عقد قمة عربية لتجديد التآمر على الأمة العربية
ياسر عبدالمجيد الخليدي
اجتمع النطيحةُ والمُتردية من حُكام العرب وأمراء الخليج في قمة عربية تصحيحها ( عبرية ) عُقدت في أُردن البحر الميت حيثُ الضمير الميت للتآمر على الأمة العربية والإسلامية، فمن قمة المهزلة والسخرية أن يتم عقد قمة عربية في ظل هذه الأوضاع الراهنة وليس لمناقشة كيفية إحلال السلام والأمن والأمان والإستقرار وإيجاد الحلول لفض الحروب والصراعات والنزاعات والسعي لإيقاف شلالات الدماء والإقتتال.!، بل لمناقشة كيفية توسيع حجم المعاناة الزائدة وإراقة الدماء الطاهرة وإزهاق الأرواح البريئة، ودعم الصهيونية اليَمينية وتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية وتتفيذ الأوامر الأمريكية وتطبيق الخطط الإجرامية ودعم الجماعات الإرهابية وتشجيع الأعمال التدميرية وإصدار الفتاوى التكفيرية والتخلي عن المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية وعدم الإلتزام بالشريعة الإسلامية، أيضاً ومفاقمة الحروب الدائرة وتفكيك الأمة الواحدة وتمزيق الشعوب الواعية وتنويم العقول الصاحية وتوليد الصراعات المذهبية واستمرار النزاعات المناطقية وسُبُل إشعال الفتن الطائفية ونشر الأحقاد بين أوساط العامة وفك ارتباط الدول الوحدوية وإعادة عصر الرجعية الكهنوتية وتجديد العهد والولاء للماسونية.
ألا يخجلون ويبدو أنه كذلك ألا يستحون ومن لا يستحي يفعل ما يشتهي، يعقدون قمة عبرانية وليست عربية في ظل هذه الظروف الصعبة ليناقشون إنجازاتهم العظيمة التي حققوها ومكاسبهم الجميلة التي يقومون بها من جرائم ومجازر جماعية بحق الأمة العربية والإسلامية عامة وشعوب اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين خاصة، نعم يا سادة يا كِرام اجتمع أراذل القوم ليعقدون قمتهم ويحتفلون على حساب دماء الأبرياء وجماجم النساء وأشلاء الأطفال والدمار الهائل والظلم الجائر.
هزُلت ورب الكعبة فعن أي قمة يتحدثون.!؟
عن قمة فاشلة جداً بامتياز وبما تعنيه الكلمة، نصف الحُكام غائبون لم يستطع أحد منهم الحضور وذلك بسبب الحروب القائمة في بلدانهم، والنصف الآخر وجودهم مثل عدمهم، فهم عبارة عن ارجوازات في غيبوبة أبدية لا تهش ولا تنش، فهذه سمسرة عربية وليست قمة عربية تتاجر بالشعوب والأوطان لكسب الأموال ورضا الشيطان، إنها قمة مخزية ثلثا من حضرها ناموا فيها وأشكالهم كالحيوانات مع احترامي للبقية، وهناك منهم من انتهت صلاحية ولايته فهو يدعي الشرعية وهو لا يملك الشرعية وليس لهُ أي شرعية على الإطلاق ويعتقد نفسه يمثل الوطن والشعب ولكنه لا يمثلهم ولا الوطن ولا الشعب يريدونه أن يمثلهم، فعار أن يمثلهم الخونة والعملاء.
فسجل يا قلم في صفحات التاريخ السوداء بأنه في يوم من الأيام قام المنحطون “العرَّيبة” من حُكام العرب المستعربة بعقد قمة لتحرير اليمن وسوريا والعراق من أهلها وسكانها واستمرار الحرب فيها وعليها، حقاً إنه خزي وعار فلم يجتمع العرب لقتال عدوهم وتوحيد كلمتهم بل لقتال أبنائهم وبعضهم البعض وتفكيك وحدتهم التي لا وجود لها، وفعلاً إنها الغُمة وليست القمة فجميع من حضرها ليسوا في القمة وإنما في الأسفل الأدنى، وهذه حقيقة فمن بعد أن كان يحضر القمة الرجال الوطنيون القوميون والأحرار المخلصون واستشهد الأسود الشجعان أصبح من يحضر القمة هم النساء والأنذال الأوغاد والعبيد المخلصون.