عسيري مع البيض
عبدالفتاح علي البنوس
يواصل ناطق العدوان المسخ أحمد العسيري جولاته الخارجية وذلك بعد أن أفلس ووجد نفسه محاصرا أمام الشعب السعودي المغلوب على أمره جراء إغراقه في الكذب والتدليس خلال مؤتمراته الصحفية التي كانت شبه يومية قبل أن تتراجع تدريجيا إلى أن اختفت نهائيا إلا في الحالات النادرة، فعلى مدى العامين الماضيين من العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي كذب العسيري أكثر مما تنفس، حتى غدا مضرب المثل في الكذب والدجل وتزوير وقلب الحقائق وفبركة الأحداث .
زيارات العسيري لبعض العواصم الأوروبية هذه الأيام جاء كمحاولة من أسياده لتلميع وجهه القبيح وسمعته السيئة وللتغطية على فشله الذريع في إقناع الرأي العام الدولي بمشروعية عدوان بلاده الهمجي على يمن الإيمان والحكمة، وعجزه عن التغطية على جرائم ومذابح الإبادة الجماعية في حق المدنيين اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا طيلة عامين من عدوانهم الهمجي، فذهب لممارسة سياسة الدجل والتضليل بأساليب وأدوات جديدة ومتطورة تواكب الحداثة الأوروبية مستعينا ومستقويا بالثروة المالية الهائلة التي يمتلكها أسياده ويسخرونها لكسب الولاءات وشراء الذمم والحصول على دعم وإسناد أوروبي لعدوانهم الذي يدخل عامه الثالث في ظل إصرارهم على الذهاب بعيدا في عدوانهم والبحث عن تحالفات جديدة والحصول على صفقات سلاح إضافية على أمل أن تسهم في منحهم الانتصار الذي طال انتظارهم له حتى ولو في جبهة واحدة من الجبهات الملتهبة والتي تراهن عليها قوى العدوان في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من خلال قصف الطائرات والبوارج والمدافع والحصار المطبق المفروض على شعبنا العزيز ووطننا الغالي .
وصل المسخ العسيري الخميس الماضي إلى مقر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بالعاصمة البريطانية لندن وفي جعبته الكثير من الأكاذيب والمغالطات والحيل والمؤامرات التي يراد تمريرها عبر الاتحاد الأوروبي وكان يظن بأن أمواله قادرة على شراء الضمائر العالمية والمنظمات الحقوقية التي تحترم نفسها وتقدس الرسالة التي يحملونها ويدافعون عنها، أمام المجلس الأوروبي كان الناشط الحقوقي لدى منظمة مناهضة تجارة الأسلحة الدولية سام والتون في استقبال العسيري بالهجوم عليه ونعته له بالقاتل السفاح وبأنه قيد الاعتقال على خلفية جرائمه ومذابحه الوحشية الاجرامية، حيث حاول الغر العسيري بالتطاول على والتون والتلفظ بالبذاءات، فكان الرد من قبل مجاميع من الناشطين البريطانيين الذين كانوا إلى جوار والتون بقذف العسيري بالبيض الفاسد في إهانة ذكرتنا بالإهانة التي وجهها الصحفي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن عندما قذفه بالحذاء على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بوش الابن خلال زيارته للعراق في 14ديسمبر 2008وهذه مواقف سيخلدها التاريخ وستتناقلها الأجيال المتعاقبة، فلا فرق بين ما قام به بوش الابن وما قام ويقوم به العسيري وأسياده الأوغاد.
البيض الفاسد كان الهدية التي تليق باستقبال سفاح بحجم العسيري الذي ظل وما يزال يدافع عن جرائم أسياده، حيث تحولت بدلة العسيري إلى صاجة لقلي البيض، وهي إهانة انعكست على وجه العسيري أثناء خروجه من مقر المجلس الأوروبي والتي جسدتها حركته السوقية الشاذة التي وجهها للناشط والتون ورفاقه، الذين قالت وسائل الإعلام السعودية والنشتاء السعوديون بأنهم إيرانيون وبأن ماحصل للعسيري كان عبارة عن مخطط إيراني مجوسي بهدف التغطية على الصفعة القوية التي تعرض لها العسيري والتي جاءت ممزوجة مع البيض الفاسد للتعبير عن مدى حقارته ووضاعته وللكشف عن أدواره الإجرامية في هذا العدوان الذي دخل عامه الثالث تحت غطاء أممي مفضوح ودعم ومشاركة وإسناد أمريكي قذر .
بالمختصر المفيد، لقد كان والتون ورفاقه من النشطاء البريطانيين أكثر رجولة وشجاعة من الجراثيم العربية في قمتهم الأخيرة وكانوا أكثر طهرا ونقاء من دجالي وأفاكي الدواوين الملكية والأميرية وكانوا أكثر صراحة ووضوحا من أبواق الارتزاق والاستغلال الإعلامية، فأظهروا للعالم حقيقة العسيري وأسياده، وكشفوا للرأي العام العالمي حقارة وعنصرية ووحشية وصلف وإجرام الكيان السعودي ،الذي فاق الكيان الصهيوني خلال العامين الماضيين، وقدموا رسالة قوية للعالم بأن المال السعودي غير قادر على شراء كافة الذمم والضمائر في العالم، فلا يزال هنالك الكثير من الأحرار في العالم يرفضون أن يتحولوا إلى شهود زور، ومحللين ومشرعنين للجرائم السعودية في اليمن مهما كانت المغريات.
ولهؤلاء نسدي آيات الشكر والتقدير والعرفان على مواقفهم الإنسانية النبيلة التي ستظل محط إشادة كل اليمنيين الشرفاء ومعهم كل الأحرار في هذا العالم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .