمنة ترافق اللاعب مدى الحياة .. والكثير من اللاعبين في العاب مختلفة يلعبون على (إبر المخدر).
في رياضتنا لا نعتمد على الأساسات المتينة .. لأننا نريد كسر القاعدة المتعارف عليها ونوجد قاعدة عكسية البناء من الأعلى إلى الأسفل .. نهمل الأندية .. التي هي أساسا◌ٍ لا تمتلك مقومات أندية لأنها أشبة بالدكاكين .. ونريد إيجاد منتخبات قوية منافسة تقدم عروضا◌ٍ مشرفة على المستوى الدولي.
لاعبون هواة .. تغذية الأغلبية (كدم وسحاوق) لديهم الهموم التي تملأ قلوبهم وتشتت ذهنهم تجده على أرض الملعب وفكره خارجه يبحث عن قوت أسرته التي ترى فيه المنقذ لحياتها البائسة .. واتحاد الكرة يذهب لجلب مدرب عالمي بملايين الدولارات يريد من هذا اللاعب المسكين أن يقوم بفتوحات كروية تضاهي الفتوحات الإسلامية.
التطور لا يأتي بالعشوائية والتخبط .. يأتي بالبناء السليم وفقا◌ٍ لأسس علمية .. من الصغر حتى الكبر .. التخطيط السليم والبرمجة هي فقط التي ستأخذنا إلى التطور .. وتجعلنا نذهب إلى المنافسة الدولية بقلب جامد ونستطيع المنافسة وتشريف بلدنا.
أخلصوا النوايا .. وأعملوا لهذا الوطن بأمانة .. وانفقوا الأموال في مكانها الصحيح .. واستعينوا بخبراء يضعوا اللبنات الأولى لتأسيس مداميك قوية تستطيع أن تقف عليها رياضتنا بقوة وثقة .. وهنا سيكون المستقبل أمامنا¿!